مقالات وكتابات


الخميس - 26 مارس 2020 - الساعة 01:35 ص

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب



أقل ما يمكن أن نصف به عدن في ظل الأمطار التي سقطت فيها بإنها (منكوبة) بكل ما تحمله الكلمة من معان..

وأقل ما يمكن أن نصف به أبناء عدن (البسطاء) في ظل هذه المعمعة السياسية الخانقة أنهم (ضحية) هذا الصراع وسيتجرعون مرارة الغباء الذي غلف الكثيرين ممن يدعون الوصاية على عدن..

عدن اليوم تغرق ليس في أمطار السيول فقط، بل في (مستنقعات) الغباء والعقول الضيقة والأفكار (الدونية) التي لاترتقي لمدنية عدن وتاريخها وحضارتها الضاربة جذورها في أعماق التاريخ القديم..

غرقت عدن حينما غاب العقل وتحدثت لغة السلاح والولاءات الضيقة وبات من يملك السلاح هو من يسيّر عدن وفق أهواءه ورغباته وماتقتضيه مصالح من يريدون أن تظل عدن تدور في (فلك) الفوضى والعبثية والمشاكل والدماء والحرمان..

عدن منكوبة... توصيف مختصر لضياع مدينة كانت قبلة الزائرين وأمنية المسافرين وغاية المهووسين بها،منكوبة في كل شيء، في مدنيتها،في عذريتها،في أمنها، في آمانها،في سكينتها في عادتها وتقاليدها،في حلمها الذي قُتل في المهد..


اليوم ينظر الجميع (لعدن) بعيون دامعة وقلوب تقطر (دماً) وأرواحاً تنزف وجعاً وحزناً لها،وكيف أن السياسة أضاعتها ودمرتها وأحالتها إلى غابة يقتل فيها القوي الضعيف،ومستنقع لكل المخالفات العقلية السخيفة،والعهر السياسي الذي لايرقى أصحابه لمستوى المسؤولية وحجم تلك المهمة الملقاة على عاتقهم..

لم يستطع القابعون فيها أن يحافظوا عليها،ولم يقدموا لها أقل القليل مما تحتاج من الخدمات،بل ولم يحافظوا على مكانتها وكرامة اهلها حتى بات العابثون يسرحون ويمرحون فيها بكل اريحية،ما زاد طين واقعها المؤلم بلة وتعاسة..


عدن منكوبة .. فهل يستطيع من يدعون وصلاً بها أن يقدموا لها ماتحتاج أم أنهم أكتفوا بالنعيق والزعيق من خلف شاشات التلفزة ومواقع التواصل الإجتماعي دون أن يتحرك بداخلهم شيء من دمائهم الآسنة منذ سنوات..