مقالات وكتابات


الإثنين - 03 فبراير 2020 - الساعة 05:29 م

كُتب بواسطة : فضل الحبيشي - ارشيف الكاتب


في كثير من الأحيان تتبعثر القمامة وتتراكم في الشوارع والحارات، فمن تراه المتسبب في تراكمها ورميها وبعثرتها هنا وهناك؟! ثم إذا صارت بيئة خصبة لتكاثر القوارض والزواحف، وبيئة أخصب لتوالد الحشرات وانتشار الأمراض المهلكة، فضلا عن الروائح الكريهة والمؤذية.. ترى من الذي سيتضرر جراء ذلك ويشعر بالأذى وصعوبة العيش هو وأفراد أسرته في هذه المواقع الموبوءة؟! أليس هو نفسه من يتخلص من قمامته في الشارع والحارة؟!! أليس هو من رمى بالنار واستصغر الشرر ثم غدا الضحية للنار التي رجعت عليه وأحرقت أصابعه وبدنه؟!!.

المشاهد لشوارعنا ومناطقنا السكنية في عدن.. يرى بأم عينيه عمال الميدان في صندوق النظافة والتحسين يتسابقون كخلايا النحل في أعمالهم الإنسانية وكثيرا ما باتوا مجهدين بعد أن يبرشون ويكنسون الشوارع وينظفون ويجملون ذلك الحي وتلك الحارة، وربما لا تأتي ساعات الفجر الأولى.. إلاّ وتكون الشوارع تنطق نظافة وجمالا.. لكن شاهدوا المناظر في هذا الحي أو ذاك الشارع بعد ساعات قليلة من العمل المضني والجهد المبذول.. ستجدون الأوساخ والقاذورات قد عادت إلى ما كانت عليه من قبل وربما أكثر ضراوة الأمر الذي يدعو إلى الحسرة والألم.. وكيف لا يشعر المرء المحب لنظافة وجمال مدينته بالحسرة والألم وقد دفن كثير من الناس تلك الجهود في حفرة عدم التقدير وعدم الاكتراث ولسان حال كل شخص منهم يقول: أنا ما فعلت شيئا سوى أنني رميت قراطيس قليلة، فهل يستدعي الموضوع الذهاب إلى موقع القمامة؟!! هل أتجشم عبء المشوار من أجل بعض القراطيس القليلة !!.. ثم أنا لم أفعل هذا كله من أوساخ.. ( أنا من جيز الناس، ما جت إلاّ علي أنا)!!..وبوقاحة يقول: طيب وإيش عمل عمال النظافة؟!! نقول له: السيل لا يكون إلاّ بقطرة على قطرة، فكيف بكيس قمامة وإن صغر.. فما بالك بمن يرمي الكثير؟!!.وهل تريد تكليف عامل نظافة بالعمل بعد كل مواطن يقتفي أثره ليلتقط ما يرمي به من مخلفات يمينا ويسارا؟!!.. عجبا!!.
فإلى متى يظل هذا الحال.. وتلك المرارة وخيبة الأمل؟.. ومتى يشعر هؤلاء بأن الجميع شركاء في نظافة وتجميل مدينة عدن.. وشركاء في دفع الثمن سلبا أو إيجابا؟!!.