مقالات وكتابات


الأحد - 26 يناير 2020 - الساعة 06:13 ص

كُتب بواسطة : الخضر الميسري - ارشيف الكاتب



لاشك بأن قرار سيادة اللواء/ احمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية بتشكيل هيئة عليا للحوار الجنوبي لم يأتي من فراغ ولإضاعة الوقت الرجل صاحب قرار ولديه خبرة طويلة في مناصب عسكرية وإدارية حكومية منذ العام العام 1970م.
ولديه ايضا تصور بأن يكون الجنوب القادم غير الجنوب مابعد الأستقلال وايضا ليس اليمن الجنوبي الذي تشكل بعد الخطوة التصحيحية في 22/ يونيو/ 1969م.
وربما نستنتج من تصريحات اللواء/ بن بريك الكثير من الأيضاحات حول دولة الجنوب القادمة حيث أكد رئيس الجمعية الوطنية على أهمية تشكيل الهيئة العليا لإدارة الحوار الجنوبي للبدء في الحوار الجاد مع المكونات الجنوبية دون استثناء بما فيها رموز الشرعية لمواصلة وتوحيد جهود مختلف القوى لتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية والاسهام الفاعل لتنفيذ اتفاق الرياض، للوصول إلى مشروع جنوبي شامل بعد النجاحات التي حققتها المراحل السابقة من الحوار في التوافق على توحيد الخطاب السياسي وحظيت باهتمام واستحسان من قبل المجتمع والقوى السياسية والأطراف الخارجية.
وفي الاجتماع شدد رئيس الجمعية الوطنية ، على ضرورة توحيد صفوف الجنوبيين واشراك الجميع في هذه المرحلة الحساسة والمنعطف الخطير الذي تمر به البلاد، والتركيز حول دولة الجنوب وكيفية العمل على استعادتها، مؤكداً أن المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي للقضية الجنوبية أصبح اليوم جزءً فاعلاً ومعترفاً به في المتغير السياسي الراهن الذي أفرزه اتفاق الرياض وللمجلس حضوره المشهود في البيئة السياسية والاقليمية والدولية التي يقاس عليها مسار استعادة الدولة الجنوبية وهو منفتح على الجميع و داعيا للحوار والسلام .
وأشار بن بريك ، إلى أن المهمة اليوم ليست عادية وقد وضعت القرارات والتوصيات للدورة الثالثة للجمعية البوصلة في الاتجاه الصحيح ويجب العمل على تحقيقها ، منوها على أهمية أن يكون عمل الهيئة دقيق و وفق معايير وأسس مهنية وعلمية ومزمنة بما يحقق التوافق والخروج من هذه الحوارات بشراكة حقيقة مع كافة المكونات الجنوبية في رسم مستقبل آمن يليق بكل ما قدمه شعب الجنوب من تضحيات بغية تحقيق تطلعاته المشروعة التي ناضل ويناضل من أجلها.
وأضاف اللواء بن بريك أن اتفاق الرياض يشكل عاملاً توافقياً لمعالجة وضع استثنائي انتصر فيه الحوار كقيمة حضارية على أساس من التوافق الذي يمكن البناء عليه في المسار التفاوضي المستقبلي وهو الممكن المتاح الذي انتزعه المجلس الانتقالي بقوه الحق وقد عبر شعب الجنوب بواسطته مرحلة مهمة لصالح إخراج القضية الجنوبية من حالة الحصار والتجاهل إلى الفضاء الاقليمي والدولي وبما يعزز من مطالب شعب الجنوب في استعادة الدولة وحق تقرير المصير.
وجدد اللواء بن بريك التأكيد بأنه لا يوجد داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، أي اختلافات أو صراعات حول نتائج اتفاقية الرياض، ولكن لمسنا في الشرعية وجود اختلالات، بالإضافة إلى عدم وجود أي نوايا جادة للتنفيذ من قبلهم ، وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع لإطلاق العنان لقرارات الرئيس الشرعي .
نبارك لرئيس الجمعية الوطنية هذا القرار التاريخي ونقترح تشكيل هيئة عليا لجبر الضرر على كل من تضرر من الحرب الأهلية قبل الأستقلال وبعد الأستقلال من السلاطين والمشائخ والرئيس الفقيد/ قحطان الشعبي ودولة الرئيس الفقيد/ عبداللطيف الشعبي وقادة الجيش وكل من تضرر في سبعينيات القرن الماضي وإحداث الرئيس الشهيد/ سالم ربيع علي وايضا احداث 13/يناير/ 1986م والأقصاءات للكادر العسكري والمدني الجنوبي من جراء وحدة الشؤم في 22/مايو/ 1990م والحرب الشمالية الهمجية في العام 1994م
وتبعها الغزو الشمالي الثاني في العام 2015م والغزو الأصلاحي الثالث في العام 2019م وحتى يومنا هذا!!
دولة الجنوب قادمة وستكون الدولة النموذج بين دول الجزيرة والخليج والمنطقة إذا صححنا المسار وتصالحنا وتسامحنا والله شاهد ..