الوطن العدنية/كتب/عمر الحار
لا خوف عليها .
محصنة بايمانها .
مسيجة باخلاقها .
وهي اساس الخطيئة .
لا اقترب من حياضهم الا لضرورة على قلة الزاد منها ، وثقل الجوارح بالفساد ، عذبة المنهل . بطعم يفوق العسل .
حالة العلم والعلماء جوادة على الناس ، غزيرة الاجناس ، لا يشبع منها دارس . شديدة المراس . لا تقبل الفهم على وجهها الاول ، وتحتاج لنبؤة المعرفة ، والنوايا الطيبة افقها الازلي ، وطابعها الاصيل الذي لا يتبدل ، بل يتبلور الى حالة من الصفاء الالهي في الروح حين تبصر بعين خالقها كل شي في الوجود ، وتتخلل نظراتها الى اعماقها وتراها على طبيعتها بجودة صناعة تبارك احسن الخالقين .
هل جربت ممارسة الهروب من الله الى الله ؟ .
حاول ؟
قد تصبح في حالة ادمان مشبع بها ، ولا سلامة لك منها الا اليها .
قد تستطيب عملية القفز من حياض العلم الى حياض النبوة . تنهل من مشاربها . تكسب اجر ثمين . نور اليقين . تنام بالشكر و الذكر و تصحوا على حياة السكينة .
ياخالقي تبدلت الحياة بالرحلة ، وانقلبت مفازاتها واحة للامان والايمان ، واستقر بحرها اللجي . انفرجت طبقات ظلماتها . انبثقت الآمال في ليلها السرمدي من جديد ، وانت اقرب من حبل الوريد .
من يستقوي على الذات يهزمها بالبصيرة ، يجذبها للحساب . تقيم الكتاب . تراع الخطاب . تعمل بالاسباب . لا تنزع لحق الا بعدالة الطلب ، وحسن المطلب .
لا تثور ، لا تدور الا في افلاكها محصنة الاطراف و الجوارج .
مكللة بالوقار في حلها و ترحلاها .
ظافرة بالصبر وهو مفتاح الفرج .
وللروح عرجات الى ربها اخجل من وصفها ، ولكنها تبادرني بالكلام ، وتكبليني بحياء غير معهود في سجل الحياة . تبوح احيانا . تهمس احيانا ، وتصرخ من الاعماق حتى يتصفد العرق من ناصية الجبين بلا استئذان ، واطعم ملح المواقف في فمي ، وشهد الانتقام .
بصرته في الوادي السحيق من بعيد و حيد الكليم .
زرت محمد في الغار بعد ذهاب السحابة . رسمت اثر المسيح في طريق الالام و لا زلت اوصل السير فيها .
ارشدني نوح على السفينة .
لم اتوضأ بعارض الريح .
لكنها عبرت في ثقوب حياتي بسلام .
لم احتفل بضياع العروبة .
شهدت مراسيم الصلاة عليها بحضور طغاة العصر .
بغاة العصر .
ائمة المسلمين .
لا المؤمنين في الديانات الثلاث .
انقطع الوحي .
لم نستطع نقيم السلام .
نحن في انتظار القيامة .
صببحة الجمعة
مدينة عتق
25نوفمبر2022م .