أخبار محلية

الثلاثاء - 09 أبريل 2019 - الساعة 01:04 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /خاص

يبدو أن مشروع الائتلاف الوطني الذي دعت له قوى سياسية وقيادات حزبية ومنظمات حقوقية وتكتلات وكيانات سياسية, قد اجهض في رحم المشهد والساحه السياسية قبل بزوغه وولادته , نتيجة لموقف وتصريح القيادي البارز في المقاومة الجنوبية, واحد الشخصيات السياسية في المشهد والساحه الجنوبية .

آثار تصريح القيادي الجنوبي أديب العيسي موجه هيجان في الشارع الجنوبي , وأحدث حالة من الارباك والتشقق في دهاليز واروقه ما يسمي ب " الائتلاف الوطني " الذي تسعي قوى سياسية وحزبية إلى اشهاره في العاصمة المؤقتة عدن بعد فشل الإشهار في العاصمة المصرية القاهرة .

وشن القيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي هجوم شرس على الائتلاف الوطني في سطور بسيطة على صفحة في الفيس بوك , واصفاً الاتئلاف بأنه كيان أخواني, شمالي , لا يتصل بالجنوب ومقاومته الباسلة لا من قريب ولا من بعيد , واضح " العيسي " موقفه ورفضه لذلك التكوين قبل ولادته وإشهاره سياسي .

وقد يكون العيسي القشة التي قسمت ظهر الائتلاف كونها كانت تعول عليه , وعلى مكانته وحضوره في الساحة الجنوبية وفي المشهد السياسي .

تصريح العيسي اعتبره الكثير بأنه رصاصة الرحمة التي أطلقت في الاتئلاف الوطني قبل ولادته وظهوره إلى الساحه السياسية .

سطور بسيطة ووصف مختصر قد يعصف بتجربة قبل ولادتها , ويحدث تغيير جذري في الساحة السياسية وقد يقذف بالكيان إلى ظلمات مظلمه في بحار السياسية .

من يتعمق في تصريح القيادي السياسي أديب العيسي سيجد أنه يحمل في طياته الكثير من المفاهيم وانه لسان حال المقاومة الجنوبية على أرض الواقع .

هجوم العيسي وموقفه الأخير من الائتلاف نسف كل المخاوف والشكوك التي كانت تحوم حول العيسي وقذف بكل الاقاويل والاشاعات في مزبلة المشهد السياسي .

من يقلل من تصريح العيسي قد أخطأ قرأت المعطيات والأحداث السياسية, ومن يذهب بأنه مجرد تصريح ومنشور عابر قد ارتكب حماقة في فن التحليل العميق في الأوضاع السياسية في المشهد الجنوبي .

لحديث أديب العيسي عمق وأثار وتأثيرات قد تجعل من الائتلاف الوطني في خبر " كان " وقد تجهض ولادته في رحم القوى والتكوينات والأحزاب التي دعاة إليه.

فهل اجهضت سطور العيسي الائتلاف الوطني قبل ولادته سياسي .



■لماذا فتح العيسي النار على كبار القوم :-

عرف عنه مواقفه الشجاعة, وامتلكه الجرأة السياسية, ولا يتمتع بصفة المراوغة في التصريحات , وكان له حضور في المواقف والأحداث , تلك المواصفات جعلت من أديب العيسي رقم صعب في الساحة والمشهد الجنوبي , وهذا ما يجعله صاحب حضور وتواجد .

هاجم القيادي في المقاومة اديب العيسي نائف البكري وعبدالرب السلامي وعلي الاحمدي على خلفية ما قاله انهم يستغلون شخصا لاصدار بيانات ترحب بالائتلاف باسم المقاومة.

واضاف العيسي: الاخوة نائف البكري وعبدالرب السلامي وعلي الاحمدي يا اخواني حرام عليكم تستغلوا ظروف عدنان السيد لكي يصدر بيانات ان المقاومة مرحبة بكم وبالائتلاف نتمنى ان تكونوا شجعان في قراراتكم وفي توقيعاتكم قولوا حزب التجمع اليمني للاصلاح يرحب بإقامة الائتلاف في عدن قولوا النهضه ترحب بإقامة الائتلاف في عدن لا تستغلوا ظروف اولادنا الاقتصادية اتقوا الله في انفسكم وصلت جرائتكم لتظليل وتدليس كونوا شجعان وتحدثوا فالمقاومة لا تعترف بإئتلافكم وفي الاخير الله المستعان .

ذلك الهجوم وتلك السهام التي اطلقت من قبل العيسي صوب كبار القوم في الائتلاف الوطني , جعلت الكثير يذهب بأن الرجل أختار طريقة وحدد موقفه وعبر عن توجه الرافض لا إشهار الائتلاف وفق النظم والأسس الحزبية الإخوانية, ومن أجل الأبعاد والإستراتيجيات والأهداف الحزبية .
فكان هجوم العيسي رسالة واضحة إلى كبار القوم ونصيحة مفادها ( لا تحرجوا أنفسكم واسحبوا ائتلافكم ولكم الخيار ) ... !



■هل يكون أديب العيسي أول قيادي ينفض غبار الهيمنة الحزبية:-

كان له دور كبير في الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية بعدن وباقي المحافظات المجاورة ، من خلال الدعم المعنوي والمادي الذي كان يقدمه لقيادات وأبطال المقاومة ، والدعم اللوجستي لمختلف جبهات القتال بعدن ولحج وأبين والضالع ، وهذه شهادة لله وللتاريخ وحقيقة يعلمها جميع أبناء عدن الشرفاء على وجه الخصوص وأبناء الجنوب بشكل عام.

وله إسهامات كثيرة في الحفاظ على هيبة الدولة، حيث عمل على حل الكثير من القضايا وأسهم في توفير الكثير من المتطلبات التي تلبي احتياجات المواطنين أثناء وبعد فترة الحرب، ويحظى بشعبية وتقدير منهم.

اعتقل المناضل والقيادي اديب العيسي في ٢٠٠٨م بتهمة المساس بالوحدة اليمنية وتهديد السلم الاجتماعي ..وأصيب في ٢٣ يوليو ٢٠٠٩م بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.

أعلن مشروع الوفاق السياسي في ٢٠١٠م وأطلق عليه لقب (مهندس الوفاق الجنوبي).

أصيب خلال استعادة ساحة المنصورة في مايو ٢٠١١م وفقد وريد يده اليسرى .

وهو أحد مؤسسي مؤتمر القاهرة والذي ألقى فيه كلمة الشهداء والجرحى في نوفمبر ٢٠١١م.

يعتبر اديب العيسي أحد مؤسسي ثورة ١٦ فبراير التي أسقطت العاصمة عدن سلميا مع الحراك السلمي.

هو من دعى مع القيادات الشابة للخروج بمليونيات في العاصمة عدن التي بدأت في ساحة المنصورة إحياء لذكرى ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢م ذكرى التسامح والتصالح في يناير ٢٠١٣م.

هو من أسس ائتلاف قوى الثورة الجنوبية قبل اندلاع الحرب الظالمة على عدن وباقي المحافظات الجنوبية من قبل مليشيات الحوثي وصالح.

هو أحد المساهمين في توحيد النقابات العمالية والمهنية في ساحة العروض في العام ٢٠١٤م.

وهو من وحد بين قيادات اللجان الشعبية وأبطال الحراك في العاصمة عدن الذي نتج عنها البيان التاريخي للشهيد علي الصمدي رحمة الله عليه.

هو من مؤسسين المقاومة الوطنية في العاصمة عدن.

هو من ساهم في توحيد المقاومة في الضالع وأبين بعدن .

هو من أعلن قرار الدمج في ٢٥ أغسطس ٢٠١٥م لبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية خلف شرعية الرئيس هادي، وشكل لجنة لعمل دمج أفراد المقاومة الجنوبية في المؤسستين الأمنية والعسكرية .

هو من ساهم بشكل كبير في تمكين أبناء الجنوب في مؤسسات الدولة وفق قرار الرئيس والمطالبة بحقوقهم .

هو صاحب مشروع ائتلاف القيادة العامة للمقاومة الجنوبية الذي طالب بحق الجنوبيين في ال٥٠% وفق قرارات الرئيس هادي.

هو من تعرض لعدة عمليات اغتيال نتيجة لمواقفه الوطنية الصلبة ومبادئه تجاه القضية الجنوبية.

ذلك الرصيد والكم الهائل من الإرث النضالي جعل من أديب العيسي أحد القيادات الجنوبية التي تجرعت كاس الحزبية وعلقم التغيب وسم الهيمنه الحزبية, مما دفع العيسي إلى رفض ذلك , وشق طريق نفض غبار الهيمنة الحزبية وإيجاد موطى قدم للمقاومة الجنوبية في قادم المرحلة, والبحث عن أفاق جديدة من شأنها تحجيم وكبح التمدد الحزبي الحاصل في الساحة والمشهد الجنوبي .

وقد دعا العيسي إلى فتح نوافذ وكسر كل الأبواب المغلقة في وجه الانفتاح على جميع القوى الجنوبية, ولملمه الكيان الجنوبي وشمله على طاولة واحدة .

فهل يستطيع أديب العيسي كسر وكبح ونفض غبار الهيمنه والسيطرة الحزبية على القوى الجنوبية وإيجاد موطى قدم للمقاومة الجنوبية في قادم المرحلة ورسم ملامح ومعالم خارطه جديدة يكسر فيها الحزبية وهيمنه وسيطرت حضورها وتواجدها في الساحه والمشهد السياسي الجنوبي .



ت / عبدالله جاحب .