أخبار محلية

الإثنين - 03 ديسمبر 2018 - الساعة 11:57 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/خاص

لا يزال الحقد الدفين على قيادات ومكونات الحركة الوطنية الجنوبية والجبهة القومية يطل علينا من خلال الكثير من الوجوه والمواقع.

هذه المرة يطل علينا في موضوع نشره موقع (عدن تايم) يوم امس 1 ديسمبر 2018م للاخ/بلال غلام حسين بعنوان (تفاصيل تنشر لاول مرة عن الوجود البريطاني في عدن). (مرفق المقال في موقع الناشر).
ولان الموضوع قد جاء مليئا بالاكاذيب وقلب الحقائق والاحداث، كان لابد من الرد عليه، برغم اننا نشرنا في وقت سابق الكثير من الحقائق والاحداث ذات الصلة بالقضايا التي تناولها الاخ/غلام. في هذا السياق ينبغي التأكيد على الحقائق والاحداث التأريخية الاتية:

1) لقد تأسست الجبهة القومية في 14 اكتوبر 1963م، بينما تأسست جبهة التحرير نظريا في نهاية ديسمبر 1965م، وعمليا في مطلع عام 1966م.

2) اثناء التحضير لفتح جبهة عدن من قبل قيادة الجبهة القومية في ابريل 1964م، قامت قيادة الجبهة بدعوة عبدالله عبدالمجيد الاصنج رئيس حزب الشعب الاشتراكي لمشاركة حزبه في الكفاح المسلح الا انه اعتذر بحجة انه وحزبه لا يؤمنا بالكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ومع النضال السلمي، وفي وقت لاحق وصف الثورة التي قادتها الجبهة القومية (بانها ثورة دراويش)، لكن بعد فتح جبهة عدن في يونيو 1964م بالعملية الفدائية على المطار العسكري التي نفذها فدائيوا الجبهة القومية (منهم يوسف علي بن علي وفضل محسن عبدالله وعمر سعيد العكبري) والتي اذيع خبرها باسم الجبهة القومية من اذاعة صوت العرب من القاهرة، وبعد قيام ثوار وفدائيوا الجبهة القومية بتنفيذ المئات من العمليات العسكرية والفدائية التي اوجعت الاستعمار البريطاني في المستعمرة عدن خلال الفترة من يونيو 1964م حتى نهاية عام 1965م بقيادة الشهيد/نور الدين قاسم، فوجئ الجميع في نهاية ديسمبر 1965م بتأسيس جبهة التحرير حيث كان بعض السلاطين وكل من عبدالله الاصنج ومحمد سالم باسندوة واللذين سبق ورفضا الكفاح المسلح، كانوا من ضمن القيادات المؤسسة لجبهة التحرير.

3) في سبتمبر 1965م حصلت السلطات البريطانية في مطار عدن على قائمة باسماء عدد كبير من قيادات وفدائيي الجبهة القومية كانت بحوزة احد قيادات حركة القوميين العرب في بيروت لدى وصوله الى عدن، على اثر ذلك قامت السلطات البريطانية باعتقال عدد كبير من فدائيي الجبهة القومية الامر الذي شكل ضربة موجعة للثورة. في ذلك الوقت لم يكن هناك وجود لجبهة التحرير بعد. هنا يحق لنا التساؤل : - هل ثمة علاقة بين هذا الحدث وموعد الاعلان عن تأسيس جبهة التحرير بعده باقل من شهرين؟

4) لقد تأسست جبهة التحرير بدعم كبير وملحوظ من قبل الاستخبارات المصرية التي عملت على ملاحقة قيادات الجبهة القومية وفرض الدمج القسري بين الجبهتين، حيث اقدمت على اعتقال المناضلين/فيصل الشعبي وقحطان الشعبي في القاهرة وكذا اعتقال المناضلين/محمد سعيد مصعبين وعلي محمد سالم الشعبي وعبدالله مفتاح الفضلي في سجن شبكة تعز بمشاركة قيادة جبهة التحرير وتواطؤ حكومة الجمهورية العربية اليمنية.وكذا رفع التقارير المضللة الى الرئيس/جمال عبدالناصر عن الجبهة القومية وقيادتها، الامر الذي ادى الى وقف الدعم المصري عن الجبهة القومية وتحويله لصالح جبهة التحرير.
كما تم انشقاق عدد من قيادات الجبهة القومية وفدائييها والتحاقهم بجبهة التحرير في عام 1966م نظرا للتأثير النفسي والمكانة الكبيرة التي كان يحتلها الزعيم/جمال عبدالناصر في نفوس الشعوب العربية. علما ان الجناح المسلح لجبهة التحرير والذي كان تحت اسم (التنظيم الشعبي للقوى الثورية) كان يتكون في معظمه من عناصر الجبهة القومية.

5) لقد قامت بعض قيادات جبهة التحرير بتفجير النزاع المسلح بين الجبهتين في اكتوبر 1967م، هنا تجدر الاشارة الى الموقف الوطني الذي اتخذه المناضل/محمد علي الصماتي (الطلي) والذي كان احد قادة جبهة التحرير حيث منع القوة المسلحة التي كان يقودها من مواجهة ثوار الجبهة القومية.

6) تمكنت الجبهة القومية وبفعل حنكة قيادتها من استقطاب الكثير من ضباط الجيش والامن في سنوات مبكرة وشكلت منهم الجيبين السريين واللذين ساعدا كثيرا في ترجيح الكفة لصالح الجبهة القومية.

7) بعد هروبه من معتقله في القاهرة عاد قائد الثورة الشهيد/فيصل الشعبي الى الداخل في اكتوبر 1966م، واعاد بناء وتنظيم القطاع الفدائي للجبهة القومية بعد اعتقال عدد كبير من فدائيي الجبهة في نهاية 1965م، لتعود الجبهة القومية وبقوة الى الساحة،في هذا السياق تمكن قائد الثورة/فيصل الشعبي من الدخول متنكرا الى مدينة كريتر واللقاء بعدد كبير من عناصر وفدائيي الجبهة القومية والتنظيم الشعبي في منزل المناضل/سالم محمد باهرمز وهو احد قيادات الجيش المنتميين للجبهة القومية، والترتيب للانتفاضة الكبرى لتحرير كريتر من الاستعمار البريطاني لمدة اسبوعين في 20 يونيو 1967م، حيث قاد شخصيا عمليات المواجهة العسكرية مع ضباط وجنود الاستعمار نظرا لما يتمتع به من احترام وتقدير كافة عناصر الجبهتين.وقد كان ذلك عبارة عن عملية رمزية ردا على هزيمة 5 حزيران يونيو 1967م، التي منيت بها مصر وكان احد اسبابها خيانة بعض قيادات الاستخبارات المصرية وعلى رأسهم صلاح نصر الذي حاكمة جمال عبدالناصر بتهمة الخيانة العظمى. ولذلك اتضح للزعيم ناصر حجم التضليل الذي مارسته عليه قيادات جهازه الاستخباراتي فيما يتعلق بحقيقة الصراع بين القومية والتحرير، الامر الذي دفع بالرئيس ناصر الى الاعتذار لوفد الجبهة القومية الذي كان متواجدا في القاهرة، ودعم الوفد لاجراء مباحثات الاستقلال ممثلا عن الجنوب امام وفد بريطانيا في جنيف والذي تحقق في 30 نوفمبر 1967م.

نكتفي بسرد هذا القدر من الحقائق والاحداث، وعلى القارئ الكريم ان يستنج : -
ياترى، من كان العميل للاستعمار البريطاني...

*احمد مصعبين
ابو الشهيد/محمد
2/12/2018