حوارات وتحقيقات

الخميس - 04 أكتوبر 2018 - الساعة 02:58 م بتوقيت اليمن ،،،

«الوطن العدنية»كتب/وليد الماس العبدلي

بعيدا عن التصريحات المتعاقبة والبيانات المتكررة، التي تصدرها هذه الهيئات وتلك المكونات، الشعب في الجنوب قد شبع من تلك التعبيرات الجوفاء، ويبحث له اليوم عن قطعة خبز يسد بها جوعه الذي بلغ منه كل مبلغ، بعد إن تفشت المجاعة وتوسعت رقعتها، وأصبح جوعى الأمس ممن كانوا يأكلون من القمامة، لا يجدون تلك البقايا بعد إن استفحلت الجوع.

السواد الأعظم من السكان لا يأبه اليوم بالسياسة، ولا يكلف نفسه تحليل ما بين سطورها، ولا يهتم بمن يحكم ويجلس على عرش السلطة، بقدر تفكيره بالبحث عن وسائل تمكنه من الحصول على قطعة رغيف يسد بها ذلك الجوع.
فلو بويع أبليس واليا عليه، فلا يمانع ذلك البائس الفقير، طالما وجد عند هذا الرجيم ما يشبع به جوعه وأطفاله.

في تقديري معظم الجنوبيين لا يتطلعون اليوم بتفاؤل للبيانات المتوالية مهما كانت طبيعتها، ولا يترقبون خيرا من وراءها، خصوصا وإن شبح المجاعة قد بدأت علاماته منذ عام، حين تجاوز سعر الدولار سقف 500 ريال، ورغم الدعوات الخجولة التي أطلقتها تلك الهيئات، لمساندة ثورة الجياع التي خرجت آنداك، إلا إن تلك الدعوات لم يتمخض عنها نتائج إيجابية تذكر، ثم ما تلبث إن تختفي تلك الاحتجاجات بعد حين قصير، ويتم احتواءها من أساسها.

يخشى الجنوبيون البسطاء إن تذهب اليوم الدعوات الثورية، على غرار ما حدث في شهر يناير بداية عامنا هذا 2018م من احتجاجات، بلغت ذروتها بالصدام المسلح بين التشكيلات العسكرية الموالية والمعارضة بالعاصمة عدن، وهو الأمر الذي لم يسفر عنه أي تحديث ولو طفيف على الحكومة الفاسدة التي تتولى إدارة الأوضاع في الجنوب، بقدر الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها الطرفان واستفحال ينبوع الفساد والتدهور الفظيع بالخدمات المقدمة للمواطن، وتردي المستوى المعيشي له، فاكتشف الجنوبيون متأخرين إن معاناتهم الصعبة ومطالبهم المشروعة، قد اُستخدمت كجسر عبور من قبل الاماراتيين، للضغط من خلالها على حكومة هادي وإذلالها للرضوخ والتنازل عن المصالح التي ينشدها الإماراتيون، ومن ثم الاعتراف بالأخير كطرف فاعل وشريك أساسي على هذه الأرض.

يتطلع الجنوبيون اليوم لثورة جياع عارمة وعفوية، تقتلع شأفة حكومة آبقة في الفنادق بان فشلها واستفحل فسادها وقادت شعبها نحو مستنقع خطير للغاية، وذلك بالتشارك مع كل القوى الحية والفاعلة على الساحة الجنوبية، والمؤمنة بأهداف هذه الثورة ومشروعيتها.
ولن تتوقف هذه الهبة إلا حين تتحقق جميع أهدافها المشروعة والمحددة منها.
وفي ضوء هذا الإعصار الشعبي لا تستطيع أي قوى داخلية أو خارجية مهما بلغت قوتها ونفوذها، إن تقف بوجه هذه الثورة أو تعيق استمراريتها.

وبإذن الله العلي القدير، ستنتصر إرادة الجماهير، وتتحقق آمالها في الحياة بعزة وكرامة.
فلن يقبل شعب حر وعزيز كشعبنا الصابر بسياسة التجويع والإفقار والتركيع والإذلال المفروضة عليه.

والله على ما نقول شهيد.