حوارات وتحقيقات

الأربعاء - 12 سبتمبر 2018 - الساعة 12:32 ص بتوقيت اليمن ،،،

«الوطن العدنية»كتب/وليد الماس العبدلي

لا يختلف اثنان حول الأهمية القصوى التي يمثلها استقلال الجنوب لليمن والإقليم.
فقيام دولة قوية وفاعلة في الجنوب، سيساهم بدون شك في استقرار الجنوب نفسه، ويساعد على خفض الاضطرابات باليمن شمالا، كما يؤدي إلى حفظ الأمن القومي لمنطقة شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، وذلك لما يمثله الموقع الجغرافي الحساس للجنوب من أهمية جيو إستراتيحية من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية.

فقد كان هذا الموقع الجغرافي من منطقة الشرق أوسطية، جاذبا للقوى الكبرى والنافذة في العالم القديم والحديث، ومحط اهتمام كبير للقوى المتصارعة على النفوذ، مما أدى إلى حدوث حالة سباق غير مسبوق بين تلك القوى على هذا البقعة الجغرافية الهامة.
فكان لهذا السباق المحموم نتائجه الواضحة وانعكاساته الوخيمة على المستقبل السياسي لهذا البلد.

فإذا أمعنا النظر إلى سياسة الدول الكبرى، أو بالأحرى قوى القطب الواحد تجاه منطقتنا، لوجدنا إن هناك مخطط موضوع وبشكل مدروس لتمزيق وتفتيت دول منطقة الشرق الأوسط، ولن يسلم من ذلك أي بلد منها، بما في ذلك تلك الدول التي تمول اليوم هذا المشروع التدميري، فأنه سيأتيها حتما الدور نفسه في النهاية.

فلننظر إذا شئنا إلى بلاد الرافدين العراق، فبالرغم من ثرواتها الهائلة معدنية وزراعية، وما تمتلكه من كفاءات في مختلف المجالات، إلا إنها تشهد صراعا أثنيا مريرا، وتعاني من عدم توفر البنية التحتية.
والحال نفسه ينطبق على بلاد الشام سوريا العروبة، التي تعتبر أول قطر عربي يتحرر من التبعية الغربية بغذاءه ودواءه، إعادته المؤامرات القذرة إلى ماقبل القرن الرابع عشر.

وليبيا الغنية برجالها ومواردها الكبيرة وأرضها الشاسعة ليست من ذلك ببعيد، فأصبح شعبها اليوم يتسول الغوث من وجه المنظمات الخيرية، بعد إن كان يغيث.

وأرض الكنانة مصر القلب العربي النابض، والصخرة التي تتكسر عليها المؤامرات، كانت تلعب الدور المحوري والهام على مختلف الأصعدة بمحيطها العربي والإقليمي، يجري اليوم تقليص وتحجيم نفوذها وإشغالها باقتصادها وأمنها.

ونفس المنوال ينسحب على بقية الأقطار العربية، فمن لم ينل نصيبه من التخريب والتدمير اليوم، سيأتيه غدا غير منقوص على طبق.

وما تعرض له الجنوب في السابق من مؤامرات ودسائس، وأقصد هنا خلال المرحلة الثورية التي عاشها الجنوبيون منذ اندلاع ثورة الرابع عشر من اكتوبر في العام 1963م وحتى الولوج بالوحدة مع اليمن في22 مايو من عام 1990م، ومايتعرض له بالوقت الراهن، ليست ببعيد عما تعرض له الأشقاء في أقطار منطقتنا العربية، ولكن هناك أولويات لدى رعاة المشروع الغربي ومقاوليه، فهناك من يقدم من تلك البلدان ويعجل وهناك من عليه إن يتأخر.
وعليه فهناك سؤال يلح علينا طرحه في ضوء تلك المعطيات السابقة:

إلى أي مدى ممكن إن تساعد القوى الكبرى الجنوبيين على استعادة وبناء دولتهم في ضوء المتغيرات التي يشهدها الإقليم والعالم؟.

والله على ما نقول شهيد.

* كاتب وناشط حقوقي.