عربية وعالمية

الإثنين - 03 سبتمبر 2018 - الساعة 09:46 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية - متابعات

يصنف ناثان هيل (Nathan Hale) واحداً من أهم الجواسيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية حيث يعتبر بطلا من أبطال حرب الاستقلال الأميركية ما بين عامي 1775 و1783 بفضل تضحيته والتي قاد خلالها عملية استخباراتية انتهت بإلقاء القبض عليه وإعدامه.

تمثال موجود بشيكاغو تخليدا لذكرى ناثان هيل

في حدود سنة 1775 وعلى إثر تخرجه من جامعة ييل (Yale University)، التحق ناثان هيل ذو العشرين سنة بفوج كونيتيكت (connecticut regiment) لخوض غمار حرب الاستقلال الأميركية ضد البريطانيين. وخلال معركة بوسطن، برز هذا الفوج الذي قاتل لصالحه الجاسوس الشاب فمع حلول يوم السابع عشر من شهر آذار/مارس سنة 1776 تمكنت قوات المستعمرات الـ 13 من طرد الجيش البريطاني بشكل نهائي من بوسطن ليعرف البريطانيون على إثر ذلك نكسة حقيقية أثرت بشكل سلبي على معنوياتهم.

طابع بريدي أمريكي عليه صورة ناثان هيل صدر تخليدا لذكرى الجاسوس الشاب

يوم العاشر من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1776، تطوع ناثان هيل للقيام بعملية تجسس خطيرة تقتضي المرور نحو جزيرة لونغ آيلند (Long Island) بنيويورك والاقتراب من مواقع تواجد البريطانيين لتحديد مدى استعدادهم لمعركة هارلم هايتس (Harlem Heights) والتي جرت وقائعها يوم السادس عشر من نفس الشهر.

ولتحقيق غايته بالتسلل نحو جزيرة لونغ آيلند، انتحل الجاسوس الشاب صفة مدير مدرسة هولندية. وبفضل ذلك نجح ناثان هيل في الحصول على معلومات هامة حول عدد القوات البريطانية وتحركاتها المتوقعة خلال الأسابيع التالية. في غضون ذلك و مع حلول يوم الخامس عشر من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1776، اجتاحت القوات البريطانية جزيرة مانهاتن قبل أن تتمكن من السيطرة على مدينة نيويورك.

رسم تخيلي لحريق نيويورك سنة 1776

وبعد مضي 5 أيام فقط اندلعت النيران بأحياء نيويورك ليحترق على إثر ذلك جزء هام من المدينة وبالتزامن مع ذلك اتهم البريطانيون عددا من الوطنيين الأميركيين بتعمد إضرام النيران لتبدأ بالتزامن مع ذلك حملة اعتقالات واسعة بالمنطقة أسفرت عن الإطاحة بالجاسوس الشاب.

صورة للجنرال البريطاني ويليام هاو

يوم الواحد والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1776 ألقت القوات البريطانية القبض على ناثان هيل خلال محاولته الإبحار خلسة للعبور نحو المناطق القابعة تحت سيطرة جنود المستعمرات الثلاث عشرة.

لاحقا مثل الجاسوس هيل البالغ من العمر واحدا وعشرين سنة أمام الجنرال البريطاني ويليام هاو (William Howe ) لتكتشف على إثر ذلك هويته الحقيقية عقب العثور على وثائق تتضمن معلومات حسّاسة بحوزته.

لوحة تخلد ناثان هيل أثناء نطقه لكلماته الشهيرة


فورا أمر الجنرال البريطاني ويليام هاو بإعدام الجاسوس الأميركي الشاب شنقاً وهو الحكم الذي تم تنفيذه خلال اليوم التالي الموافق للثاني والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر 1776.

بناء على عدد من المصادر الأميركية طلب الجلّاد من ناثان هيل أن ينطق بوصيته الأخيرة قبل إعدامه وعلى إثر ذلك قال الجاسوس الأميركي ذو الواحدة والعشرين كلماته الشهيرة "أنا نادم فقط لامتلاكي روحاً واحدة أهبها لوطني".