حوارات وتحقيقات

الخميس - 23 أغسطس 2018 - الساعة 09:48 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_صالح بامقيشم


بدلا من تطويع الظروف والعوامل وانصاف الفرص المتاحة امام صانع القرار الجنوبي - بحسب فرضية ضئيلة تزعم وجوده - تمعن القيادة -بحسب فرضية صحة التوصيف- في العمل على مفاقمة حالة التكيف المزاجي والذهني مع الامر الواقع وتكريس التطبيع الشعبي مع مجمل التشوهات الناجمة عن العلاقة الغريبة مع الجوار .

انئذ يصبح شعار شركاء لا اتباع تمرد علني على شرعية الحالة /الوضع القائم يستوجب تعنيفا رادعا من لدن الديناصور الاعلامي المبذولة خدماته لاطفال ومغتربين وشخوص ذو ماض غامض وتسدل ستارة حديدية بين النخبة السياسية المنتقاة بعناية الى ترويسة المشهد كممثل قيادي (بلون واحد رغم تعدد المسميات ) وبين الشعب باديء ذي بدء ثم وبالمحصلة كافة فصائل واطياف العمل الوطني والسياسي الجنوبي ويصبح الهروب الى خصومة المنتظم السياسي والعسكري الشمالي في حقيقته هروبا مزريا من جسامة الاستحقاقات الماثلة على التربة الوطنية ، ربما تكون المستجدات الاخيرة مناسبة جيدة لفرملة المسار الاهوج والاعتكاف الجاد على تقييمه ، والانطلاق بروح جديدة وافكار تنتمي للمصلحة العامة ، في ظل تنامي الامل ان تشبع البطون التي لاتشبع .
لايحتاج الامر ان نسلك منعرجات كثيرة لنقرر : ان القضية الجنوبية قد " تفحمت " على ايدي ابطال اللحظة الاخيرة والمعتوهين والعصابات المنظمة التي اتكأت وماتزال على مزايا مالية ولوجيستية طارئة لتوفير حضورها المربح على ضفاف المشهد بالتناوب ، ان الجنوب آيل للسقوط رغم الفبركات والاكاذيب وضجيج البراميل والمدد الحصري لجماعات الفيد من خارج الحدود..لقد ازاحوا كل فصائل العمل الوطني بمزاجية مريضة لاحلال تيارهم الشوفيني البغيض العاجز عن ايجاد صيغ قيمية مرتكزة على مشترك وطني - سياسي كرافعة لانتاج مستقبل للجميع بدون استثناء ...

هاهي اجراس الحقيقة تقرع اليوم بعد ان تقيأت جماهير الشعب محصول الشعارات وانفرط عقد الأكاذيب ، واصبحت القوى السياسية الجنوبية مدعوة جميعا لخوض ماراثون اعادة ترميم علاقتها بالحاضن الشعبي والاذعان لارادته وتجسير الفجوة الشاسعة التي تسبب بها ابطال الرسوم المتحركة .