حوارات وتحقيقات

الخميس - 09 أغسطس 2018 - الساعة 06:50 م بتوقيت اليمن ،،،

مساعد أول/ عمار العبيدي

الوطن العدنية - كتب/عمار العبيدي

في زمن الحرب ثمة حرب أخرى أكثر فداحة وأفظع انتهاكاً ونكراناً تلك التي تتعمد إساءة وتشويه ما تصادفه في طريقها ..فالحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الانقلابية قضت كلياً على مؤسسة عملاقة كانت تسمى القوات الجوية والدفاع الجوي حتى باتت من ضمن الأشياء التي تناسها اليمنيون إلا من رحم الله ومع ذلك النسيان فهناك من لا يزال يكن لهذه المؤسسة الوطنية ومنتسبيها الحب والاهتمام ومنهم قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي الذين يبذلون جهوداً حثيثة ويسعون جاهدين لأن تبقى للمؤسسة وأفرادها جذورا مهما كانت اللحظة عصية في التغلب عليها ..



ما أريد قوله حقاً أن قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي تمكنت من تثبيت رواتب كثير من منتسبيها وإرسالها لهم عبر مصرف الكريمي الى مختلف مناطقهم وقراهم في عموم اليمن بعد أن ظلوا طيلة عام كامل بلا ذكر وتلاشى وجودهم من واجهة الاهتمام لكن إصرار القيادة الحكيمة المتمثلة بفخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن/عبدربه منصور هادي الذي يوليها جل إهتمامه، كما هو حال قيادة القوات الجوية التي لا تكف عن مواصلة رعاية قواتها واستمرارها في متابعة رواتبها ورعاية سلامتها ولملمتها من الضياع بين مطرقة الحرب وسندان الشتات، فهي تبذل مساعيها لدى القيادة السياسية للحفاظ على كيان القوات الجوية حتى كقوة بشرية وإن كانت كعتاد قد تلاشت، لأن إتلافها كلياً يعد كارثة حقيقية لا يمكن تعويضها في سنوات ولا استعادتها بيسر فهي خلاصة عقود من بناء وإعداد وكوادر تم تأهليها وتدريبها كثيراً وجاءت الحرب التي اشعلتها مليشيا الكهنوت الحوثية ضد الشعب كضربة قاضية حولتها إلى رماد ..وما يثير دهشتي هو ذلك الإحساس الكبير بالمسؤولية من قبل قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي وهي تلازم كل مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان متجاوزة بعض العقبات أو التقليل من أهمية القوات الجوية والدفاع الجوي وقد تحولت إلى أطلال ومع ذلك نجد البعض يتذمر من مساعي هذه القيادة ويستعرض عضلاته في التهجم والقدح دون أي مبرر ورغم ذلك تطمح قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي في استعادة وجود قواتها ولملمة منتسبيها في المناطق المحررة بأي شكل من الأشكال و أن تعاد لها ميزانيتها أفضل من أن يتحول بعض الضعفاء من الطيارين إلى لقمة صائغة لمليشيا الحوثي لتجعل منه واحدا من مليشياتها في أية نقطة لأن مليشيا الانقلاب الحوثي الكهنوتية تجثم على الصدور وتركع الجميع للرضوخ لسياستها تحت ضغط سياسي أو مادي وقد نجد بعض المنتسبين لها قبل بنصف راتب الذي تصرفه لهم سلطات الانقلاب كل ستة أشهر بعد إمضائه توقيعاً على استمارات حوثية تتضمن ولاءه لها ومن ثم يبدأ بالقدح بقيادته الشرعية التي تصرف له راتباً مكتملا وبلا شروط ولائية.



كما تفعل مليشيا الحوثي التي تنتهج اسلوب حقير لتضمن التبعية والانسلاخ لأنها معتادة على إذلال وتركيع كل الضباط والأفراد مهما كانت تحمل من الرتب والنياشين فمنهجها العبث بكل شيء ودستورها تسخير ما تريد كما ترغب وبحسب إرادتها وهذا قد أثار استفزازنا وسخطنا ودفعنا لهذا القول.. ولذا فما يبذل من أجل صرف رواتب المنتسبين عبر مصرف الكريمي لمختلف المناطق يعد إنقاذا حقيقياً من الوقوع في شرك الذل والانصياع لسلطة مليشاوية غير شرعية وغاشمة لا تحترم أي عرف عسكري أو قبلي ..

..ومن هنا فإننا نثمن عاليا ما تقوم به قيادتنا قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي من خطوات جبارة في سبيل استعادة القوات الجوية واسترجاع منتسبيها واستمرار صرف رواتبهم والحفاظ عليهم كقرة أعين فهم كنز حقيقي من كنوز اليمن، وثروة قيمة ليس من السهولة بمكان أن تترك لمواجهة قدرها الذي يراد لها أن يكون بائساً وإننا إذ نناشد فخامة الأخ المشير الركن / عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ونائبه الفريق الركن/ علي محسن صالح ورئاسة الوزراء وقيادة وزارة الدفاع الالتفات والتنبه لهذه المعضلة الوشيكة وتداركها قبل أن تصبح كارثة مؤكدة لا يمكن تلافيها ..وكلنا أمل واعتزاز وثقة بقيادتنا السياسية والعسكرية التي لا يمكن لها أن تغض الطرف عن هذه المسألة ويجب أن توليها كل الرعاية والاهتمام طالما أنها تدرك قيمتها الجوهرية وفاعليتها في الجيش اليمني وفي سبيل استعادة الدولة والجمهورية والإنسان ..