حوارات وتحقيقات

الخميس - 09 أغسطس 2018 - الساعة 05:19 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_ياسر الوليدي

هي وقفات .. يا حبذا لو نهمس بها في أذن وعقل، وقبل ذالك قلب ذالك الطفل

هي ينبوع من النقاء لكي نروي به عطشهم المعرفي الذي لا زال أشبه ببياض الورق..
بما أن صفحات عقولهم وحياتهم لم تدنس بعد بالسواد الذي يعج في عالمنا !

هي أشبه بغرس أشجار على تربتهم التي لم تزل نقية .. وذات يوم ستثمر

هي جمال سيلامس جمال براءتهم..


نعم .. علموهم أن يتوضأوا بالمحبة قبل الماء..
لأن الصلاة بقلب حاقد لا تجوز !

اخبروهم بأنه جميل صنع سعادة الآخرين..
والأجمل أن تراها في عيونهم

اشرحوا لهم أن العاصفة ليست دائما أمر سيء، ربما قد تأتي لتقتلع القيد من يديك !!

أكدوا لهم .. مهما كنا أقوياء
لن نستطيع حمل حقائب الحياة وحدنا !
نحن بحاجة دائما لمن يحمل عنا شيئا من أيامها..
فالروح التي لا تشاركها روح أخرى تمرض !!

بينوا لهم أننا كلما تسامينا عن المظاهر، والقشور..
زدنا تعمقا في جوهر الأمور !

أيقونهم .. أن كل هروب يلزمه بالضرورة جبان
ولكن وحده الهروب إلى الله حرفة الشجعان..

قصوا لهم..
كم مهرة عربية قد تزوجت
خوف العنوسة من حمار ناهق !

لكي يصبحوا أحصنة ولا يأتون إلا بخيل..
لأن غير ذالك .. لن يكون الناتج سوى بغل !!

وعوهم .. أننا نبرأ، ممن يتوهمون الثرثرة معرفة، والصمت جهل، والتصنع فنا !

أهمسوا لهم .. أن الإنسان يموت إذا كان ينغرس في الهاوية وهو يظن أنه يتربع على القمة !
يموت إذا استخدم قلبه مضخة للدم، ولم يستخدمه محطة للإعتبار !

أفهموهم .. أننا نحن نشبه لغتنا كثيرا !
فالبعض له ضمير ظاهر..
والبعض له ضمير مستتر
ويحزننا ، أن نضيف أن ما تبقى ضمائر غائبة !

ثقفوهم .. أن من آخر الأبيات التي قالها أحمد شوقي قبل وفاته..

قف دون رأيك في الحياة مجاهدا
إن الحياة عقيدة وجهاد

عساها تترسخ فيهم الثقة بالنفس..

بوحوا لهم أن علينا..
عشق أعمارنا لأنا إذا متنا،
نخجل من دموع أمهاتنا !

ركزوا وأمعنوا على أن يكون البالون "الزميطة" أكثر ألعابهم !

لماذا ؟
سأخبرك .. أن البالون يعلمهم الكثير من فنون الحياة..

تعلمهم أن يصبحوا كبارا ولكن بدون ثقل وغرور..
حتى يستطيع الإرتفاع نحو العلا

تعلمهم فناء ما بين أيديهم في لحظة !
وفقدانه يكون بلا مبرر أو سبب
لذالك .. عليهم أن لا يتشبثوا بالأمور الفانية،
ولا يهتموا بها إلا على قدر معلوم

ومن أهم ما سيتعلموه..
أن لا يضغطوا كثيرا على الأشياء التي يحبوها..
وأن لا يلتصق بها لدرجة يؤذيها ويكتم أنفاسها !
لأنه .. ببساطة سيتسبب في أنفجارها وفقدانها للأبد..
بل الحب في أعطاء الحرية لمن نحبهم


وسيتعلمون..
أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص لمصلحة،
يشبه النفخ الزائد في البالون !
ف في النهاية سينفجر في وجهه .. ويؤذي نفسه بنفسه

سيدركون..
أن حياتنا مربوطة بخيط رفيع، كالبالونة المربوطة بخيط حريري لامع..
ومع ذالك تراها ترقص في الهواء،
غير آبهه بقصر مدة حياتها أو ضعف ظروفها وإمكانياتها !!

نعم اجلبوووا لهم بالونات بكثرة واستمرار..
وأحرصوا أن تنتقوا مختلف الأشكال والألوان !
كي يحبون ويتقبلوا الجميع، بغض النظر عن أشكالهم وخلفياتهم..


وختاما..

وصن ضحكة الأطفال يا رب..
إنها إن تغرد في موحش الرمل أعشبا


بقلم .. ياسر الوليدي

7/8/2018