علوم وتقنية

الجمعة - 18 مايو 2018 - الساعة 03:26 م بتوقيت اليمن ،،،

مقتدى الصدر

الوطن العدنية\متابعات

وفي موضوع متعلق بالشرق الأوسط، تحذر افتتاحية لصحيفة الفاينانشال تايمز من احتمال أن يعلق العراق في النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك في ضوء الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أشارت نتائجها الأولية إلى تقدم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المعارض لتدخل طهران وواشنطن في شؤون بلده.

وبحسب الافتتاحية، كانت الحكمة تقتضي أن يفوز حيدر العبادي، رئيس الوزراء الشيعي، وذلك كمكافأة له على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وكان من المتوقع أن يحظى هادي العامري، قائد فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران، بجانب من تلك المكافأة بأن يحل في المركز الثاني في الانتخابات. وحتى نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق الذي همشت سياساته الطائفية الأقليات السنية والكردية، كان يتمتع بفرصة، مدعوما من حزب الدعوة الإسلامي وكذلك من إيران.

لكن مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الشاب المعارض للتدخل الإيراني في شؤون العراق السياسية، هو الذي جاء في المركز الأول، يليه العامري، ثم العبادي، وذلك في صدمة لشرعية إيران ووكلائها، بحسب الافتتاحية.

ومنذ عامين، قاد الصدر حملة شعبية غاضبة ضد إخفاق الصفوة السياسية الفاسدة في العراق الغني بالنفط في توفير خدمات أساسية للمواطنين مثل المياه والكهرباء، ناهيك عن الأمن في مواجهة الجهاديين السنة وفوضى الفصائل الشيعية المسلحة.

وفي عام 2016، اقتحم متظاهرون ألهمهم الصدر البرلمان العراقي. واليوم اقتحم الصدر البرلمان عبر صناديق الاقتراع.

لكن إيران لن تتخلى عن سيطرتها على العراق، خاصة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى غربية في عام 2015. وقد توجه قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد في محاولة لتشكيل تحالف بالتعاون مع العامري والمالكي.

أما الصدر، الذي يريد خروج الولايات المتحدة وإيران من العراق والذي مد جسورا مع السعودية، فينظر إليه الإيرانيون بعين الريبة.

وتحذر الصحيفة من أن السعي لنيل المزيد من المزايا لفصيل بعينه بدلا من تحقيق المصلحة العامة، والطائفية بدلا من تداول السلطة سيفتح الباب أمام عودة الجهاديين.

وتختم بالقول لقد حاربت الولايات المتحدة وإيران على الخط نفسه، دون تحالف، في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وبغض النظر عن شدة العداوة بينهما، ينبغي عليهما البقاء على الخط نفسه وراء استقرار العراق الذي يجاهد ليظل على قيد الحياة.