أخبار محلية

الأربعاء - 01 يناير 2020 - الساعة 08:19 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /عدن


نشر الصحفي والناشط منصور الدروبي قصة مؤلمة وصادمة ومبكة، عن شاب يدعى حسين عادل أحمد مسرع، يبلغ من العمر ١٧ سنة ويعمل حلاق في احد صوالين الحلاقة بخط المطار بالعاصمة صنعاء .. والذي تعرض للقتل بطريقة همجية غاية في البشاعة على ايدي عصابة من المسلحين الحوثيين.

فيما يلي ننشر لكم نص القصة كما رواها منصور الدروبي:

رفض تسليم أجرة الحلاقة وقتل الشاب حسين امام محله

صنعاء: مساء الخميس الماضي جاء أحد الشباب المهنجم الهمج طبعا - قبيلي عسر - ليحلق في إحدى صوالين الحلاقه على خط المطار الجديد، دخل وحلق له الشاب الخلوق المتواضع ألمحب لمهنته/ حسين عادل أحمد مسرع.

حلق له رأسه ولحيته ونعم له وعمل له أكيد ماصك وصنفره وجل وبعد له الشعر بالإستشوار ومسح وجهه ورقبته بألفاين ورشه بألعطر -كما يفعل كل الحلاقون في اليمن،المهم خلص يحلق وبز نفسه وخرج ،قال له: حاسب لو سمحت.

رد القبيلي: خلاص عندي.

قال الشاب: طيب أنا ما أعرفك أصلاً.

المهم دار كلام كثير ،وفي النهايه تدخلوا جيران الحلاق واقترحوا أن يضع ذاك الذي حلق شيئاً بمثابة رهن ،فوافق ووضع تلفونه وأنصرف،هذا كان مساء الخميس.

يوم الجمعه تمام ألعاشره والنصف صباحاً ،جاء خالد إبن ألوليد على متن سياره ڤيتارا ومعه إثنان من شلته ،فوصل إلى أمام صالون الحلاقه ،ولم يكلف نفسه حتى بألنزول ,فصاح :

ياحلاق هات التلفون،طبعاً لم يعطه الفلوس حق الحلاقه ولم يفكر حتى بإعطائه!.

من هو ليعطيه ،من جدهُ ،من أبوه؟ .. هو إلا حلاق.

فخرج ألطفل حسين -من مواليد ٢٠٠٢ على فكره-وقال له: تلفونك للأسف عاده عند جارنا من أمس اللي حطيته عنده وهو فوق في العماره ،عشر دقائق بألكثير وينزله لك،وأستدار المسكين للخلف ليدخل ينجز عمله مع زبونه على كرسي الحلاقه وزبائنه المنتظرين دورهم.

ألأسد ألذي جاء يطالب بتلفونه كان مع شلته مدججين بألسلاح والجعب ،بألمناسبه حسين هو الطفل الأكبر بين إخوته وأخواته ،يعول أسرته فأبوه مصاب بمرض القلب وغير قادر على العمل وأمه لديها أمراض مزمنة ،وهو أملهم الوحيد وعائلهم ومصدر فرحهم ورزقهم وهو حياتهم وفرحهم الوحيد في هذا الكون.

المهم ،ما إن أستدار الطفل حسين للخلف ،حتى أطلق ذاك الأسد -وكل اليمنيين على شاكلته أسود-رصاصة الجبن والذل والهوان والإستكبار على رأس حسين، فدخلت من رأسه من الخلف بألطبع وخرجت من فمه .. يا الله!.

أأبكيكَ ياحُسينُ ام ابكي شعب ؟!!
أأبكيك ام أبكي أمه بأكملها ؟
أأبكيك أم أبكي رخصَ الإنسانِ في وطني ؟
أأبكيك أم أبكي التخلفَ والغطرسةَ والغرورَ في بلدي ؟

أأرثيك - وأنتَ فوقَ الرثى-أم ألعن قاتليك؟
أابكيك أم أبكي وجع أمك وأبيك وأخواتك وإخوانك الصغار؟
سامحني ياحسين، لو كنتُ موجود لأفتديتكَ بروحي، فمثلك لايستحق الموت!.

ياحسين ماقتلوك حين قتلوك بل قتلوا آخر ذره من الإنسانية والرحمه والمبادئ والضمير الحي في هذه البلاد!.

ياحسين :أتعرف ياصغيري لماذا قتلوك وأسترخصوا حياتك وأهدروا دمك وأستباحوا ماحرم الله ؟
سأخبرك ،فإستمع ياحبيب اللهِ لما أقول :

لأنك حلاق، وفي اليمن أنت تعرف ألناس طبقات ؛ فألسيد لايرى القبيلي ،والقبيلي لايرى من يطلبون الله على أهلهم وعيالهم ولايسرقون كألحلاقين والجزارين وأصحاب البسطات والمهمشين وغيرهم .

ياحسين: هذه هي البلاد ألتي تغنيت بنشيدها الوطني وأفتخرت بعلمها واعتزيت بعاداتها وتقاليدها ولبست زي أهلها .

ياحسين: هذه البلاد أنقرضت منها كل قيم الإسلام وكل معانئ الرجوله .

ياحسين: لا أدري لماذا قرر أهل بلدِك بأن الناس طبقات، من الذي خَوَّلهم على ذلك ومن منحهم الحقَ في ذلك؟

ياحسين: اللهُ يقول ورسولُه أيضاً يقول ،وكلنا نعرفُ قولَهم ،لكنَّ هذه البلاد وأهلُها موبؤون بداء العنصريه، وحتى وأنا أكتبُ هذه الحروف هناك أيضاً من لايراني.

ياحسين: ألذنب ليس ذنبك وليس ذنب القاتل، ألذنب ذنبي أنا وذنب مجتمعنا المتخلف الهمجي ألمنحط إلى أبعدِ الحدود.

ياحسين: أنا لا أبكيك وحدَك، بل أبكي الملايين قبلك والملايين بعدك ،فهذا الشعب دأبَ على الإباده والإسترخاص والإستهانه بأرواح البسطاء، وكلنا ياعزيزي عند الله بسطاء وسواء وسواسيه .

ياحسين: لم أرى شعباً يعشقُ الدماء وصناعة الجراح والأحزان والدوس على كرامة الآخرين وحياتهم ،كهذا الشعب.

ياحسين: أسمعتني ياحسين، سامحني لأني بصمتي على جرائم تتكرر كل يوم، قتلتُكَ اليوم .. أرجوك سامحني.