أخبار محلية

الثلاثاء - 17 ديسمبر 2019 - الساعة 05:37 م بتوقيت اليمن ،،،

إرشيفية

الوطن العدنية /متابعات


بشكل رسمي أو غير رسمي، فسلطنة عمان حضرت مؤخراً بصورة أكبر في الأزمة اليمنية.


منذ بداية حرب التحالف في اليمن اختارت عمان النأي بنفسها عن التدخل في اليمن عسكريا، الأمر الذي فسره البعض بأنه موقف محايد من الأزمة في اليمن، فيما رآه البعض الآخر دعما غير مباشر لمليشيا الحوثي بحكم العلاقات الاستراتيجية بين مسقط وطهران.


أواخر العام 2017 استقدمت الرياض قوة عسكرية كبيرة إلى المهرة، المحافظة التي تعد بالنسبة لمسقط امتدادا لأمنها القومي في اليمن.

 

■غموض في السياسة


يرى البعض ان حضور السعودية المكثف في المهرة، عبر استخدام شرعية الرئيس هادي يخفي وراءه مؤشرات صراع اقليمي بين السعودية وعمان، قد يتحقق على أرض يمنية.

سياسة مسقط في اليمن يكتنفها الحذر والغموض ومحاولة امساك العصا من المنتصف بين اللاعبين المحليين والاقليميين والدوليين، لكنها في الوقت ذاته لم تعاد الدولة اليمنية بالشكل الذي يفعله من يزعمون انهم حلفاؤها.



رئيس مركز باب المندب للدراسات الاستراتيجية، نبيل البكيري، قال إن دور سلطنة عمان في الملف اليمني ليس فاعلا بقدر ما هو حاضرا في الملف اليمني، لكنه ليس بذلك الفاعلية التي كان ينبغي أن يكون عليها منذ البداية.
وأضاف البكيري، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، أن عمان وقفت موقفا وسطا على امتداد سنوات الحرب.

لافتا إلى أنه كان هناك فراغا في التواصل بين الحكومة الشرعية والسلطنة ما صب ذلك في مصلحة مليشيا الحوثي واستطاعت أن تستفيد من هذا الفراغ من خلال وجود سلطنة عمان كمنفذ لهذه المليشيا وتواصلها الخارجي وبقاء القيادات الحوثية في السلطنة.
 

■حساسية عمان

 

مردفا القول أنه لا يمكن الهروب من الدور العماني بالنسبة للأزمة في اليمن، مشيرا إلى أن عمان هي الأقرب إلى أن تكون طرفا في الحالة اليمنية كون الجميع يثق بها وبقدراتها وحيادها.

وحول ما إذا كانت عمان ستستغل حيادها السياسي والدبلوماسي في التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، أوضح البكيري أن حساسية الملف اليمني بالنسبة للعمانيين لا يخفى على أحد، وبالتالي هذه الحساسية تجعل عمان أقرب إلى حل الأزمة اليمنية منها إلى اللامبالاة، حيث يهم العمانيين انتهاء الحرب واستقرار اليمن، كون أي انهيار لمنظومة ما تبقى من الدولة في اليمن هو انهيار لمنظومة الأمن في عمان، وبالتالي يدرك العمانيون أن وجود نظام سياسي موحد ومستقر في اليمن هو مصلحة عمانية قبل أن يكون مصلحة لأي طرف آخر.

 

■الأقرب من الجميع


من جهته؛ الباحث في الشؤون الدولية، سالم الجهوري، قال إن الدور العماني متواجد منذ بداية الأزمة اليمنية وما قبل ذلك، لافتا إلى أن هذا الدور تمثل في أن يوجد حالة من التوازن بين الفرقاء من خلال التواصل مع جميع الأطراف بهدف التقريب فيما بينهم ووضع العديد من النقاط كمصلحة مشتركة.


مشيرا إلى أن الدور العماني استمر من خلال التواصل مع الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي وأطراف أخرى بهدف أن تكون عمان هي المحطة الحاوية لكل هذه الأطياف للقاء والتباحث والدفع بالعودة إلى طاولة الحوار.

وحول تفسيره بشأن من يرى أن موقف سلطنة عمان يميل لمليشيا الحوثي، أوضح الجهوري أن عمان تعرف كيف توازن في موضوع العلاقات، سواء مع الفرقاء في اليمن أو المواضيع العربية والدولية الأخرى، معتبراً الحديث عن أن عمان أقرب إلى جماعة الحوثي منها إلى الحكومة الشرعية غير دقيق.


وتابع "الحكومة العمانية معترفة بالشرعية اليمنية، وهناك تواصل بين مسقط وقيادات الشرعية كما هو الحال مع قيادات جماعة الحوثي "، وهذا كله في النهاية أدى إلى لقاءات مباشرة وغير مباشرة وحصل حوار في هذا الجانب بين الأطراف.

وأوضح الجهوري أن عمان تقوم بذلك من أجل المصلحة وليس هناك أهداف أخرى للسلطنة، وتتمثل المصلحة في عودة جميع الأطراف إلى طاولة الحوار.

 

بدوره؛ مستشار وزير الإعلام، مختار الرحبي، قال إن حضور سلطنة عمان في الملف اليمني منذ البداية وأعلنت عبر مواقف رسمية أنها من الشرعية رغم أنها لم تدخل في إطار التحالف العربي في اليمن.

موضحا أنه عند الحديث عن الحل السياسي وعن الوصول إلى حلول وتقاربات لإنهاء الأزمة اليمنية تكون مسقط حاضرة وبقوة بحكم أنه ليس لديها مواقف صادمة من أي طرف من الأطراف وموقفها معلن منذ البداية بأنه ليس لها أي أجندة في اليمن، وبالتالي بإمكان مسقط أن تلعب دورا محوريا في إنهاء الأزمة وتقريب وجهات النظر.

وحول دلالة استضافة عمان في الآونة الأخيرة لمسؤولين يمنيين مناهضين للإمارات، يرى الرحبي أن لهذه الاستضافة دلالة، بالإضافة إلى كونها تجمع اليمنيين وتحاول تقريب وجهات النظر بينهم باحتضانها لشخصيات من جميع الأطراف، وأن تلعب دورا إيجابيا.


المصدر:قناة بلقيس