الوطن العدنية/آراء واتجاهات
ياصدور شبوة ومراجعها لا تغلقوا قلوبكم في وجوه بعضكم البعض ، حتى لاتقسوا وتموت بحبها لشبوة الارض والانسان ، ابحثوا عن بعضكم في بعضكم ، وشدوا ازركم ببعضكم ، وسدوا الخلل بالذرائع فانتم ببعضكم الاقوياء . فالضغينة مسبة وهلاك قاتلة للاخوة والايمان وهما نبراس الحياة السعيدة وملاذها . وطيبها العلم والاخلاق ، وقد انعم الله عليكم بفيض العطاء من الرجال والعقول والعلوم ، فاسعوا في البحث عن انفسكم بنور البصيرة ، لا تغركم الدنيا ولا العلم ولا الكراسي ولا المال فكلها الى زوال ، وانعم الله باقية ، وسياجها الشكر والدعاء وصناعة المعروف ، ودوامها حفظ الاخوة واقالة العثرة والعفو عند المقدرة حتى حال العجز في بلوغ المراد .
وانتم كالشمس لدنيا والعافية للناس بتعبير الامام احمد بن حنبل في وصفه للامام الشافعي رحمة الله عليهما الى يوم الدين ، وانتم مشاعل شبوة في حياتها وامتها ووطنها ، وصناع مجدها وسمعتها وحضارتها ، ولا نريد اثر العتاب يصيبها بظلمة الانفس ، بقدر ما العتاب الا جلا لسناها وتوثيق لعراها ، ونحن بشر نخطئ ونصيب فان اخطأنا باشرنا بالصلاح ، وان اصبنا فذاك التوفيق والنجاح والفلاح من الله والقلوب جنودا مجندة فسنة الخلاف فيها محمودة للمتقين ، وسلعة غالية الثمن لمن يشترون الاخوة ويسدون الثغرات والابواب المفتوحة لاعاصير وشياطين الفرقة والاختلاف .
واني لاعجب منكم صدورا واعلاما بلغت اعلى الدرجات من العلم وتنتقص مكانتها العالية بالمشانحة والملاسنة ، وتقل قيمة الكبير بالثرثرة ، واللسان شوكة الميزان في حياة الانسان و بيان علمه وحلمه . حافظوا على استقامتها تستقيم الحياة لكم وينالكم رضى الرحمن ، وقد استدرك العرب خطورتها وقالوا مقتل الرجل بين فكيه .
حافظوا على انفسكم وعضوا على اخوتكم بالنواجد ، وابتعدوا عن الهفاوات ، واجعلوا قلوبكم تفيض بنور العلم و الحكمة وهما مفاتيح القلوب القاسية حتى تستجيب لدواعي الضرورة وروح البقاء ويسطع من جنباتها المظلمة شعاع النقاء لنعيش سويا في ظلال التقى والرحمة والعطاء ونؤسس للرخاء في النفوس بيوت دائمة للاخوة غير قابلة للانهيار .
واعلموا بان الهمسة تصغي لها القلوب ، والصيحة تغلق دونها الاذان .
فهل من مدكر ؟!
