حوارات وتحقيقات

الجمعة - 26 نوفمبر 2021 - الساعة 11:56 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_عتاب مكرد


يستيقظ في الصباح الباكر ، يقطع المسافات والساعات الطوال في الشوارع والأزقة و الحارات ، بحثاََ عن ما يستطيع جمعه من المخلفات طوال النهار ، ليبيعه ويحصد بعد كل هذا الجهد الشاق على مبلغ يسير جدا ، لايكفي لشراء بعض الخبز  ، فما بالكم إن كان يعول أسرة كبيرة فقدت معيلها!!

ومن شدة الحر والمشي الطويل وبطنه الخاوية شعر بالإعياء والتعب ، فألقى بجسده المنهك على الرصيف ، تحت أشعة الشمس الحارقه ، ليأخذ قسطا من الراحة ..
لكنه أخلد إلى النوم ، دون أن يشعر بحرارة الشمس التي أظن أنها السبب في إصابته بإغماء أشبه بالنوم العميق .

نام وهو قابض على طرف كيسه الكبير الذي جمع بداخله كمية من قناني الماء البلاستيكية وبعض العلب المعدنية الفارغة ، وفي جيبه الأيسر المنتفخ بعض الأشياء التي وجدها في براميل المخلفات وفي الطرقات .

ماذنب هذا الطفل البريئ حتى يُكتب له كل هذا العذاب والشقاء ؛ في حين أموال بلده توزع على حفنة بسيطة من الناس بلغوا حد التخمة من الثراء !!

والمضحك المبكي المؤلم أن في بلده يدعون عنايتهم واهتمامهم بالطفولة ، بل و تصرف المليارات على مستنقع خصب للفساد وبإسم الطفولة التي تذبح من الوريد إلى الوريد دون خجل من الناس ولا خوف من الله ، فما هي مهام (حكومة الأطفال) يا حكومة الأقزام !!

ربنا ارحمنا ، واخرج شعبنا ووطننا مما يعانيه .
إليك نشكوا حالنا وضرنا وضعغنا وهواننا على الناس ، وأنت ارحم الراحمين .