الوطن العدنية /كتب_د. عوض العلقمي*
بحثت كثيرا عن زاوية مضيئة في ثورة اكتوبر وقد تجاوزت اكثر من نصف قرن لعلي اجتزئ من ضوئها حزمة مشعة اقدمها لطلابي وطالباتي في كلية المجتمع عدن خاصة وفي ارجاء الوطن عامة ... بعد ان تعرضت كمثيلاتها من الثورات العربية لكثير من العواصف الخارجية والاقليمية التي طمست معالمها الثورية او تكاد وبعد جهد استقر قارب افكاري على جزيرة من جزر ادبيات الثورة قد تكون تلك الجزيرة صغيرة في حجمها لكنها كبيرة بل عظيمة في معانيها....من تلك المعاني على سبيل التمثيل لا الحصر :
1- رفض الاستعمار بكل صوره واشكاله :
لا اظن ان احدا سيخالفني الراي في هذه الجزئية اذ خرج الشعب من ثورة اكتوبر وهو مشحون بمعاني السيادة والعنفوان وقراره الوطني المستقل رافعا راسه صوب السماء مؤمنا ايمانا مطلقا بانه لم ولن يسمح لمستعمر جديد او محتل ان ينال من سيادته على ارضه او ينتقص من استقلال قراره الوطني الذي قدم من اجله الشهداء
2- بغض التبعية وعدم قبول حتى التفكير بها مهما بلغت المغريات :
لقد تعلمنا من ثورة اكتوبر ايضا رفض التبعية للاخر مهما حاول الاخير تجميلها وتسويقها لنا ...لان ادبيات الثورة قد عدتها انتقاصا للسيادة ولامعنى لها غير ذلك فبقي الشعب يمقت التبعية بكل صورها ....
3- بعد توحيد الوطن الصغير - الجنوب - بقي الشعب بكل ابنائه الخاصة والعامة ينظرون بحزن وحسرة متطلعين الى توحيد الوطن الكبير - الوطن العربي - وكانه يشعر بان حلمه الكبير لم يتحقق بعد !!!! :
اجل لقد علمتنا الثورة التفكير بعقل الامة لا بعقل القبيلة فبقي الشعب يتطلع الى وطن كبير خال من الحواجز التي صنعتها الانظمة والموانع التي مازالت تذكرنا بمنهج المستعمر وسلوكه ......
وهذا لايعني ان الثورة لم ترافقها اخطاء بلا لقد رافق الثورة كثير من الاخطاء ولكن اذا ماقارنا تلك الاخطاء بالمبادئ السامية التي ثقفناها وتشربناها فلا وجه للمقارنة ...
د.عوض العلقمي
عميد كلية المجتمع - عدن
14/اكتوبر 2019 م
