حوارات وتحقيقات

الأربعاء - 09 أكتوبر 2019 - الساعة 02:11 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/محمد صالح السعدي


بلادي اليمن اصلي ومنشأي ، تاريخي وتاريخ اجدادي ، منها سبأ وحمَّير وقتبان واوسان وحضرموت ، منها صالح وهود ، وانبياء في قوم تبع ،منها بلقيس واروى ، منها الفاتحون والعلماء والرحالة والملوك ، منها الحضارة والثقافة ، فكل الحضارة العربية الاسلامية التي انتشرت في ربوع العالم منشأها من اليمن في فن البناء والخطوط والفن والزخرفة والادب والشعر ، هم أول من نطق العربية وبالعربية نزل القرآن ، منهم النبي آخر المُرسلين ومنهم الصحابة الأوفياء ،هي بلاد العز والخير ،بلاد اليمن ...
في شعبها تجد الابتسامة الصادقة والطيبة , تجد المجتمع المليء بالعادات والتقاليد الثري فكرياً وادبياً , والمتميز بالبساطة والتواضع , بسيط في تعامله كريم في ضيافته هذا اصلنا ونفتخر فيه ..
والزمان له احكامه في الازمات , وما الازمات إلا صانعة للتاريخ ومُحدثة للتغير , وهي سنة من سنن الله , ففي الازمات تظهر معادن الرجال , وتصقل الشخصيات وتُبنى القيادات , ويطفح النتن فيتلاشى مع الوقت كما يتلاشى القيح من الجرح ..
واليمن يمر بأزمات خانقة ومرحلة معقدة وصعبة , تحتاج من الجميع التوحد والعمل الوطني والايجابي للخروج من هذه الازمات ..
صحيح أن هناك مليشيات وغوغائيون صعدوا ليزيدوا من وجع الأزمات أوجاع , لكن في جسد هذه الأمة الكثير من الرجال والنساء هم الدواء والعلاج , هم حاملي هم هذه الامة وهذا الشعب , وبهم سوف يتعافى اليمن جنوبه وشماله ...
إن روح الوطنية والقيم ومرجعتينا في تراثنا الاسلامي والعربي والتاريخي , يحمل الكثير من المآثر والاحداث , والنجاحات ضد الازمات , وبالعودة إلى اصلنا التاريخي , ومراجعنا نستطيع ان نبني هذه الأمة بأن نبني الانسان اليمني , هذا الانسان الذي ظُلِم خلال التاريخ الحديث على أيدي الفاسدون فكرياً , فجروه الى مربعات الصراع باسم المناطقية والطائفية والايدولوجية المتشددة المستوردة من الخارج ..
بأصلنا التاريخي نستطيع أن نبني على اساس الحضارات السابقة حضارة متقدمة فكرياً وثقافياً , وأن نُعالج كل هذه الأزمات في بناء الإنسان ورفع وعيه وبالتالي بناء المجتمع وتثقيفه ورفع وعيه المجتمعي فيتكون ثقافة وسلوك رفيع يتلاشى أمامها الكاذبون والانتهازيون وكل آفة .