مجتمع مدني

الأربعاء - 18 سبتمبر 2019 - الساعة 08:13 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /عدن


ايها القائد الراحل الجسور المغوار عبدالله عبدالمجيد الاصنج هاهي الايام والاسابيع والشهور والسنين تمر على رحيلك أيها القائد الفد ها نحن لم ولن ننساك أنت فينا خالد وإن عشقك للبندقية والكفاح المسلح واستمرارية الثورة حتى ان اجبر الاستعمار ان يرفع عصاه يرحيل م ارض الجنوب لقد راهن البعض اننا ننساك فلا ورب الكعبه فلم ولن ننساك مهما طالت السنين كونك من اسس اقوى فصائل النضال المنضوية في القيادة الجماعية لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي للوقوف امام طغيان الاستعمار الغاصب للارض وها نحن جميعا على نفس الدرب سائرين وانت خالدا بيننا وبين جنودك البواسل ..

ايها الزعيم الخالد القائد والسياسي المحنك عبدالله الاصنج كما عرفك العدو قبل الصديق كنت مميز دوما بنظرتك الثاقبة حين كانت ردودك في احدى المقابلات الصحفية قبل رحيلك بكل تواضع ولم تكن مثل البعض ممن ينتسبون لانفسهم بطولات وهمية..... في ذلك التاريخ الملفق والمصاغ من طرف واحد ووصفت الاوضاع في ذلك الحين رداً على احد الاسئلة قبل اكثر من خمسة اعوام فماذا سيكون ردك لما نحن عليه اليوم ....!!!! :

س - كيف تقيمون الواقع السياسي الراهن في اليمن.. ما إذا كان واقع ثورة أو واقع أزمة وماهي آفاقه المستقبلية؟

ج - الواقع السياسي الراهن في اليمن خطير ولاشبيه له حتى في دول العالم الثالث أو الفالت ولم تعرف اليمن مثيلاً له من قبل منذ العهد الإمامي مروراً بالرئاسات السابقة فالأمن والاقتصاد والمال والبطالة وفساد القضاء والغلاء الفاحش وسقوط هيبة الدولة التي توشك على الإنهيار وتدني خدمات الصحة والتعليم بعد أن غاب عنهما الكتاب والأسبرين وحتماً دون مباغتة سنجد المباني خاوية على عروشها بعد خلع الأبواب والسرر والمقاعد لاقدر الله،
وأما هل مانحن فيه واقع ثورة أم واقع أزمة .. فاليمن في هذا الواقع أبعد من وصفها تعيش ثورة أو أزمة فلا ثورة حسمت أمرها ولا أزمة يسهل على المراقبين فك عقدتها أو قراءة ماوراء الأكمة من طلاسم تساعد على بلوغ الحل........

هذا كما كان ايضا لك جواب عن العلاقات بالاوساط السياسية ودوائر القرار فكان ايضا لك رد مؤجز :

س - إذا كانت علاقاتك الأولى مع الدراسة وربما الكتابة .. فكيف تشكلت قناعاتك وعلاقاتك بالأوساط السياسية ودوائر الحكم؟

ج - أنتمي إلى حراك جيل نكبة فلسطين وتوابعها التي جسدت عنفوان اليقظة العربية الذي تنامى قبيل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وماأفرزته من الزعامات العربية والآسيوية والأفريقية التي نهضت بمسئولياتها تجاه شعوبها العربية والإسلامية والآسيوية والأفريقية للنضال من أجل الاستقلال الوطني من الاستعمار.
قرأنا وتابعنا وتعلمنا نحن جيل مواكبة نكبة 1948 الكثير وعشنا بعد دعوات سبقت وحركات تحرر وعصيان مدني قادها مصطفى كامل وسعد زغلول ومصطفى النحاس وعبدالكريم الخطابي وعبدالقادر الجزائري وعمر المختار مع غاندي ونهرو وجناح وسوكارنو ونكروما وكينياتا وسيكوتري وموديبوكيتا وكينيت كاوندا ومكاريوس وماوتسي تونج وشون لاي والملك فيصل بن عبدالعزيز ومحمد الخامس وإسماعيل الأزهري والسيد المهدي وادريس السنوسي وجمال عبدالناصر وزايد بن سلطان وشكري القوتلي وأحمد بن بيللا وقابوس بن سعيد والنعمان والزبيري والإرياني وعثمان ولقمان وخليفة والقردعي وعوض بكير.. ولقارئ الجمهورية أقول: لقد أوردت هذه الأسماء لقيادات متميزة اعترافاً بالأدوار التي لازمت فترة ولاية ودور كل منهم في بلده وماتحقق خلالها من انجازات تنموية ونهضة تعليمية عمرانية وتحررية كان لكل منهم نصيب فيها.
لقد كان لي شرف وحظ زيارة وتخاطب مع عدد من هؤلاء العمالقة الكبار لمرة أو لمرات مع بعض منهم. لكني حرصت أن أطلع على كثير مما كتبوه أو كُتب عنهم. واستفدت كثيراً. والحقيقة أن عدداً من هؤلاء القادة كانت بدايته قدر من الإصلاح ولتلبية حاجة الشعب في بلده إلا أن البقاء في قمة السلطة من ناحية دخول العسكر وسيطرتهم على الدولة هنا وهناك أفسد أجواء البدايات حيث هبّت ريح صرصر لتقتلع النبتة الصالحة والثمرة الطيبة وحولتها إلى أكوام من الشوك الذي يدمي الأجسام وإلى رياح تهب من الجهات الأربع لتصنع كارثة شعوب وأوطان. وأمامنا حصاد فشل عساكر اليمن والسودان وموريتانيا والباكستان في حلقات السلسلة غير المباركة.
وفي سياق السرد كأحد العاملين مبكراً في النشاط السياسي العام في الجنوب قبل جلاء الاستعمار وفي الشمال في عهد القاضي عبدالرحمن الإرياني رحمه الله بعد إسقاط الإمامة وإعلان الجمهورية .. ففي المرحلة الأخيرة التي سبقت استقلال الجنوب قررت البقاء في مصر عقب فشل المحادثات بين الجبهتين التحرير والقومية والحديث عن أسباب ذلك الفشل يطول وقد ينكئ جراحاً لامصلحة لأحد اليوم بعقله أن يستعيد ذكراها ويتحدث عنها. لقد عدت إلى تعز وصنعاء مع عدد من الإخوة تلبية دعوة كريمة من القاضي الإرياني والفريق العمري يرحمهما الله.
لقد كان طرد المستعمر قضية إجماع وطني لاخلاف عليه. ولكن التأثير الخارجي القومي من لبنان وسوريا ومصر والتأثير الأممي من الاتحاد السوفيتي لعب دوراً أكيداً في إذكاء التنابز والصدام بين مناضلي القضية الواحدة للأسف الشديد. وحصل ماحصل بين الجبهتين.

القائد عبدالله الاصنج مؤسس العمل النقابي من أوائل الخمسينيات كان نصير العمال المستضعفين امتاز دوما على قول كلمة الحق بقوه ولأجل الجميع، حتى لو ادى ذلك الى أي نتيجة كانت قاسية وصعبة على كل المستويات اضافة الى انه كان متشبث بالأمل، والتفاؤل، انه المستقبل والحاضر والماضي، انه الثورة والغد المصنوع بالتضحيات العظيمة، انه الرغبة المستمرة في الانتصار، انه الثورة المستمرة ، انه بالنسبة كل شيئ .. لقد رحلت عنا ابو محمد قائداً بحجم وطن .. إلا ان افكارك ماتزال باقية نستنير بها طريق النضال والتحرر فمهما اكتب وأكتب فلن ولم أوفيك حقك لانك أكبر من الكلمات والحروف ،، كونك قائد عملاق ،، قائد فذ مؤسس