أخبار محلية

الإثنين - 19 أغسطس 2019 - الساعة 06:48 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات


أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن توليه رسميا إدارة شؤون محافظات الجنوب، وأكد أن هدف شعب الجنوب المتمثل باستعادة دولة الجنوب الفيدرالية خيار محسوم لا رجعة عنه.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد سيطر على القصر الرئاسي في معاشيق، بالإضافة إلى المقرات الحكومية بواسطة قوات الحزام الأمني الموالية له، والمدعومة من الإمارات، ما أسفر عن وقوع العشرات من القتلى والجرحى في مدينة عدن
سبب الأحداث
حول أحداث عدن الأخيرة والأسباب الكامنة وراءها، تحدث الصحفي اليمني الجنوبي ياسر اليافعي لـ"سبوتنيك" فقال: الأحداث كانت متوقعة الحصول، وجاءت ردا على فشل الحكومة الشرعية خلال 5 سنوات في إدارة المحافظات المحررة وخدمة المواطنين وفشلها في تحرير المحافظات الشمالية المتبقية تحت سيطرة الحوثيين
وتابع: بعد سيطرة المجلس الانتقالي على كافة الأمور والمعسكرات في المدينة، عادت الحياة اليومية إلى طبيعتها، وشهد يوم أمس افتتاح كافة المؤسسات الخدمية الرئيسية، كالبنك المركزي ومجمع القضايا وغيرها
ويكمل اليافعي: حديثه ما حدث في عدن كان ردا على محاولة بعض الأحزاب السياسية كحزب الإصلاح السيطرة على المعسكرات في المدينة، وبالتالي حدث تحرك ضد معسكرات حزب "الإصلاح"، فمن غير المعقول أن يقاتل أبناء الجنوب في عمق الشمال، فيما يجهز حزب "الإصلاح" للسيطرة على عدن
ويستطرد: كان هذا التحرك ضروريا لتأمين عدن وتوفير الخدمات للمواطنين، ولكي يدير المجلس الانتقالي كافة المناطق المحررة، كونه هو من صنع الانتصارات، سواء كان ضد الحوثيين أو في مكافحة الإرهاب
وفي لقاء " يرى الخبير الروسي سيرغي سيبروف، كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية ومعهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، أن الوضع معقد في تلك المنطقة، ويضيف: لا يتصرف الجنوبيون بشكل مستقل، ولكن بالشراكة مع الإمارات العربية المتحدة، فالمجلس الانتقالي الجنوبي موالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والإمارات عضو في التحالف العربي، الذي يدعم الرئيس هادي رسمياً
ويكمل: وفقًا لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الذي حدث في عدن ليس دليلًا على العداء للرئيس هادي، بل كان ردا على الهجمات، التي اشتبهوا بأنها من حزب الإصلاح، والذي يدخل فيه الإخوان المسلمين
ويتابع: المشكلة تكمن في أن حزب الإصلاح، مدرج في هياكل سلطة الرئيس الشرعي، وقائد الجناح العسكري ، الجنرال علي محيسن، كان نائب رئيس البلاد منذ أوائل عام 2016، فكل شيء أكثر تعقيدًا هنا
دور التحالف العربي
يرى الصحفي اليمني التابع للمجلس الإنتقالي أن دور التحالف العربي كان منذ البداية هو المساعدة على تهئية الأوضاع وعودتها إلى طبيعتها، ومحاولة إيجاد اتفاق تهدئة بين الحكومة الشرعية من جهة والمجلس الانتقالي من جهة أخرى، وأعتقد أنها كانت كافية في الفترة الماضية لتهدئة الأوضاع
ويكمل: حاليا نأمل بالمزيد من الجهود للتعامل مع الأمر الواقع الذي فرضه المجلس الانتقالي الجنوبي، ومساعدته على تأمين الحياة والخدمات للمواطنين، سواء كانت من ناحية المشتقات النفطية، أو ملف الرواتب وغيرها
فيما يرى الخبير الروسي سيبروف أن على الاتحاد اتخاذ مواقف مختلفة حاليا، بسبب اختلاف الظروف، ويضيف: يتمتع المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم ¾ الجنوب، لذلك فإن الدعم في عدن طبيعي للغاية، الآن الوضع في اليمن لا يزال صعبا ولم يتم حل الصراع، وبالتالي ستحدث مثل هذه المفاجآت حتى يقوم التحالف العربي ، خاصة المملكة العربية السعودية، بمراجعة العديد من مواقفها في هذه الحرب
مطالب المجلس الانتقالي
وعن المطالب التي يرغب المجلس الانتقالي في الجنوب تحقيقها يقول ياسر اليافعي: مطالب المجلس الانتقالي كانت واضحة عبر البيان الذي أصدره، ويتلخص بإدارة المحافظات المحررة بشكل رئيسي، واستمرار العلاقة والشراكة مع التحالف العربي وتحرير ما تبقى من المحافظات اليمنية التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، والاستمرار مع التحالف العربي والدولي في مكافحة الإرهاب
بدوره يقول المحلل سيرغي سيبروف: يطالب المجلس الجنوبي الانتقالي التحالف العربي بتعديل موقفه من الشركاء داخل اليمن وتجنب التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح، هجمات 1 أغسطس التي قتل فيها أحد جنرالات المجلس الانتقالي الجنوبي أبو إمام ، قائد القوات الخاصة في عدن، أظهرت أن حزب الإصلاح كان مهتمًا بتفجير الوضع في عدن، كان هذا استفزازًا لمنع تسوية سلمية في اليمن
ويكمل: التسوية السلمية كانت قد بدأت تأخذ شكلاً ما، فقام الحوثيون بسحب قواتهم من جانب واحد من الحديدة والامتثال بالكامل لالتزاماتهم بموجب اتفاقيات ستوكهولم، وفي 28 يوليو/حزيران أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها ستقلل من وحداتها العسكرية وتتحول بشكل كامل من سياسة الدعم العسكري إلى سياسة دعم عملية السلام، وبالتالي فإن الانفجار الذي وقع في عدن ضد قادة المجلس الانتقالي الجنوبي ربما كان بمثابة استفزاز مخطط له
مستقبل اليمن
أما عن مستقبل اليمن وإمكانية تقسيمه، يرى الصحفي اليمني أن هذا قد أصبح أمرا واقعا، ويتابع: تقسيم اليمن حدث منذ فترة طويلة، وأعلن عن مشروع الوحدة اليمنية عام 1990، وبعدها تم اجتياح الجنوب عام 1994، ومنذ ذلك الوقت اليمنيون يرون الأمر على أنه احتلال شمالي، وحاليا بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها واستعاد الجنوبيون لأرضهم
ويكمل: نحن بحاجة إلى حوار سياسي يمني شامل، وإعادة صياغة مفهوم الوحدة وفق المعطيات لما بعد حرب 2015، وما حصل خصوصا عام 2019، فالتالي الوحدة أصبحت من الماضي باعتراف الجميع
ويختم اليافعي قوله: نحن نبحث عن صيغة أخرى أو طريقة للتعايش بين الشعبين الجنوبي والشمالي، بحيث لا يظلم أي طرف من الأطراف
أما الخبير الروسي فيرى الموضوع من زاوية أخرى، أن هناك عدة الشمال قد أصبح دولة مستقلة بحد ذاته، وأن الجنوب هو نتيجة لم يحصل في الشمال، ويتابع: لقد تم إنشاء نظام شبه دولة في صنعاء على أساس الدستور الحالي للجمهورية اليمنية، ويشمل مشاركين اثنين: حركة الحوثيين أنصار الله والحزب السابق في السلطة حزب المؤتمر العام.
ويختم قائلا: تسيطر الحكومة الائتلافية على صنعاء والمناطق التي يعيش فيها حوالي ¾ سكان البلاد، ولديهم حكومة وشرطة كما لديهم قوات مسلحة إلخ، هذه حفنة من الناس ، لكنها بنية تعتبر نفسها يمنا حقيقيا.