حوارات وتحقيقات

السبت - 17 أغسطس 2019 - الساعة 08:42 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/علي حسين الأحمدي


قبيل الاستقلال تشكلت عدة حركات سياسية في الجنوب وكان لأهل شبوة دور ومساهمة بارزة فيها فتنظم الكثير منهم في جبهة التحرير و الجبهة القومية، وكذلك تأسس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي والذي كان من أبرز قياداته ومؤسسيه قيادات من نخبة أبناء شبوة.

بعد الاستقلال تضررت شبوة سياسياً بشكل كبير وخرج كثير من أبنائها وقياداتها للمنفى والشتات بسبب الإقصاء والانفراد الذي مارسه النظام الاستبدادي القمعي وقتها، وصارت مدن كتعز وصنعاء والحديدة في الشطر الشمالي ونجران وتبوك وجدة وأبوظبي وغيرها هي أماكن تجمع المنفيين أو الهاربين من بطش النظام، والذين كانوا يتزايدون بعد كل دورة عنف وصراع تمر بالجنوب.

مثل إعلان الوحدة اليمنية في ٩٠ انفراجه كبيرة لهؤلاء السياسيين فعاد الكثير منهم لأرض الوطن، ومع التعددية والديمقراطية الموجودة بعد الوحدة أعادوا تشكيل أحزابهم، وانخرط البعض الآخر في أحزاب وطنية يمنية إما رغبةً واقتناعاً كحزب الإصلاح، وإما لظروف حتمتها التحالفات السياسية ووجدوا أنه الخيار المناسب لهم كما فعل فصيل الزمرة بانضمامه للمؤتمر الشعبي العام.

منذ عام ٩٠ وحتى يومنا هذا قدمت محافظة شبوة نموذجاً متميزاً في التعددية السياسية والقبول بالمختلف سياسياً حتى أنك تجد في البيت الواحد ثلاثة انتماءات سياسية مختلفة بل ربما أكثر. وهذا الأمر مرده لفهم فطري بدوي صقلته التجارب لمفهوم السياسة وأنها ليست غاية بذاتها بل وسيلة مفيدة بقدر ماتحققه للناس من مصالح عامة تنظم شؤون حياتهم ولاتكون بأي حال سبباً لتقطيع الأواصر الاجتماعية.

طوال الفترة الماضية كان للحملات الانتخابية حضورها القوي في شبوة وتشتد حمى المنافسة ويزيد التوتر وفي النهاية يسلم الجميع بالنتيجة ويعودوا للتعايش.

وقد يحصل تحشيد ما لأي طرف سياسي فيطالب أنصاره من شبوة بالقدوم وتحتشد الجماهير الشبوانية صوب أي مدينة وتتقدم لافتاتهم غيرهم من الحشود ويحرص الجميع على إبراز شبوة قلب اليمن الذي تمثل نقطة التقاء جميع اتجاهاته.

حصل هذا التحشيد من قبل علي صالح أيام كان رئيساً وأيام كان زعيماً ولم نقبل أن يقال أن شبوة مؤتمرية .. وحصل تحشيد صوب المكلا في دعوة الزعيم حسن باعوم عام ٢٠١٣ وشاركت شبوة بموكب كبير ولم يقل أحد أن شبوة باعومية .. وقبل أيام شاركت شبوة بنفس القدر السابق بل حتى لو قلنا شاركت بضعفه أو ضعفيه تلبية من جماهير لنداء زعيم ارتضوه معبرين عن قناعاتهم وخياراتهم.

ستظل شبوة هي شبوة يعبر عنها التنوع والتعددية ولامكان فيها للرأي الواحد الأوحد والحكم الاستبدادي العسكري الإقصائي لأن شبوة ذاقت مرارة الإقصاء والاستبداد ولن تقبل بالعودة اليه.

كذلك أخواتها حضرموت والمهرة وسقطرى بل وباقي مناطق الجنوب أيضاً.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك