أخبار محلية

الأربعاء - 10 يوليه 2019 - الساعة 10:44 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /متابعات

قالت صحيفة "القدس العربي"، اليوم الأربعاء، إن السبب الرئيسي وراء الانسحاب الإماراتي ارتقاء الخلافات بين الرياض وأبو ظبي حول إدارة ملف اليمن إلى مستوى الافتراق الميداني.

وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان " انسحاب الإمارات من اليمن: سلام أم اعتراف بالهزيمة؟ أن حديث الإمارات عن الانتقال من الإستراتيجية العسكرية إلى إستراتيجية السلام أولاً تغطية للأسباب الفعلية وراء القرار الإماراتي، والتي يأتي في طليعتها إدراك أبو ظبي أن الحملة العسكرية للتحالف وصلت إلى طريق مسدود.


وأضافت: كما باتت عاجزة عن تحقيق أي نصر عسكري ملموس يمكن أن يقلب الموقف جذرياً، أو يحسم الحرب لصالح الرياض وأبو ظبي أو أي منهما.

وذهبت الصحيفة إلى أن السبب الثاني هو إحساس السلطات الإماراتية بالذعر إزاء تطور أشكال الردّ العسكري من الجانب الحوثي، خصوصاً استهداف المطارات ومصافي النفط في العمق السعودي باستخدام الطائرات المسيرة المحملة بمواد انفجارية، والذي سبق أن شمل بعض الأهداف داخل الإمارات، ويمكن بالتالي أن يتوسع من ناحيتي الكم والنوع، على غرار ما تعاني منه السعودية.

وأضافت: كذلك فإن استهداف سفن الشحن التجارية الراسية في ميناء الفجيرة، ثم ناقلات النفط في بحر عُمان، أطلق أكثر من جرس إنذار واحد في أبو ظبي، ولعله يفسر أيضاً تركيز السلطات الإماراتية على نقل بطاريات «باتريوت» وأنظمة «ثاد» المضادة للصواريخ من مرابض انتشارها في اليمن إلى الداخل الإماراتي.

وأوردت الصحيفة سبب ثالث يقف وراء القرار وهو تخوف السلطات الإماراتية من إمكانية الوقوع في تقاطع النيران بين الولايات المتحدة وإيران، إذا تطورت الحرب الكلامية الراهنة إلى مواجهات عسكرية من أي نوع، خصوصاً إذا تعددت ميادين الاشتباك فشملت اليمن أيضاً.


وبحسب الصحية: ورغم تكديس الإمارات ترسانة هائلة من الأسلحة بلغت عقودها مئات المليارات من الدولارات، فإن الجيش الإماراتي ليس مهيئاً للانخراط في هذا المستوى من الصراع العسكري، والسلطة الحاكمة في أبو ظبي أبعد ما تكون عن التحلي بالجسارة اللازمة للدخول في مجازفة من هذا النوع.

وأضافت: وبين أن يكون انسحاب الإمارات من اليمن تبشيراً بمرحلة إستراتيجية السلام كما يقول المسؤولون الإماراتيون، أو إقراراً بالهزيمة ولكن على نحو مبطن يحفظ ماء الوجه كما تقول الوقائع، يبقى من الثابت أن أطماع أبو ظبي في موانئ اليمن ما تزال قائمة، وتشهد عليها ممارسات القوات الإماراتية في المخا والمكلا وعدن والحديدة ذاتها.


ولذلك لم يكن مستغرباً أن التخفيض لم يشمل مناطق في شبوة والساحل الغربي، بل جرى العكس عملياً، وتم تعزيز القوات في هذه المناطق. وشرعت الإمارات منذ أسابيع في تخفيض قواتها العسكرية المتواجدة على امتداد مناطق مختلفة في اليمن، والتي كانت قد انتشرت ضمن مشاركة أبو ظبي الواسعة في العمليات القتالية للتحالف الذي تقوده السعودية هناك منذ آذار/مارس 2015.

وأشارت تقارير صحافية إلى أن التخفيض لا يقتصر على أعداد الجنود، بل يشمل أيضاً معدات عسكرية هامة وثقيلة، كما يمتد نطاقه من العاصمة صنعاء وجنوب مأرب، وصولاً إلى ميناء عصب الإرتيري الذي يعتبر نقطة انطلاق القوات الإماراتية.