أخبار محلية

السبت - 04 مايو 2019 - الساعة 07:24 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /عدن/هشام الحاج

في كشفه لتفاصيل لقاءات وتفاهمات المجلسين (الثوري - الانتقالي) ، قال الاستاذ فؤاد راشد "رئيس المجلس الاعلى للحراك الثوري" (اننا تحدثنا مع المجلس الانتقالي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي على ثلاثة مبادئ لن نحيد عنها): وهي الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والسلطات والاجهزة التنفيذية والعسكرية والامنية المحلية وتعزيز العلاقة معها ومساعدتها في اداء مهامها على اكمل وجه.

 

واوضح راشد ان المبادئ لاقت قبولا لمن تحدثنا اليهم من الاخوة الاعزاء في هيئة رئاسة الانتقالي الجنوبي..صحيفة عدن الغد العدد (1808) 30/مارس/2018م.

 

قبل ان نتناول العلاقة الاستراتيجية لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مع مكون مهم من مكونات الشعب الجنوبي، حيث سنتناول اسبابها ومبرراتها ودوافعها كما نتصورها .

 

فإننا نتساءل عن العلاقة الاستراتيجية مع السلطات والاجهزة التنفيذية ، حيث اننا نعتقد انها لا تشمل سلطات الدولة (تشريعية - قضائية - حكومية) حيث استمرت واو العطف حتى اختتمت بكلمة (المحلية) ، لتعنى بذلك، ان التحالف الاستراتيجي يقفز على السلطات الثلاث للدولة، يقتصر على (السلطات والاجهزة التنفيذية والعسكرية والامنية المحلية) ومع الرئيس هادي ..

 

ان العلاقات الاستراتيجية من منطلق (جنوبية) الاشخاص المرتبطة بها ربما يكون مبرراً موضوعيا ..فالرئيس هادي (جنوبي) والسلطات والاجهزة المحلية جميع من يعملون فيها حاليا جنوبيون 100%.

 

ولكن هل تجربة عمل هذه الاجهزة خلال الاربع السنوات الماضية في ادارة شؤون الجنوب ومصالح شعبه، تقبل بهذه العلاقة الاستراتيجية ..؟ أم انها علاقة بحاجة لتقييم دقيق من منطلق مصلحة الشعب الجنوبي اولا..؟

 

يقول الاستاذ علي شنظور في مقال في صحيفة عدن الغد العدد (1811)  لم يعد منذ 2015م حاكم يمني شمالي يحكم عدن او عواصم محافظات الجنوب ولو بدرجة مدير قسم شرطة ، كل الذين يحكمون هم من ابناء الجنوب ماعدى رئيس الوزراء الحالي الدكتور معين عبدالملك والذي عين قبل نهاية العام الماضي وبعض الوزراء ونوابهم ومن في حكمهم وهم لا يتجاوزون العشرات في عدن ويعملون على مستوى اليمن وهم في الجنوب مجرد ضيوف بعدن ، اقل سلطة من ابناء الجنوب الذين كانوا في صنعاء ومازالوا فيها ، حين قال والبعض يرجع اسباب الفشل لخلاف الرئيس وقادة المجلس الانتقالي مع بعضهم منذ مايو 2017م والبعض يعيد اسباب الفشل للشرعية نفسها لان السلطة بيده..ألخ.

 

والبعض يرجع اسباب الفشل لعوامل خارجية وداخلية منه الصراع مع حزب الاصلاح ومع انصار عبدالملك الحوثي والدور القطري..ألخ.

 

خلاصة : مهما تكن الاسباب لم يعد لنا في الجنوب مبرر مقبول امام العالم لننتقل للعلم والبناء والتنمية والنظام والقانون .. (انتهى الاقتباس من كلام الاستاذ علي شنظور).

 

المهم هناك فشل في ادارة الجنوب..فشل كبير ، وفي حقيقة الامر ليس له مبرر ولا نبالغ ان قلنا ان هناك فساد ظاهر مالي واداري وربما اخلاقي كبير ومهول وغير متوقع في ظرف طبيعي ..ما بالك في الظرف الاستثنائي البالغ التعقيد الذي نمر به!!

 

هل تستحق هذه الاجهزة والسلطات ان تؤسس معها علاقة استراتيجية ، ام نقيمه معها علاقة ندية وترشيدية واعتراض اذا لزم الامر لصالح طموحات واماني وواقع وحاجات شعب الجنوب..!!

 

اما بالنسبة (الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي) كما جاء على لسان راشد ، فاننا سنناقشها من منطلقين (ولن نأخذها من المبادئ او المسلمات).

 

المنطلق الاول: وعلى لسان الجنوبيين يرى في عبدربه منصور خصم للجنوبيين وقضيتهم من نواحي عدة اهمها :

1) ان الرئيس الحالي للجمهورية اليمنية عبدربه منصور كان ضمن تحالف الحرب عام 1994م الذي قام باجتياح الجنوب وتمكين نظام علي عبدالله صالح من (احتلاله) حيث كان القائد الفعلي للقوات الخاصة التي اجتاحت عاصمة الجنوب "عدن" وعين بعد 7/7 وزيرا للدفاع ثم نائبا لعلي عبدالله صالح.

 

ولكن هذا الامر لا يحول ولا يمنع ان يكون الرئيس واحد من القادة الجنوبيين الذين قدموا خدمات لشعب الجنوب وقضيته، وهناك كثير من القادة الجنوبيين الذين تصدروا القضية الجنوبية في اوقات كثيرة وكانوا كذلك ضمن تحالف الحرب ضد الجنوب آنذاك، فالسفير "احمد الحسني" مثلا وبعد اقالته من منصبه كسفير للجمهورية في سوريا قام بتأسيس التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) وهو صاحب المكالمة الهامة في 13يناير مع الجنوبيين الحاضرين في جمعية ردفان مطلقا دعوة "التصالح والتسامح" التي اسست لقاعدة صلبة لتلاحم الجنوبيين في مسيرتهم النضالية، وهي نفسها للقائد العسكري للقوات البحرية التابعة للجمهورية اليمنية والتي امطرت قواته عاصمة الجنوب بقذائف البارجات البحرية وارعبت باصوات قذائفها اهالي المدينة حتى يوم الاجتياح المشؤوم، ومثله ايضا الشيخ طارق الفضلي الذي اسس مع حسن باعوم "المجلس الاعلى للحراك " واعلنه من مدينة زنجبار، وهو الذي كان ضمن القوات التي اجتاحت مطار عدن في 7/7/1994م وكان ضمن قوات فيما يسمى بتنظيم "الجهاد الاسلامي" شاركت ضمن تحالف الحرب ضد الجنوب ومن منطلق ديني، ربما جسدا عملها فتاوى الديلمي سيئة السمعة ليس كلاما بل عملا..!! واذا استمرينا في استعراض الحالات سنكشف عن سلسلة بل سلاسل طويلة من الجنوبيين منهم من كان اركان تحالف الحرب ضد الجنوب وصاروا فيما بعد قادة للجنوب وقضيته ، وهناك قادة جنوبيين كانوا الى جوار الرئيس علي سالم البيض دفاعا عن الجنوب وارضه في عام 1994م، ثم صاروا فيما بعد ضمن اركان نظام علي عبدالله صالح مثل الدكتور احمد بن دغر والمستشار سالم صالح محمد والعميد بن بريك وكثير جدا.. فمن هنا ومهما كان دور الرئيس عبدربه منصور هادي في تحالف الحرب ضد الجنوب فإنه يتساوى مع قادة جنوبيين كثر اصبحوا ضمن رموز القضية الجنوبية وهم من قام بمثل ماقام به لكن يشفع للرئيس هادي انه قدم خدمات جليلة للقضية الجنوبية لم يقدم احد مثلها من القادة الجنوبيين من قبل..

 

2) ان الرئيس عبدربه منصور هادي هو صاحب مشروع الاقاليم ورغم ان معظم القادة الجنوبيين يتحدثون عن دولة جنوبية مستقبلية تقوم على نظام الاقاليم من خلال تقسيم الجنوب الى اقاليم الا ان الرئيس يتبنى نظام الاقاليم ضمن دولة اليمن ويصر على تحقيقه، وهذا ليس ضمن اهداف شعب الجنوب ونضاله..!!

 

اما المنطلق الثاني : يرتكز على ما قدمه الرئيس عبدربه منصور من خدمات للقضية الجنوبية، يمكن ابرازها على النحو التالي:

- كانت لمطالبة الرئيس عبدربه منصور هادي باقتسام المناصب الوزارية مناصفة بين الجنوب والشمال بعد الانتخابات الرئاسية في فبراير2007م وقع الصدمة على علي عبدالله صالح فكان معاقبة الرئيس الابقاء عليه في منصبه نائبا بدون قرار تعيين بعد انتخاب الرئيس وبقي نائبا بدون قرار تعيين حتى استلام الرئاسة رئيسا توافقيا للجمهورية اليمنية.

 

- اول صوت علني وجرئ انطلق باسم الجنوبيين كان في صنعاء باسم ملتقى ابناء الجنوب وقف علر رأس دعوته العميد القفيش وقد ازعجت هذه الخطوة علي عبدالله صالح فعاقب العميد القفيش بنزع ملكية منزله في خورمكسر واعاده لضابط سابق في جهاز امن الدولة في (الجنوب) ضمن ماكان يعرف بتحالف الطقمة ، ولاعتقاد علي صالح ان الرئيس هادي ربما يكون خلف هذا الموضوع سارع في اعادة الاستاذ سالم صالح محمد الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني وعضو مجلس الرئاسة للجمهورية اليمنية - سابقا ) وتعيينه مستشارا لصالح وفهمت الخطوة انه تهديد مبطن للرئيس هادي بتعيين بديلا جنوبيا عنه من تحالف الطقمة واستبعاد هادي الذي يعتبر حينها من تحالف الزمرة الذي شارك صالح في تحالف حرب 1994م .

 

- كما تعرض الرجال المقربون من هادي للتضييق في اعمالهم ومهامهم الرسمية ومن ضمن هؤلاء احد اهم رجال هادي (حسين عرب) وزير الداخلية حينها ، حيث استغلت مخابرات صالح سفره لحضور مؤتمر وزراء الداخلية العرب فتم مهاجمة مكتبة وتفتيشه للبحث عن ما يثبت علاقته بالحراك الجنوبي وميله له ، وتم احراق المكتب وابعاد الوزير عرب وتعيينه عضوا في مجلس الشورى.

 

- في الوقت الذي تعرض فيه الدكتور صالح باصرة للتضييق من قبل علي صالح بسبب تقريره حول نهب اراضي الجنوب (تقرير باصرة وهلال) ، كان الرئيس هادي هو السند المساعد والمشجع لباصرة وقد كلف لاستلام التقرير والاعداد للمعالجات المناسبة لهذه المشكلة الخطيرة (نهب اراضي الجنوب).

 

- منذ استلامه لمهامه مفوضا من علي عبدالله صالح بعد اصابته بتفجير مسجد الرئاسة من ثم رئيس الجمهورية، اعطى توجيهاته الواضحة لرؤساء اللجان الامنية في المحافظات (المحافظين) وكافة الاجهزة الامنية بعدم الاعتراض او المنع لاي فعالية من فعاليات الحراك الجنوبي في محافظة او مديرية او مركز او قرية على ارض الجنوب ، بل ان المجاميع المسلحة التي قامت بمنع اللجان الانتخابية من العمل وصادرت صناديق الاقتراع من المراكز واحرقتها اثناء عملية انتخابه رئيسا ، لم يسمح لقوات الامن اعتراضها، حتى رأينا القوات الامنية والعسكرية يتم وضعهم في سيارات النقل من قبل مسلحين مدنيين يرفضون العملية الانتخابية على ارض الجنوب وترحيلهم لوحداتهم ومعسكراتهم بصورة مهينة جدا..!!

 

- نقل القضية الجنوبية من قضية في الساحات والاعلام الجنوبي، الى قاعات الحوار الوطني والتفاوض من خلال طرحها واحدة من قضايا الحوار الرئيسية ضمن مؤتمر الحوار الوطني ورفع لاول مرة شعار (حل القضية الجنوبية المدخل لحل مشكلات اليمن جميعها) وصاروا اليمنيوون الشماليون والجنوبيون يجلسون لاول مرة في تاريخهم في طاولة الحوار ليتناقشوا حول القضية الجنوبية "توصيفها - اسبابها - علاجها" ..ألخ وتحقق للجنوبيين من خلال نتائج مؤتمر الحوار جملة هامة من المكاسب لم يكن يتوقع القادة الجنوبيين تفاؤلا يتوقع ان يحصل على عشر منها ناهيك على الحصول عليها جميعا. 

 

- شكل لجان عمل قضائية بدأت تمارس مهامها في مقر دائم في عدن وهي لجنة معالجة قضايا الارض (لجنة اعادة المبعدين) والتي قطعت اشواطا مهمة في جمع المعلومات واستلام الشكاوي والادعاءات وبعض القرارات الرئاسية بناء على التصورات التي رفعتها هذه اللجان الميدانية.

 

- مكن الجنوبيين من المناصب القيادية في الدولة في وزارتي الدفاع والداخلية وقيادة المحافظات والمناطق العسكرية والوظائف الدبلوماسية ، حتى لم يعد هناك اي وظيفة ممنوعة على الجنوبيين في اجهزة الدولة.

 

- انقاذ الجنوب من الاجتياح الحوثي العفاشي للجنوب في عام 2015م من خلال استدعائه للتحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية برئاسة المملكة العربية السعودية ، ولولا هذه الخطوة المستندة لشرعية الرئيس هادي لتمكن تحالف الانقلابيين من احكام القبضة على الجنوب ليس من النظام العائلي العفاشي ولكن بمشاركة النظام الكهنوتي السلالي.

 

إن كل واحدة من هذه المنجزات هي عنوان عريض يمكن ان نحوله الى تقرير مفصل ومطول تحدد من خلاله ما استفاد الجنوبيين والقضية الجنوبية من قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي للقضية الجنوبية بدون ضجيج وشعارات خاوية.. من هنا نقول ان الرئيس هادي حليف حقيقي واستراتيجي حقق لشعب الجنوب الكثير ولا يزال لديه الكثير القادر على تحقيقه.

 

كلمة لابد منها:

نرى في الرئيس هادي صفتين ايجابتيين طاغيتيين على باقي صفاته الايجابية، ان الرجل هذا لا يؤمن بالكراهية وحب الانتقام..وربما لايوجد زعيم عربي سواه لم يحرص على تأسيس جهاز استخباراتي يتفرق تماما ليحمي ظهره، ويرهب خصومه حتى بمجرد انتقاده، ولذا وللاسف الشديد ان الكثير مننا يستغلون هذه الميزة ليتجرؤون حتى على استخدام اسوى العبارات والاوصاف في حق الرئيس هادي..يجهل الكثيرون ان تخوين رئيس الدولة انما يندرج تحت الاساءة لرموز الدولة وان كل رمز في الدولة محصن تماما من القدح اللفظي فما بالنا في التخوين والتجرؤء على تمزيق صوره الشخصية .


والخاصية الايجابية الثانية في شخص الرئيس هادي وهي مايتحلى بها من نفس طويل وقوة تحمل فهذه صفات القائد الحقيقي والصادق والمحب لوطنه وشعبه والذي يضحي بالكثير لاجل شعبه ويسموا دائما ويترفع دائما عن الصغائر.

 

،،، والله من وراء القصد،،،