إسلاميات

الجمعة - 12 أبريل 2019 - الساعة 08:53 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_أحمد إبراهيم


ذات يوم مرضت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ رضي الله عنها، وقد دخــل سيدنا علي بن ابي طالب "رضي الله عنه" إلى منزلها وقال لها
يا فاطمة ماذا يريد قلبك من حـــــــلاوة الدنيا ؟

فقالت: ياعلي أشتهي رماناً ، فتفكر علي قليلا في الامر، لأنه ما كان معه شيء ، ثم قام وذهب إلى السوق وأستقرض درهماً واشترى به رمانة ، وفي رحـلة العودة إليها رأى شيـخ مريض مطروحاً على قارعة الطريق ، فوقف علي وقال له ما يريد قلبك يا شيخ ؟ .

فقال: الرجل ياعلي خمسة أيام وأنا هنا مطـروح علي الارض، ويمر الناس عليِ ولم يلتفت أحد إليّ، ويــريد قلبي رماناًَ. فتفكرعلي بن ابي طالب في نفسه قليلاً .

فقال: لنفسه أشتريت رمانةً واحدة لأجل فاطمة ، فإن أعطيتها لهذا السائل بقيت فاطمة محرومة ، وإن لم أعطه فقد خالفت قول الله تعالى " وأما السائل فلا تنهر" وقول النبي ﷺ. لا تـردوا السائل ولو كان على فرس، فكسر علي الرمانة الي نصفين وأطعم الشــيخ فشفي في الحال .

وذهب علي "رضي الله عنه" الي فاطمة وهو يستحي الدخول ، فلما رأته فاطمة، قامت إليه وضمته إلى صدرها وقالت، ما بك مغموم، فوعزته وجـلاله، انك لما أطعمت ذلك الشيخ الرمانة زال عن قلبي إشتهاء الرمــان .

ففرح علي بكلام فاطمة، فأتى رجـل ودق الباب فقال علي رضي الله عنه، من بالباب فقال الرجل انا فقال .. من أنت ؟
قال أنا سلمان الفارسي ، افتح الباب ، فقام علي وفتح الباب ورأى سلمان الفارسي وبيده طبق مغطى بمنديل ، فوضعه بين يديه فقال علي، ممن هذا ياسلمان ؟
فقال، من الله إلى رسول الله ، ومن الرسول إليك .

فكشف الغطاء عنه فإذا به تسع رمانات ، فقال علي يا سلمان لو كان هذا لي لكان عشراً لقوله تعالى، من جــاء بالحسنة فله عشرة أمثالها .

فضحك سلمان فأخـرج رمانة من كمه فوضعها في الطبق وقال، ياعلي والله كانت عشراً ولكن أردت بذلك أن ازداد بــك ايماناً .

اللهم أحشـــرنا مع الزهـــــراء وأبيها
والسر المستودع فيها يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ...