قصص الشهداء

الأربعاء - 10 أبريل 2019 - الساعة 07:47 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_نظمي محسن ناصر


في سجل التاريخ الجنوبي الحديث قصص و مأثر تروي عظمة الانسان الجنوبي الباحث عن الوطن المنشود في عزم وكبرياء الرجال الابطال الذين أسترخصوا ارواحهم من أجل نصرة الحق الجنوبي كهدف حتمي أمنوا به و أستشهدوا من أجله 

الشهيد علي صالح الحدي واحدا من هؤلاء الرجال الاشاوس الذي سطع نجمة في دياجير الظلام وحمل مشاعل الحرية بكبرياء الرجال الصادقين تسع سنوات على رحيله و ما زالت مأثرة خالدة حية ستتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل في سبر أغوار الكفاح الجسور للثورة الجنوبية التحررية.

برز الشهيد علي صالح الحدي كثائر و مناضل صلب ومن طلائع المؤسسين الاوئل للحراك الجنوبي في خاصرة الجنوب و معقلها النضالي الأصيل الحبيبة أبين بمعية كوكبة من الاحرار الذين تحملوا على عاتقهم رفض سياسة الظلم والاستبداد منذوا وقتآ مبكرا أمثال. 
الشهيد أحمد القمع. و الفقيد/ عامر الصوري والمناضل/ عباس العسل والمناضل/ أحمد الربيزي ، وغيرهم كثير .

آمن الشهيد علي صالح الحدي ورفاقه بالنهج النضالي الذي اختطوة و بعدالة القضية التي قرروا أبرازها للعالم أجمع باعتبارها مصير شعب بأسره ومن أجلها نالوا نصيبهم من الأذى و التنكيل الا أن عزائمهم لم تتوقف في منتصف الطريق او تضعف لمجرد وعيد او تهديد او مساومة واغراء. 
تميز الشهيد علي صالح الحدي بدماثت أخلاقه وشكيمة صبرة و نضج وعيه و صلابة عزمة في احلك الظروف و المواقف هذه الصفات جعلتة مثار فخر وثقة بين اوساط رفاقه وكل من عرفة من أبناء الجنوب. 
ومحط نظر حاقد لدى اعدائه جعلوة في دائرة اهتمامهم و هدفآ لمخططاتهم الاجرامية كأستراتيجية أدمن الغزاة المحتلين على وضعها في قائمة مهامهم ضد كل ماهو جنوبي مخلص وغيور لوطنه ، من هنا أظمر الاحتلال وعملائه الشر وعقدوا النية على تصفية الشهيد علي صالح الحدي 
بدأت تنفض فصول المؤامرة وتسلل المجرمون تحت جنح الظلام مدججين بالعدة و العتاد و كأنهم ذاهبين لغزوة 
وقبل بزوغ فجر يوم 10 أبريل 2010 انتشر جنود الاحتلال حول منزل أسرة الشهيد علي صالح الحدي وفي محيط المنازل المجاورة له و تسلقت اقدامهم المندسة سلالم منارة المسجد المحاذي لمنزل الشهيد معلنين حالة التأهب لتنفيذ الجرم المشهود على طريقة عصابة المافيا بهستيريا السفاحين النازيين 
وما هي الا لحظات حتى بدأ قائد المجرمين وعبر مكبرات الصوت بالنداء مطالبا من الشهيد تسليم نفسه فزعت زوجة الشهيد و أبنتها واولادها لهذا الامر الجلل 
و ايقن الشهيد علي صالح الحدي أن جنود الاحتلال قد عقدوا النية على تصفيته.

كما هي عادة زوار الليل اللصوص المجرمين لم يتركوا للشهيد فرصة أن يستفهم عن الامر ، فبادروه بوابلآ من الرصاص من جميع الاتجاهات ولم يعيروا أي ادنى اهتمام لمصير الاطفال والنساء المتواجدين بالمنزل
لم يجد الشهيد خيارا اخرى الا الدفاع عن نفسه و كرامته اثر هذا الاعتداء الغاشم فرد على مصدر النيران و قاومهم بشراسة الرجال وبدات المعركة الغير متكافئة بالعتاد و العدد .

كثف جنود الاحتلال القصف على المنزل و استخدموا السلاح الخفيف والمتوسط بصورة هستيرية اجرامية تعبر عن مكنونات نوازعهم العنصرية ذات الميول الوحشي للأبادة 
طلب الشهيد علي صالح الحدي من زوجته وابنته والأولاد الثلاثة و أبن شقيقته أن يغادروا المنزل ويسلموا أنفسهم لكي لا يتعرضوا للأذى ولكن ابن شقيقته الشهيد أحمد اليافعي رفض ذلك وفضل البقاء الى جانب خالة فقاتل بشراسة امتددت المعركة من الساعة الخامسة فجرا ليوم 10 أبريل وحتى فترة الظهيرة في تحدي صارخ لكل القيم والقوانين السماوية والاعراف الوضعية . استبسل الشهيد و ابن شقيقته بالدفاع عن الكرامة و استطاع الشهيد علي صالح الحدي بفضل خبرته وحنكته العسكرية أن يردي أربعة جنود فلقيوا حتفهم على الفور ، وهنا أصيب الجنود بالذعر فما كان منهم الا أن كثفوا اطلاق النيران بصورة وحشية جنونية أستشهد على اثرها الشهيد البطل أحمد اليافعي ابن شقيقه الشهيد.

اما الشهيد علي صالح الحدي فقد أصيب أصابات خطيرة في كلتا قدميه و في أنحاء متفرقة من جسده
و استنفذ كل مالدية من ذخيرة فعندما تأكدوا جنود الاحتلال أن الشهيد قد نفذت ذخيرته هجموا على المنزل وتوغلوا إلى مكان تواجد الشهيد الذي كان يزحف على الارض نتيجة شدة أصابته ولان الشهيد انسان عسكري ذات خبرة وكفاءة أوهم الجنود بأنه يريد الاستسلام وابدأ عدم المقاومة فسرعان ما قاموا الجنود بمهاجمته لمحاولة القبض عليه وهم يركلوه بأقدامهم النجسة ويضربوه بأعقاب البندق و دمائه تنزف بغزارة 
فاجائهم الشهيد بمفاجأة لم تكن بالحسبان لأن الحقد اعمى بصيرتهم ففجر قنبلة يدوية كانت هي السلاح الاخير الذي في حوزته فلم يستشهد بمفرده بل لقد تمكن من قتل ثلاثة جنود اخرين وعندما سمع دوي الانفجار من داخل منزل الشهيد ولم يعودوا الجنود الذي هاجموا المنزل قاما الجنود المتمترسون خارج المنزل بضرب البيت بثلاث قذائف آر.بي. جي. لتسقط جدران المنزل على الشهيد وحولوه الى ركام تتصاعد منه الادخنه فهرع الجنود المجرمين إلى نبش ركام المنزل بحثا عن الشهيد البطل علي صالح الحدي و برغم انهم وجدوه جثة ميته ممزقة الاشلاء الا أنهم قاموا بسحل الشهيد و التمثيل بجثته بصورة اجرامية قذرة حاقدة ولم يكتفوا بذلك بل افرغوا مخازن بنادقهم على جثة الشهيد علي صالح الحدي و هم يتلفظون بالفاظ بذيئة حقيرة كحقارة انفسهم الاجرامية ولم يرعوا للموت حرمه .

لم يتوقف اجرامهم عند هذا فحسب بل قاموا جنود الاحتلال السفاحين باعتقال اولاد الشهيد الثلاثه وضربهم بأعقاب البنادق و الهراوت أمام أعين أمهم و شقيقتهم اللتان كانتا تصرخان بحرقة و ألم ولكن دون فائدة فقلوب جنود الاجرام قد تحولت الى حجارة صماء وتحولت انسانيتهم إلى كلاب متوحشة. 
ومن ثم شرعوا جنود الاحتلال بنهب ما تبقى من أثاث و نهبوا المحل التجاري الذي يقع تحت منزل أسرة الشهيد علي صالح الحدي أمام مرأى ومسمع الناس الذين شاهدوا بشاعة المشهد الاجرامي الفضيع .

وفي يوم الاحد الموافق 11 أبريل 2010 شيع جثمان الشهيد البطل علي صالح الحدي في موكب جنائزي مهيب شارك فيه مئات الالاف من أبناء الجنوب الذين أتوا من كل أرجاء الوطن الجنوبي لتشييع الشهيد القائد علي صالح الحدي و أبن شقيقته الشهيد البطل أحمد اليافعي والشهيد البطل محسن الجعوف فسارت الجموع الغفيرة في الموكب الكبير قاطعه بذلك عشرات الكيلومترات حتى استقراء بهم المطاف في مقبرة الشهداء بالحبيلين مديرية ردفان وهناك وراء جثامينهم الثراء الى جوار رفاقهم الذين سبقوهم شرف الشهادة .

رحم الله الشهيد القائد/ علي صالح الحدي رحمة الابرار والرحمه لكل شهداء جنوبنا الحبيب 
والعهد والوفاء لهم و أننا على دربهم لسائرون ، ولعنة الله على الطغاة المجرمون.