قصص الشهداء

الإثنين - 01 أبريل 2019 - الساعة 12:21 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /عدن/خديجة بن بريك


تقول شقيقة الشهيد محمد القيفي: «أخي محمد أول شهيد في منطقة القلوعة في حرب 2015، ولقب بـ(أسد القلوعة)، وكان بطل الملاكمة في الجمهورية، وشارك ببطولات السباحة والجمباز، ولديه العديدة من المشاركات وكذا الشهادات والميداليات، وأثناء حرب 2015م عمل على تدريب شباب القلوعة هو #ويسران_حمزة ، وكان شبه قائد لشباب القلوعة، يوم استشهاده صحا من نومه على صوت الرصاص، كان يتنقل من نافذة إلى أخرى، ويحاول الخروج للمشاركة مع شباب الشباب الذين خرجوا بشكل عفوي لصد هجوم المليشيات الحوثية العفاشية، إلا أن أمي منعته من الخروج خوفاً عليه، وما هي إلا دقائق حتى سمعنا أصوات المساجد تكبر وتنادي بالجهاد من أجل الدين والعرض والأرض (حي على الجهاد.. حي على الجهاد)، وهنا جن جنون أخي محمد، وكان يترجى أمي ويقول لها «يا أمي، خلينا أروح»، فبدأ يصرخ ويبكي، وهنا لم تستطع أمي أن تمنع أخي محمد من الخروج والمشاركة وسط إصراره ونداءات المساجد». وتختتم قائلة: «كنت أنا وأمي وزوجة أخي محمد ننظر إليه وهو يجهز نفسه للخروج للجنة، حضننا جميعاً وقال «أستودعكم الله»، ونحن استودعناه الله وهو خارج، نادته أمي: «محمد» فالتفت إليها وهو يودعها، فقالت له «خارج عشان أيش؟!!»، أشار بيده إلى الأعلى وقال «من أجل العقيدة»، كررها ثلاث مرات وخرج». يقول أحد أبطال المقاومة الجنوبية والذي نشر تفاصيل معركة استشهاد محمد القيفي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدها شباب المقاومة في القلوعة الذين شاركوا بالمعركة نفسها: «إنه في تاريخ 5 أبريل 2015م في الساعة التاسعة صباحاً قدمت قوات المخلوع صالح والمليشيات الحوثية إلى القلوعة للمرور منها إلى التواهي، فمروا أمام ثانوية (محيرز)، وهنا بدأ الكمين من بعض الشباب بالأسلحة الرشاشة فقط، وبعد مرور 15 دقيقة تماما قامت كل مساجد القلوعة بالتكبير والدعوة للجهاد بأعلى أصواتها، سمعناها جميعا وانضممنا لزملائنا، وفي هذه اللحظات قلنا لن نصمد إلا ساعتين فقط، وكنا محبطين، وفجأة رأينا الكل يقاتل، الشباب والشيوخ من كبار السن والأطفال، كل من معه بندقيته الشخصية يقاتل في كل جزء من القلوعة، وبنفس الوقت كانت قوات المخلوع وعناصر المليشيات الحوثية تطلق قذائف الدبابات بشكل عشوائي على المنازل بكل إجرام وهمجية، وقناصتهم على أسطح بعض المرافق الحكومية، وبلحظات رأيت النصر!! المساجد تكبر، كل الناس تقاتل بكل الأسلحة، فتحت كل المنازل للمقاتلين لأجل إطعامهم وسقايتهم، الاشتباكات دائرة، وأرى الأطفال يقومون بتوزيع الماء والطعام على المقاتلين، بل وقد خرج الأطباء من منازلهم وهم بكوت الأطباء ومعهم معداتهم البسيطة المتواضعة لعلاج الجرحى، بل ورأيت ذخائر تخرج من كل دار في المنطقة للمقاتلين، سبحانك ربي!! رأيت تلاحما لم أرَ له مثيل، أسلحة خارقة للدروع، طعاما وماء يوزع في الشوارع، لا إله إلا الله، لم أرَ مثل هذا المنظر من قبل». ويردف قائلا: «وأثناء تكبير المساجد حاولت واحدة من الخمس الدبابات ضرب أحد المساجد التي تكبر، وسبحان الله لم تصب المسجد أي قذيفة، سبحانك ربي!!، لقد رأوا جهنما هنا، دمرت الدبابة الأولى ولم أكن أسمع إلا القذائف والرصاص وأصوات التكبير من كل المقاتلين، وتم تدمير الدبابة الثانية والبقية تقصف المنازل لإرهاب المقاتلين وهم والله كالأسود لم يردعهم شيء، وبعدها دمرت الدبابة الثالثة وبقيت اثنتان إحداها كانت تقصف بكل حقد وكره، فتسلل إليها أحد شباب الجبل وضربها بـ(آر بي جي) ودمرها، بقيت آخر دبابة وعدد بسيط من الجنود فلاذوا بالفرار.. وأثناء ملاحقتهم أصابت رصاصة أحد قناصتهم أشجع رجالنا الأوفياء وهو محمد محسن القيفي في رأسه بعد أن صال وجال في هذه المعركة وفجر دبابة العدو مستغلا حركاته في الجمباز للوصول إليها، وفي هذه اللحظات حمله بعض الزملاء وهم يرددون (الشهيد حبيب الله).. رحمة الله عليه». تكتبها / خديجة بن بريك