أخبار محلية

السبت - 16 مارس 2019 - الساعة 11:43 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/خاص

نقل مصدر محلي في منطقة بئر أحمد عن أحد السجناء روايته بشأن حقيقة الاشتباكات بين المعتقلين الجنوبيين والأسرى الحوثيين في سجن بئر أحمد بمدينة عدن فقال :
لأمرين كانا هما المحور الأساسي والسبب في مداهمة السجن لفض هذه الاشتباكات :
➖الأمر الأول : صرخة الحوثيين.. عندما أطلق أحد عناصر الحوثة الأسرى الموجودين في السجن شعار (الصرخة) بتاريخ 1 مارس الجاري قام المعتقلون بضربه ضرباً مبرحا،ً فدخل حراس السجن وفضوا النزاع وتعهد الحوثي بعدم ترديدها..! هذا التصرف من الحوثيين يحدث نادرا..ً فقبل شهرين أحد عناصر الحوثة طلب من طفل (من أبناء عدن) حين والده المعتقل وطلب من هذا الطفل ترديد الصرخة وعندما رآه وسمعه أحد المعتقلين وثب عليه وصفع الحوثي في وجهه وتحدث إليه قائلا : أننا نعاملكم بإحسان ولم نسمح لأحد أن يتجرأ عليكم، لذلك لا تكرر مثل هذا التصرف وإياك أن تردد الصرخة هنا، وإن سمعتك سأقطع لسانك.. فذهب الحوثي لعنبره مطأطأ الرأس ذليلاً..
نعود للحادثة التي وقعت في تاريخ 1 مارس حيث أن من بين أسرى الحوثة قيادي حوثي وهو شخصية عقائدية وهو مقرب جداً من عبدالملك الحوثي، وترسل إليه أموال طائلة يقوم بتوزيعها على أسرى الحوثة كمخصص شهري، بمعدل يتجاوز 60 ألف ريال لكل فرد، وهذا الشخص لا يختلط بالمعتقلين ولديه أفراد مقربين منه.. وفي اليوم الثاني خرج متبجحا، ً وتلفظ بعبارات إستفزازية على بعض المعتقلين فهاجمه هؤلاء البعض لكن الحراس أدخلوه عنبر السجن الخاص بالحوثة - وعددهم تقريباً 65 إلى 70 أسيراً - وأغلقوا عليه بابه بالأقفال ولكن مجموعة المعتقلين غضبوا لهذا الموقف .. مستغربون ومتساءلون : لماذا يتم السكوت على تطاول الحوثة ويتم حمايتهم؟!! علماً أنهم كانوا من قبل لا تسمع لهم حساً ولاهمساً..!
ولا ننسى أن المعتقلين يرأفون ويعطفون على عناصر الحوثة المغرر بهم ويعطونهم الطعام والشراب والملابس التي تأتيهم من الأهالي في الزيارات ويعاملونهم بالحسنى، بل وقاموا بمناصحتهم وناقشوهم في معتقداتهم وهناك من ترك منهج الحوثة وعاد لرشده وصلى مع المعتقلين جماعة في ساحة السجن علماً أن الحوثة لا يصلون مع المعتقلين إلاّ من ترك التحوّث بعد المناصحة وعاد والتحم بالمعتقلين فصار معهم كالجسد الواحد له ما لهم وعليه ما عليهم وجزى الله المعتقلين خير الجزاء على إحسانهم..
➖الأمر الثاني بناء وتقسيم ساحة السجن :
مدير سجن بئر أحمد غسان العقربي استغل هذا الأمر ففكر وقدر ثم قرر أن يبني سور ويقلل من مساحة السجن الداخلية، فقام بإدخال مواد بناء إلى مكان يُدعى ساحة السجن وهو مكان لأداء صلاة الجماعة وهذا المكان يلتقي فيه الجميع حتى عناصر الحوثة - المغرر بهم - يلتقون مع المعتقلين ويتبادلون الحديث معهم رغم تمسكهم بمنهجهم الضال، وهو أيضاً مكان لأشعة الشمس يتشمس المعتقلون بأشعتها التي حُرموا من ضيائها فترة من الزمن، وهي أيضاً مكان يقوم بعض الشباب الرياضيين من المعتقلين بلعب كرة القدم فيها وتعتبر منتزه وحديقة، ورغم صغر مساحتها إلاّ أن غسان كان يريد تنفيذ مشروعه.
➖مداهمة السجن :
في تاريخ 5 مارس وفي الساعة 11 مساءً داهم السجن نحو 80 جنديا..
الهدف كان العنبر رقم (1) ويتواجد فيه 15 معتقلاً.. وهذا العنبر من أمام بوابته تم تصوير فيديو قصير قام بنشره أحد النشطاء في حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي واعتقدت إدارة السجن أن التصوير تم عن طريق معتقل ولكن التصوير تم تسريبه بطريقة ما ومصدره ليس من المعتقلين.
بعد أن هاجموا العنبر (1) أخذوا المعتقلين وعددهم 15 معتقلاً إلى زنازين إنفرادية خارج السجن، وهذه الزنازين مظلمة جداً لا ترى فيها يدك وأقدامك من الظلام والزنازين الأنفرادية تقع بجانب السجن القديم في الجنوب الشرقي لسجن بئر أحمد..!!!.
بعد المداهمة اقتحم المداهمون جميع غرف المعتقلين وصادروا كل شيء من ملابس ومأكولات ومشروبات وفلوس بل حتى أمواس الحلاقة والمنظفات وغيرها من المستلزمات الشخصية ولم يتركوا للمعتقلين إلا ما عافته أنفسهم..!!.
➖معاناة المعتقلين في الزنازين : ثم قاموا بإدخال المعتقلين في غرف ضيقة وأغلقوا عليهم الأبواب ومنذ ذلك التاريخ لم تفتح الأبواب ولم يسمحوا لهم بالخروج لقضاء حاجتهم من بول وغائط وكذلك للوضوء للصلاة، وقد مر عليهم أيام إلى الآن وهم بلا ماء ويقضون حاجتهم في الغرف الجماعية وأوضاعهم سيئة للغاية.
وبالمقابل الحوثة لم تغلق عليهم الأبواب ولم يطالهم العقاب بل ويسمح لهم بالخروج للتشميس ولازال ذلك الرجل العقائدي والذي يضمر الحقد والكره للمعتقلين يتبجح أمامهم وهو يصول ويجول في ساحات السجن بكل حريته، وفي الوقت ذاته يحتجز المعتقلون الجنوبيون في أقفاص حديدية لأنهم أنكروا صرخته الآثمة.