حوارات وتحقيقات

الخميس - 14 مارس 2019 - الساعة 08:49 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/عمر الحار

السياسة بمفهومها العام باطنية المذهب والاعتقاد ، وتقوم لعبتها الخطرة في الاساس على قابلية اطرافها بالعمل على المحظور من الاقوال والافعال وتعميق الممارسة عليهما في الواقع .، وفيها اي (السياسة) ثمة قاعدة متعارف عليها تقول بأن ليس كل شي يقال ، ولهذا تظل الكثير من المواقف عصية على التفسير والتحليل وان ظهرت على سطحها كثير من المؤشرات التي يمكن أن تعطي قراءات أولية لها.
ولايمكن لاي متابع او محلل سياسي ان يعطينا جوابا شافيا لعملية منع انعقاد الائتلاف الوطني الجنوبي من عقد مؤتمره التأسيسي في قلعة العروبة ، او توضيح الاسباب الحقيقة لها ، ومن هي الجهة الفاعلة في حدوثها وغيرها من متوالية الاسئلة المتوالدة من رحم هذه الحالة السياسية الغامضة .
ومن البديهي في هذه الحالة بان يظل كل اجتهاد في تفسيرها ناقص لجهل البعض منا بحقيقة الأيادي الخفية المتحكمة في اللعبة القذرة الجارية في اليمن ، وكل ما يمكن ان نجمع عليه بأنها دولية بامتياز وتمتلك أدوات قوية في ميدانها وحضور وقدرة مباشرة في توجيهها لتحقيق أهدافها وأجندتها الغير معلنة في مصالحها من حرب اليمن وعملية خلط أوراق اللعبة فيها شمالا وجنوبا .
و لتقريب الصورة أكثر دعونا نقول و بفصيح العبارة بأن بريطانيا هي القوة الدولية الخفية الماسكة بخيوط اللعبة في اليمن بايديها وتعرف جيدا خفايا إدارتها عن بعد بين جميع اطراف الصراع فيها ، ويتجلى دورها الخفي بوضوح في عملية وعرقلة ميلاد الائتلاف ولربما لحساباتها الخاصة والدقيقة لمنظورها الخفي في لعبة الحرب والسلام في اليمن .
خرجت بريطانيا من جنوب اليمن بعدما سحبت بساط الثورة من تحت أقدام ثوارها وجعلت مستقبلها السياسي رهينا بقبضتها ولن تسمح لأي قوى وطنية بالخروج منها إلا بعد عملية ترويضها في حلبة سياستها العميقة .
وعلى الائتلاف اتخاذ المبادرة وتقديم أوراق اعتماده في بلاط صاحبة الجلالة التي لم تغب شمسها المشرقة في ظلمات السياسة الدولية التي تسير بهدي من نورها الساطع الى اليوم ، إن رغب في الحضور والمشاركة في صناعة مستقبل اليمن الاتحادي الجديد .
وهذا ما يطلق عليه في العالم اليوم بالواقعية السياسية ، وهو النقيض لما تسمية القوى الثورية بالعمالة وتوصفه بالخيانة العظمى لمبادئنا الوطنية الموجبة انزال عقوبة الاعدام بأصحابها .