قصص الشهداء

الأحد - 04 نوفمبر 2018 - الساعة 04:38 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_فؤاد المقرعي

كم هو الواقع مؤلم حين يستشهد قريب او حبيب صال وجال في مختلف جبهات العزة والشرف وإيغالا في الألم وسبرا لأغوار الحُسنيين ،وسيرا على طريق هؤلاء الأبطال الصناديد لتحقيق أمنياتهم الدنيوية والاخروية ،إما النصر وإما الشهادة، كان لشهيدنا علي صالح محمد المقرعي احد أبناء حورة غنية بلاد الاحمدي مديرية الأزارق محافظة الضالع التحليق بعيدا عنا طلبا لنيل إحداها و هو مانذر نفسه في سبيل ذلك فهو شهيد الحرية والشموخ والتضحية ،شهيد الازارق الضالع والجنوب بشكل عام .. الشهيد علي صالح محمد المقرعي والمقلب ب"رائد علي"



من مواليد 1975 م قرية المحلة حورة غنية مديرية الازارق متزوج وأب لثلاث بنات لم يرزقه الله بولد لكي يحتفظ بأسمه كما تمنى، كان من ضمن فوج القوات الجنوبية المسرحة قسريآ بعد إجتياح حرب94م الظالمة ، وشارك الشهيد في معارك تحرير عدن في حرب 2015م حتى جرح في جبهة بئر احمد ثم إلتحق بقوات اللواء الركن فضل حسن العمري قائد المنطقة الرابعة مواصلا قتاله جنبا الى جنب حتى تحرير لحج والعند ليستريح حينها في العند كونه ضمن لواء القائد فضل حسن العمري قائد المنطقة الرابعة ليتفاجأ الشهيد بأن رقمه سقط من كشوفات القائد العمري وصار في ضحية وعشاها معلق بلا رقم رغم ماقدمه من تضحية واستبسال وجراح فكان أن إلتحق بمعارك تحرير الساحل الغربي ضمن قوات اللواء الربع عمالقة ليسقط جريحا في معارك تحرير معسكر خالد ابن الوليد وبعد عودته من المشفى نقل للواء الثالث دعم وإسناد بقيادة القائد المجاهد نبيل المشوشي، المشارك في جبهة الدريهمي حيث تمكن من القتال بحرفية عالية قائد وجنديا ومجاهدا ليلقى ربه شهيدا بلغم أرضي مع مجموعة من مقربيه سقطوا جرحى بجراحات بالغة وجميعهم من منطقة حورة غنية مديرية الازارق في جبهة الدريهمي بالحديدة وهم ..



الجريح المقاوم محمود محمد الصبري والجريح المقاوم طارق محمد غالب والجريح المقاوم عبده صالح ناجي والجريح المقاوم نجيب علي محمد نقلوا لمستشفيات عدن وبعضهم لخارج الوطن نظرا لخطورة اصاباتهم.



وبالرغم من تجاهل الشهيد حيا وهو المقدام والثائر البطل مازال شقيقه البطل فارع صالح محمد المقرعي في احدى مستشفيات القاهرة بجمهورية مصر العربية منذ اصابته البالغة في معارك تحرير مديرية التحيتا بالحديدة ايضا قبل اشهر تقريبا.



ومايحز في النفس ان الشهيد غادر الحياة ومازال بدون رقم عسكري ليكون بمثابة ضمان اجتماعي لبناته الثلاث وزوجته من بعده اسوة بغيره وتكريما لتضحياته والذود بدماه في سبيل دحر الانقلاب والمليشيا الايرانية الفارسية.

وبين هذا وذاك نقف للشهيد" علي" ولرفاقه الميامين وقفة اجلال وكبريا ؛ بكفينا شرفا ان دمائهم في لحظة التسامي هي فوق هذه الغرائز العمياء، حينما يثبت في مواجهة الموت، وهممهم تعلو فوق الانعكاسات الذاتية ، فلهم فقط نرفع قبعاتنا العسكرية ولهم فقط نحني رؤوسنا لنخلد ذكرى شهيد مر من هنأ شامخا بلا إنكسار وما على الأحياء الا رد الجميل لهم فهم بعد الله سبب وصولهم لكل هذه الانتصارات !!





وليكن لسان حالهم "نقف اليوم إجلالا لمن ضحى لنحيا ، علينا أن نستذكر كل شهيد في هذا الوطن كذكرى أيّام ولاداتهم واستشهادهم وأن لا ننسى بأن المليشيات القاتلة لم يكن هدفهم سوى أن يمحوا أثرهم من هذه الدنيا وبسكوتنا نحن سنحقق أهدافهم، ولكن إن شاء الله أن الشعب سيبقى دائماً وفياً لهؤلاء الأبطال وأن يبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير.









فدم الشهيد حتما يعلمنا كأحياء أن نسير في زفافهم الملكي إلى الفوز الأكيد، وحتما ستختلط، الدموع بالزغاريد لكن حينها لا يبقى لدينا شيئاً لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخّص كل قصتنا بابتسامته وداع مقبلا غير مدبر في قتال الفئة الباغية وضرج بدمائه غدرا على يد تتار العصر القادم من أدغال سحار ومران .



كلّ قطرة دم من الشهيد الأسد"علي" وغيره من الشهداء" سقت نخيل الكبرياء والشموخ فارتفع باسقاً، هنأ على ارض النخيل بالساحل ، وكلّ روح شهيد حطمت قيود الطواغيت، وكل يتيم غسل بدموعه جسد والديه الموسّم بالدماء وكل أم ما زالت على الباب تنتظر اللقاء ، فالموعد الجنة وعند الله تجتمع الخصوم. .