حوارات وتحقيقات

الأحد - 07 أكتوبر 2018 - الساعة 09:21 ص بتوقيت اليمن ،،،

«الوطن العدنية»كتب/عبد الرحمن محمد الجدَيع


ردّ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في حواره مع وكالة "بلومبيرغ" بذكاء وحكمة على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما تصدى لبعض القضايا الحيوية التي تهم المملكة، فكان رجل دولة من طراز رفيع يفخر به كل سعودي وعربي، فكان أميراً للقلوب يجدّد عهد السطوع.

بهدوء وثقة، تكلم سمو ولي العهد، فأوضح الرؤية السعودية إزاء مختلف القضايا التي طرحت، وقدم رواية رسمية لتوضيح وتجلية مجمل المعلومات المتواترة والمستقاه من الصحافة التي لا تصل الى لُب الحقيقة، وتتغذى في جلّها على الإشاعات، والأهم من ذلك أنّ سمو الأمير لوّح بأصبعه لمن يقترب من هيبة المملكة مهما عظم شأنه. فكرامة المملكة خط أحمر، وتاريخها ضارب في أعماق الذاكرة والوجدان، وهو ما أكده سمو الأمير حينما قال، إجابةً على سؤال حول حاجة المملكة لحماية أمريكا، إنّ "السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأمريكية. إنها موجودة منذ عام 1744، أعتقد قبل أكثر من 30 عاماً من وجود الولايات المتحدة الأمريكية".


إنّ عظمة الأوطان تتجلى في عظمة قيادتها وها هو ولي العهد يعكس في حديثه دراية شاملة وفهم عميق ومقاربة واضحة في الشؤون الدولية والإقليمية، وفق السياسات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين في العهد الزاهي. وأوضح حديث ولي العهد بجلاء أنه، بلا أدنى ريب، رجل دولة وقائد محنك يمتلك رؤية واضحة وبُعد نظر، حيث أجاب بكل شفافية وحصافة عن كل الأسئلة التي طرحت عليه بكل وضوح ودون تردد .

تناول سمو ولي العهد، في حديثه الصريح والعميق والمفيد المقارنة بين ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي ترامب والتصريحات الكندية السابقة، حيث كانت تصريحات ترامب موجهة لاستدرار تعاطف الشعب الأمريكي داخل الولايات المتحدة، وتدخل في إطار التجاذبات السياسية داخل الولايات المتحدة على وقع الانتخابات، مع أنها تصريحات شعبوية بامتياز.

الثابت بعد الضوضاء الترامبية أنّ المملكة ترتبط بعلاقات استراتيجية مع كثير من بلدان العالم، وتشتري الأسلحة بأموالها ولا تستجدي أحداً، وهو ما تثبته الممارسات السياسية السعودية في السابق مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة؛ بدءاً بالمؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، مع الرئيس الأمريكي روزفلت، حين أكد على عروبة فلسطين في اللقاء الشهير عام 1945 واستقلال القرار السعودي، وأنّ العلاقة السعودية مبنية على عمق العلاقات الثنائية، خدمة للبلدين وهو ما يعود بالخير والفائدة على البلدين بالتساوي.

وعمن يسأل عما قاله ترامب، وما صدر عن وزارة الخارجية الكندية، نقول إنّ الأمرين مختلفان؛ فتصريحات وزيرة الخارجية الكندية عكست مخالفة للمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية، وفِي مقدمتها ميثاق ميثاق الأمم المتحدة الذي يحضّ على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وقد أشار ولي العهد إلى ذلك بجلاء، حين ذكر سموه بأنّ كندا أعطت أمراً لدولة أخرى، في مسألة ليست كندية، وهو ما ينبغي الاعتذار عنه ببساطة، والاعتراف بالخطأ.

الحديث الصريح مع "بلومبيرغ" تناول أيضاً أموراً اقتصادية طموحة في المملكة، لاسيما ما تعلق بمستقبل أرامكو الذي أكد سمو ولي العهد أنّ ملكيتها ستكون في يد الحكومة السعودية وحدها، ما يضع حداً لتكهنات المتهكنين والصائدين في المياه العكرة.

قدم ولي العهد حديثاً اقتصادياً رفيع المستوى، فتحدث عن الصفقات التجارية والاستثمارية الكبرى المتوقعة، وفق التطورات المتسارعة المدروسة في الساحة السعودية، وبما تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات التنموية وفق معايير التحليل الاستراتيجي. ولعل أكثر ما سطع في كلام الأمير هو الرؤية الحضارية التي تجعل من المملكة نقطة ضوء في هذه المنطقة والعالم، وتجعل من طموح الأمير برامج عمل وأمل للغد وصعود للمستقبل، بما يكفل النقلة الحضارية لرؤية 2030، والعمل جنباً إلى جنب مع الدول المحبّة للخير والسلام في العالم.