اخبار وتقارير

الخميس - 20 سبتمبر 2018 - الساعة 11:59 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / العرب

وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض في أعقاب زيارته لصنعاء ولقائه قيادات بجماعة الحوثي المتمرّدة، على رأسها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.



وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” إن زيارة غريفيث تستهدف الاتفاق مع مسؤولين في التحالف العربي والحكومة اليمنية على موعد جديد للمشاورات لم يُحدّد بعد، مشيرة إلى أن الإعلان عن الموعد الجديد لن يتم قبل الانتهاء من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على مستوى الرؤساء والتي تستمر لبضعة أيام في نيويورك ومن المتوقع أن تشهد كواليسها مباحثات غير رسمية حول الملف اليمني.



ويرى متابعون للشأن اليمني أنّ خطوات المبعوث الأممي لإعادة فرقاء اليمن إلى طاولة المفاوضات تبدو بطيئة جدّا قياسا بالتطورات العسكرية على الأرض، حيث تشهد عملية تحرير الحديدة من المتمرّدين الحوثيين على يد التحالف العربي والقوات اليمنية المدعومة من قبله، تقدّما ملحوظا.



ويؤكّد هؤلاء أن مواصلة غريفيث تحرّكاته بنفس الوتيرة الحالية، والتزامه إتباع نهج ليّن مع الحوثيين، يجعلانه عرضة لأن تتجاوزه الأحداث، وتهمّش دوره.



وتؤكّد مصادر دبلوماسية أنّ تحركات غريفيث خلال الفترة الماضية وزيارته صنعاء لأكثر من سبع مرات لم تسفر حتى عن إقناع الحوثيين بحضور المشاورات، بالرغم من التصريحات المتفائلة التي تعمّد إطلاقها بعد كل لقاء مع زعيم الجماعة في محاولة، على ما يبدو، للهرب من إعلان الفشل المبكّر لمساعيه ومحاولته الضغط باتجاه عدم إحراز أي تقدم عسكري في جبهة الساحل الغربي اليمني.



وقال مراقبون إنّ تزامن زيارات غريفيث لصنعاء مع التحركات العسكرية في الحديدة يؤشّر على رغبته المبعوث الأممي في إنجاز سلام على قاعدة التوزان العسكري بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين، وهي المعادلة التي يصفها الخبراء المعنيون بالشأن اليمني بعدم الواقعية لتسويتها بين الشرعية والانقلاب.



وتتمحور رهانات غريفيث، وفقا لمراقبين، حول تعزيز مسارات مغايرة بدأت تتضح ملامحها من خلال قراءة مواقفه وخطته غير المعلنة لإحلال السلام في اليمن، وتتمثل بإتاحة الفرصة لنشوء تيار سياسي وشعبي ثالث يسهم في الضغط على الفرقاء اليمنيين بالتضافر مع الضغوط الدولية التي تعد واحدا من رهانات المبعوث الأممي، إلى جانب العمل على خلق مرجعيات جديدة للحل في اليمن ليس من بينها المرجعيات الثلاث التي ترتكز عليها رؤية الشرعية للحل في اليمن وفي مقدمتها القرار الأممي 2216 الذي تشير العديد من المصادر إلى أنه بات مصدر إزعاج للمبعوث الأممي.



وتعوّل أطراف يمنية على معركة تحرير الحديدة لإحداث تحوّل في طريقة تعاطي المجتمع اليمني مع الأزمة اليمنية، في ظل تغير المزاج الدولي بشكل جزئي نتيجة لتعنت الحوثيين الذي وضع رهانات غريفيث في مأزق حقيقي وأحرج الأصوات غير الواقعية التي كانت تتحدث عن الحوثيين باعتبارهم شريكا سياسيا مسؤولا.



ويرى الباحث السياسي اليمني ووكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب في تصريح لـ”العرب” أن “الحوثيين وأطراف يمنية أخرى ظلت تدير الصراع في مناطق الفراغ الاستراتيجي وهو ما أطال أمد الحرب وأعاق السلام وجعل المعركة وكأنها تدور في حلقة مفرغة”.



وعن أهمية الحديدة كمركز الثقل في الجغرافيا اليمنية ومصدر قوة الحوثيين لفرض شروطهم واستمرار عنادهم في رفض أي مشاورات، يضيف غلاب “ستفرض معركة الحديدة شروطا على المسار السياسي وستؤدي حتما مع الوقت إلى انهيار الحوثيين، وستأتي بهم إلى طاولة المفاوضات مستسلمين”.



ويعتبر الصحافي اليمني ورئيس تحرير موقع “اليمن الجمهوري” كمال السلامي أن رفض الحوثيين المشاركة في مشاورات جنيف، أوصل الكثير من الأطراف الدولية والإقليمية إلى قناعة بأن الحسم العسكري ضدهم هو الأكثر جدوى.