حوارات وتحقيقات

الأربعاء - 19 سبتمبر 2018 - الساعة 06:49 م بتوقيت اليمن ،،،

«الوطن العدنية»كتب/ناجي محمود العيفري

المتابع لتصريحات مسؤولو المجلس الانتقالي يجد حجم التناقضات والمفارقات بين الحين والأخر، ما ان يدلي احدهم بتصريح الا وينقضه الأخر ،غير مستوعبين المرحلة السياسية الحرجة والحساسة التي يمر فيها شعب الجنوب،وتحس انهم مجرد ادوات كالأدوات الطبية تستخدم عند الحاجة ثم ترمى والفارق الجوهري ان الأدوات الطبية غالبا تأتي معقمة، وليسو مدركين ابجديات السياسة وهنا نعذرهم فهذا يعبر عن مستواهم الفكري وقصورهم السياسي ومن الصعب جدا تفقيههم بتلك الابجديات .
صرح اللواء "عيدروس الزبيدي" على قناة ابو ظبي قبل شهر تقريبا ان الألوية التي تقاتل في الحديدة هي قوات تابعه لهم ،وانه سوف يدخل الحديدة اذا تم تجاوز المجلس في المفاوضات ، وفي نفس القناة ونفس البرنامج بعد شهر صرح نائبه الاستاذ" هاني ابن بريك" ان تلك القوات ليس لها أي علاقة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، من يتابع بعقل يجد ان هناك مفارقات وتوحي بأن الرجلان غير متفقان اطلاقا، عوضا عن الخلافات الداخلية التي في المجلس بين بقية الاعضاء على أشياء لاتستحق الخلاف في الوقت الذي يجب أن يكونوا مسؤولين ويتركوا المماحكات والخلافات الذاتية الضيقة.
بالنسبة لنا كمتابعين من خارج المجلس الانتقالي فقد وضحنا منذ البداية الأخطاء الفاذحة في تركيبة المجلس الإنتقالي وفي الهيكل التنظيمي ،فهم بعد التأسيس قاموا بتوزيع دوائر الامانة العامة على اعضاء هيئة الرئاسة وكأن الجنوب ليس فيه أحد سواهم هذا من جانب ومن جانب أخر الذي هو كان تبريرهم في البداية انهم ليسو حزب بل هم يقودون فترة انتقالية، نفترض انهم ليسو مكون سياسي ولكن توزيع الدوائر بهذه الطريقة خطأ تنظيمي واحراج لهم امام العالم الذي تجاوز هذه الهياكل قبل خمسة قرون، واخيرا وبعد عام من تأسيس المجلس قاموا بإنشاء امانة عامة ووزعوا الدوائر، فقام بعض اعضاء المجلس بالاعتراض على سحب الدوائر الموكلة اليهم واعتبروها مؤامرة سياسية ضدهم وكل عضو جند مئاة مطبل على شبكات التواصل الاجتماعي انه تم اقصائه وتجريده من الدائرة ، فمن هنا عرفت مدى قصورهم السياسي وهشاشة تفكيرهم .
هذا من جانب تنظيمي وهناك الكثير من تلك الاخطاء التي تحبّط المواطن الجنوبي أن الكيان الذي يعلقون عليه أمالهم هو مكون بيد مقاوليين لا يهمهم شيء سوى كيف تمتلئ كروشهم وجيوبهم وهكذا تعودوا بحيث ان أغلبهم من بقايا النظام السابق والبائد الذي أحتل الجنوب.
اما الجانب السياسي فهم لايملكون من الأمر شيئا عوضا انهم لايفقهون شيئ من ابجديات السياسة ولا يعرفون معانيها واسسها، فعلى المستوى الداخلي لم يستطيعوا تكوين جبهة وطنية عريضة من كل مكونات الثورة الجنوبية تحت مظلة الانتقالي وكان الكل في فترة زمنية معينة قابلين بأن تكون الجبهة تحت مظلة الانتقالي ومع هذا لم ينجحوا ولم يفلحوا، بسبب ان الأدوات التي قامت بالبناء ادوات كما اسلفت تعاملت بطريقة اقصائية وعدوانية وكل شخص من هؤلاء الأشخاص نقل أحقاده القديمة إلى المجلس وتشفى من الأخرين، وتحفظت المكونات السياسية الجنوبية عن كل تلك التجاوزات عسى ولعل يصل بهم الربان إلى بر الأمان.
وضحت الصورة تماما للكثير ان كل ما حصل هو ضحك على الذقون وبيع الوهم للشعب وهذا المجلس لا قاد فترة انتقالية ولا بسط على الأرض ولم يوجد قيادة جنوبية صلبة حقيقية تثبت للعالم توحد شعب الجنوب.
وعلى المستوى الخارجي انطلق من النقطة التي قبل هذه النقطة وهي عدم إيجاد قيادة جنوبية تثبت للعالم استعدادنا كجنوبيين اننا قادرون على تحمل المسؤولية الوطنية،وذلك لأسبباب ذكرتها أعلاه، فتم تجاوز القضية الجنوبية وتعاملوا معها كمشكلة هامشية مثل أي مشكلة وطنية داخلية، حيث أن القضية الجنوبية هي جوهر الخلاف ولاحل للمنطقة الا بعودة الجنوب إلى ماقبل عام 90م.
بالأخير لا يصح الا الصحيح مهما خدعوا الشعب،وباعوا له الوهم ، ومهما تأمرت الشرعية على قضيتنا، فشعب الجنوب سيصحوا من غفلته وسيخرج ربان السفينة ويقودها إلى شاطئ بحر العرب.