الوطن العدنية/كتب_محمد عبدالله القادري
تسليم كتائب أبو العباس للمواقع التي كانت تحت سيطرتها للدولة واللجنة الرئاسية وانسحابها إلى خارج المدينة هو موقف ايجابي يُحسب لها.
بالاضافة إلى ان اعلان ابو العباس ان ذلك الانسحاب يأتي لدرء الفتنة وعدم اقتتالها مع حزب الاصلاح ، وهذا ما يعني ان المشاكل التي كانت تحدث هي عبارة عن خلاف ابو العباس مع طرف في تعز وليس مع الدولة ، وهو ما يفرض على حزب الاصلاح ان يحذو حذو أبو العباس في حالة نشوب خلافات داخل مدينة تعز يكون الاصلاح طرفاً فيها.
وان لم ينسحب من مواقعه القيادية والعسكرية في الجيش داخل مدينة تعز فهو أسوأ من ابو العباس ، من حيث وقوفه وراء نشوب الفتن ومحاربة الدولة وعدم سعيه نحو تحقيق مصلحة تعز العامة .
امتثل ابو العباس للدولة واطاع ولي الأمر وسلم المواقع ، وهناك قيادات اصلاحية داخل الجيش تتبع سياسة حزبها ، وهو ما يجب على حزب الاصلاح الاصطفاف خلف المحافظ وعدم اثارة اي تصعيد وفوضى لمحاربة المحافظ عبر الجانب المدني بالمظاهرات والتحريض ، او عبر الجانب العسكري برفض الاوامر وعدم العمل ضمن مكون مؤسسي واحد ، مالم فحزب الاصلاح يعتبر أسوأ من ابي العباس ، ويعتبر مجرد صاحب مشروع متمرد وانقلابي في تعز .
اي مشاكل قادمة تثار داخل الشرعية في مدينة تعز بين الاصلاح واحد اطراف الشرعية ، فهذا معناه ان الاصلاح يريد التخلص من كل مكونات الشرعية في تعز ليحقق مصلحته الحزبية الخاصة ، وكان التخلص من ابو العباس يأتي لمصلحة الاصلاح الذي سيتجه بعدها نحو التخلص من مؤتمر الشرعية او اي مكون آخر بما يجعله صاحب نسبة كبيرة من السيطرة على المناصب والجيش .
وهذا ما يفرض على حزب الاصلاح ان يغادر كما غادر ابو العباس ، مالم فيجب على ابناء تعز والدولة الشرعية من استبعاد الاصلاح باعتباره انقلابي واقصاءي للجميع ، كون ذلك يأتي لمصلحة الدولة ككل ولمصلحة تعز واستقرارها ومصلحة وابناءها .
مشكلة ابو العباس تكمن في رفضه الانخراط بالشراكة في مؤسسات الدولة بتعز بسبب منهجه السلفي المتشدد الذي يحرم عليه المشاركة في السلطة .
بالاضافة إلى تسلل عناصر مخربة اخترقت صف مقاتليه واثارت المشاكل في المناطق التي يسيطر عليها ولا يستبعد ان تكون مدفوعة من خصومه لتشويهه .
وهذا ما جعل تصنيفه كميليشيا خارج الدولة ، وضد الامن والاستقرار .
إلا ان عدم مشاركة ابو العباس في السلطة داخل تعز ، واستجابته لتسليم المواقع داخل المدينة ، يجعله افضل من حزب الاصلاح ، حيث ان قتاله وتضحياته هي من اجل الله والوطن وليس من اجل مناصب وسلطة ، بالاضافة ان تسليمه الحالي لمواقعه وعدم تسليم حزب الاصلاح مستقبلاً عند حدوث اي مشاكل داخل المدينة يكون سبباً فيها ، يدلل ان حزب الاصلاح اخطر على الدولة من ابي العباس ، فالاصلاح يحارب الدولة في تعز من داخل الدولة ، ويحارب تعز ايضاً من داخل الدولة أو بأسمها.
التصنيف الامريكي لأبو العباس بالارهابي لايعني ان حزب الاصلاح طيور الجنة.
فقد صنفت امريكا قيادات اصلاحية كارهابيين امثال الحسن ابكر قائد مقاومة الجوف وشقيق محافظ مأرب .
وعندما يتشدق الاصلاحيون بوجوب استبعاد ابو العباس كارهابي ، فهم بمثابة من يرمي ابواب الناس وبابه من زجاج ، واذا كان الاغتيالات والجرائم التي حدثت في تعز سببها ابو العباس الارهابي ، فأن اي جرائم قادمة تخل بالامن والاستقرار سيكون سببها هو حزب الاصلاح الارهابي ، وهنا يجب تخليص تعز من الاصلاح كما تم تخليصها من ابو العباس ... وهو ما يعتبر تخليصها من الارهاب.
