حوارات وتحقيقات

السبت - 18 أغسطس 2018 - الساعة 08:31 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_حافظ الشجيفي


نرى انه لا يجتمع نقيضين في آن ومكان واحد.. لا يمكن الجمع بين الشئ ونقيضه في الوقت نفسه الا في حسابات الانتقالي وحده ــ الرغبة الشديدة التي ابداها في الجلوس على طاولة المفاوضات وفي نفس الوقت النزعة الجامحة الى استخدام القوة والعنف في التعاطي مع الامور والاحداث حتى وان كانت تتعلق بقطعة قماش لا تقدم ولا تؤخر من حقيقة الواقع شئ ..
فإن كان الانتقالي يؤمن بالمفاوضات ونتائجها كما يدعي فعليه ان يكون في مستواها ومستوى مايدعيه وان ينتهج نهجها ويتحلى بإخلاقها وينفذ شروطها ويثبت للعالم بانه جدير بحمل المشروع الذي يتبناه والقضية التي يزعم انه يحملها ويمثلها ..واما ان يسلك سبيل العنف والقوة الطويل والمدمر فيقتل ابناءه من طلاب العلم الجنوبيين الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل بالمواقف والصراعات السياسية للتعبير عن رغبته في تحقيق الاستقلال واستعادة الدولة كما يزعم وهو يعلم كل العلم بإن هذا السبيل وعر وطويل ومحفوف بالمخاطر ويقود بالضرورة الى نتائج لا تخدم احدا بقدر ماتضر الجنوب وحده اكثر من اي طرف آخر..
يبدوا ان المجلس الانتقالي لا يحمل من الحرص على تحقيق مصلحة الجنوب مايجعله يبتعد ويتجنب السير على هذا السبيل الدموي ان لم يكن يسعى للزج بمصلحة الجنوب في اتون معارك عدمية سوف يفقد فيها الجنوب كل ماحققه حتى الان ويعود به الى نقطة الصفر التي كان قد تجاوزها بشوط كبير على درب النضال السلمي ..
لا نريد للجنوب ان يكون ضحية ابدية لاحلام الطائشين كما ظل كذلك منذ دهور .. وينبغي ان يعلم الذين لا يعلمون بان هناك من يحرص كل الحرص على ان لا بتعاطى مع هولاء الطائيشين بنفس المنطق الذي يتعاطون به معه لانهم يدركون بأن الضحية والخسران الوحيد من نتائج وعواقب وتداعيات ذلك لن يكون الا الشعب الجنوبي وحده ..كما كان كذلك اليوم في مثل لازال حيا وطريا نضربه لكم من الواقع وكلكم شاهدتموه وعايشتموه خلال حفل تخرج طلاب الكلية الحربية الذين سقطوا في المحفل الذي نظموه لهذه المناسبة دون ذنب ارتكبوه سوى انهم كانوا هدفا سهلا لطيش الطائشين..
من يحرص على تحقيق اي انتصارات للقضية الجنوبية فأن الانتصارات الحقيقية العظيمة لن تتحقق الا عبر السياسة والحوار وعبر لغة العقل والسلام اما العنف فهو دائما لا يفضى الا الى مزيد من الدمار ومزيد من المآسي ومزيد من التعقيد وهو سهل على الذين لا تهمهم ولا تعنيهم حياة المواطن ودمائه..ويسير علي الذين يدركون بانهم لن يكونوا هم ضحيته ابدا ..
القوة وحدها لا تكفي..
والعقل قد يستغني عن القوة في حين ان القوة لا يمكن ان تستغني عن العقل..
وما تستطيع ان تحققه بالسلام ودون اي خسائر او بأقل الخسائر فمن الجنون ان تلجأ الى تحقيقه بالقوة والعنف مع ما يترتب علي ذلك من خسائر ومآسي وآلام الا اذا كنت طائشا مثلهم..