أخبار محلية

الثلاثاء - 14 أغسطس 2018 - الساعة 08:34 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/القاهرة/محمد فضل مرشد

أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس الاثنين اسدال الستار على مرحلة من الشتات عاشها حزب المؤتمر الشعبي العام طوال السنوات الأربع الماضية وتعد من أصعب المراحل والمنعطفات السياسية في مسيرة الحزب منذ تأسيسه مطلع ثمانينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الراهن.

ولادة سياسية جديدة لحزب المؤتمر أعلنها أمس الرئيس (هادي) من العاصمة المصرية القاهرة بقوله: "اليوم نطوي صفحة الخلاف والاختلاف ونتجرد من الذاتية والانانية وننتصر للوطن بتلاحم قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام للاضطلاع بمهامه الوطنية".

إعلان الرئيس اليمني ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يعد التنظيم السياسي الأكبر على الساحة السياسية اليمنية، جاء مغايرا لتوقعات وسيناريوهات ظهرت خلال السنوات الأربع من عمر الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية للبلاد ورجحت اتجاه المؤتمر وقياداته صوب التفك وتلاشي مكانة الحزب، وهو الأمر الذي ضحده (هادي) أمس الاثنين بترأسه لقاء موسع وغير مسبوق لقيادات المؤتمر الشعبي العام احتضنته العاصمة المصرية القاهرة.

خطاب حمل رسائل سياسية هامة للداخل والخارج، ألقاه الرئيس عبد ربه منصور هادي في اللقاء الموسع لقيادات المؤتمر الشعبي العام، والذي انعقد في العاصمة المصرية القاهرة تحت شعار: "من اجل الحفاظ على نهج المؤتمر الشعبي العام ولوائحه وثوابته وتماسكه ووحدة بنيانه والوفاء لمؤسسيه وقواعده من التفكك والانهيار ".

ولأهمية ما تضمنه خطاب الرئيس هادي ننشر نصه كاملا:

"سعيد جدا بلقاءي معكم في هذا المساء. حيث لا يخفى عليكم ما يمر به الوطن من متاعب وتحديات ضاعفت مِن أزماته وجراحه وذلك نتاج لانقلاب المليشيات الحوثية الإيرانية على توافقه الوطني واجماعه الشعبي في استكمال المسار السياسي والانتقال نحو تطبيق مخرجات الحوار وبناء يمن اتحادي عادل ومستقر.

لن نخوض في تداعيات سنوات مضت ومواقف مختلفة وجهود توحدت بعد ان تكشفت مرامي واهداف المليشيات الإيرانية على حقيقتها ، حيث ترفع شعارات زائفه باسم العدوان والوطنية للإغواء والتغرير على الأبرياء على نهج التقيه حيث يتنافى القول والفعل وما يعلنون عن ما يضمرون.

وليس ابلغ دليل على ذلك من غدرهم بالرئيس السابق علي عبدالله صالح ومحاولاتهم لاجتثاث وتطهير المؤتمر الشعبي العام وقياداته والإبقاء على أشخاص موالية لهم رغبة او رهبة.

هذه التجارب وهذه العبر تجعلنا اكثر توحدا وتماسكاً ، ينبغي ان تكون ناقوساً يوقضنا جميعاً للملمة صفوفنا وتوحيد كلمتنا من اجل الوطن اولا وثانيا وثالثاً. وكذلك لحمتنا السياسية المتمثّلة في المؤتمر الشعبي العام. وذلك ايضاً يعد التزاماً أخلاقياً بأدبيات ووثائق المؤتمر في المحافظة على هذا الكيان الوطني الكبير من العبث به او حرفه عن تاريخه العريق ومساره الوطني العظيم ، والعمل على اعادة الثقة بين أوساطه وقواعده بعيدا عن الرغبات الشخصية التي ستؤدي في النهاية الى أضعاف هذا الكيان وتحقيق اهداف الانقلابيين التي يراهنون عليها.
معتقدين في ذلك ان المؤتمر حزب سلطة وسينتهي مع فقدان تلك العلاقة والمنافع والمصالح.
أيها الاخوة الأعزاء.. المؤتمر تنظيم وطني انبثق من الشعب ولا يحمل ايدلوجية متعصب، برنامجه واهدافه واضحة، يسعى الى وطن عادل وآمن ومستقر ، يمارس العملية السياسية ويدافع عن الحرية والكرامة ويسلك حرية الرأي والرأي الآخر ، يلتزم بأهداف الثورة والديمقراطية والوحدة الاتحادية نهجا وسلوكا.

لم يكن المؤتمر في اي من مراحلة حزباً إقصائياً او سلالياً او مناطقياً او جهويا وهو ما اُكسبه قاعدته الجماهيرية العريضة في طول البلاد وعرضها ، والتي قد يفقدها ان تخلى او حاد عن تلك الخصائص والطباع والموجهات التي بني ونشاء وعمل من اجلها.

ما نحتاجه الْيَوْم هو الابتعاد عن استحضار محطات الخلاف والاختلاف ، مغادرة الذاتية او الانانية ، التجرد من الولاءات او الحسابات الضيقة ، المضي للانتصار للوطن وثورته وجمهوريته ووحدته ومخرجات حواره الوطني ، الانتصار لأنفسنا ولتنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام قيادة وقواعد.

اخواني الأعزاء.. حالة الشتات التي شهدها المؤتمر مؤخراً نعتبرها سحابة صيف ويجب ان تنتهي ، المؤتمر أمانة في رقابنا جميعاً. لنبدأ من الْيَوْم العودة الى العمل المؤسسي لهذا التنظيم العريق وإصلاح التباين والاختلالات القائمة التي لا تستند على مرجعيات او وقائع.

ننطلق من هنا لإعادة اللحمة وبناء بيت المؤتمر ليتعافى وينتصر الوطن معه وبه وبالتعاون والشراكة الفاعلة مع كل القوى السياسية على الساحة الوطنية التي نتشارك معها اليوم الدم في معركتنا الشريفة للدفاع عن وطننا واحلام ابناءنا ، لإيقاف عبث الكهنوت ومليشياته الانقلابية.

العالم اليوم ينظر الى المؤتمر الشعبي العام ولديه آمل كبير ان يلم شتاته ويجمع صفوفه على قواعد ثابته لا مجال للانحراف عنها. ومن ذلك مقاومة الانقلاب ومساندة الشرعية الدستورية للوصول الى إنهاء الانقلاب واستعادة العملية السياسية والاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات.

اوجه لكم هذه الدعوه الصادقه من القلب وأقول يكفي ما مضى من خلافات اوتباينات الوطن اكبر منا جميعا والاوضاع تحتاجنا جميعا ترفعوا عن اَي خلافات المؤتمر يحتاج كل المخلصين الصادقين الوطنيين.. رسالتي هذه موجهه للجميع لمن حضر ولمن لم يحضر".