حوارات وتحقيقات

الخميس - 26 يوليه 2018 - الساعة 04:23 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_ياسر الوليدي

حين قررت أن أكتب عن "الأم" شعرت للحظة بتردد ورهبة وقشعريرة !
نعم .. من أنا حتى اتجرأ في الكتابة عن جنة وضعت الجنة بذاتها تحت قدميها..

ولكن .. ها أنا أحاول جاهدا أن ابدأ بالكتابة عنك يا أجمل حتوتة في الحياة..
ما عدت أدري من أين ابدأ وكيف إنتهي !
ف أمي أكبر وأعلى واسمأ من تختزلها ال28 حرفا..

في اللحظة التي قررت الكتابة عن أمي وأمك وكل أم..
شعرت بأن مفردات لغة الضاد إنقرضت !
احسست بأن معانيها وجملها تاهت في كون وفضاء "الأم"
إيقنت أن بحر الضاد ليس قادرا على حمل معنى من معاني أمي..

فعلا الحروف ذبلت وشاخت وتاهت..
وليس بإستطاعتها وصفك يا أمي

ولكن..
س أحاول إستجماع كل ما أوتيت من بلاغة وفصاحة
سأبحر في بحر الضاد وأغوص في أعماقه محاولا النيل من درره..

لكي أصل إلى قليل من قليل القليل من سمو أمي، الذي يمتد إلى ما لا نهاية !

أمي..
يا أعذب وأنقى وأحلى لفظة

وكأني باللغة العربية إختزلت كل جمالها وسحرها في تلك الثلاثة الحروف " أ م ي "


"الأم" هي جنة تقف على الجنة..
أمي هي جنة تمشي بقدمين

"الأم" هي نعيم يوصل إلى نعيم آخر !

أمي أحبك بجميع لغات العالم ال300..

إلى كل "أم" لم ولن يستطيع أحد أن يرد لك ولو القليل من حقك..

كيف لا .. وهي في اللحظة التي أبصرت أنت فيها الدنيا
تكون الأم شعرت ومرت بمخاض يعتبر آلامه ووجعه ما يعادل كسر 26 عظما !

ويصنف ثاني أشد وجع .. بعد الموت حرقا

إذا فكيف لك يا مسكين تتجرأ في التفكير بأنك قادر على رد جميلها لك ؟!!!


أمي .. سبحان من جعل الجنة تحت قدميك

أمي .. أنتي شيء أكبر من البوح، ولم ولن تطالك الكتابة !
عجبا .. أين ومتى وكيف يمكن للأبجدية بحروفها ال28 إختزالك يا أمي ؟!

أنت يا من تقرأ..
نعم أنت الآن ردد وأنطق فقط، تلك اللفظة "أمي"
بربك أليس لتلك اللفظة طعم ومذاق آخر !؟؟

أمي أنتي الشيء .. وكل شيء

أمي تبدأ السعادة في كل صباح بمجرد سماع صوتك..
وتحت أخمص قدميك توجد غاية مناي "الجنة"

خذيني أمي .. وشاحا لهدبك
وغطي عظامي بعشب .. تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي .. بخصلة شعرك
وبخيط يلوح .. في ذيل ثوبك


"الأم" ما أجمل رسم حروفك .. وعظم معانيك


يوما..
وقف هنري وهو من أبرز علماء بلجيكا
وكانت قد حضرت أمه جلسة مفتوحة لمجلس الشيوخ بدأ خطابه كالتالي..

أمي، سيداتي سادتي

إستثناء عظيم .. ل شيء عظيم


آه يا أمي..
ما أسذجنا وأقبحنا حين أرادو جعل من يوم ال21 من مارس يوم عيدك
أي "عيد الأم"
فوا عجبا !!
وهل ل الأم يوم عيد محدد ؟!!

ف أنا .. ف أمي كلها أعياد..

فقط، وبمجرد رؤية وجه أمي وسماع صوتها كل صباح..
فذاك يوم عيد

هناك..
في رسومات الكرتون
خمسة عشر بالونا كافية لجعلك تحلق عاليا، في الحقيقة هذا لا يحدث !!

ولكن .. إبتسامة صغيرة ترتسم على وجه "أمي" تفعل هذا بي


أمي .. ظني لو تركت فرضا
صلت بدلا مني !
تخاف الله أن يعذبني !!


"الأم" أي قلب تحمل وتخبئ في داخلها ؟
لديها قلب .. ايقن وأجزم بأنه أبيض من بياض الثلج !
وأنقى من قطرات الندى..


أمي اعذريني هنا وأنا أكتب "هذيان" في حرمك..
فأنا هنا .. شبيه بمن يحاول حمل البحر بكفيه
أو جمع الدنيا في صندوق !!


وصفك محال أنت يا أمي..

إني لأنظر في الوجودِ بأسرهِ
لأرى الوجوهَ، فلا أرى إلاّك ..!

قالوا ويخلقُ أربعينَ مُشابهًا
من أربعينك لا أريدُ سِواك..

أمي .. ها أنا كبرت وصرت أعبر الشارع وحدي
ولكن .. أفتقد طعم الأمان الذي ذقته ممسكا طرف ثوبك..
أماه .. كيف جعلتني أثق بقطعة قماش ترتدينها أكثر مما أثق بقدمي !!؟

وأخيرا..
ربما سأقف هنا .. فما من وصف وجمل ومعاني تليق بمقامك يا ملكة..


ختاما..
أمي .. وكل أم
استعيذ بالله من غضبك وحزنك وهمك وزعلك ، ودنيا تخلو منك

"و قل ربِ أرحمهما كما ربياني صغيرا"