قصص الشهداء

السبت - 07 يوليه 2018 - الساعة 08:07 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_أ.صالح القطوي


➖➖➖➖➖➖➖➖➖
الضالع الأزارق - مديرية الشهداء - لليوم الثالث والمواكب تتواصل لتقديم العزاء لأسرة الشهيد/ عبدالمجيد فيصل المحرابي, وتلقى الخطب من قبل الحاضرين خطبة تلوى أخرى مجددة العزم والولاء لله في مواصلة درب الجهاد والشهادة في سبيله - مجددين العهد للشهداء بأنهم على دربهم سائرون.
ومن هذا المنطلق أشاد الحاضرون ببطولات الشهداء ومكانتهم عند ربهم - مؤكدين وقوفهم إلى جانب أهلهم وذويهم, ومؤكدين عزمهم على تناول سيرة كل شهيد ومواقفهم البطولية أولا بأول.
الشهيد البطل/ عبدالمجيد فيصل محمد حسن المحرابي، من مواليد 1994م, قرية نعمان م/ اﻷزارق, م/ الضالع. ترتيبه الثالث بين الأبناء من أسرة تتكون من (11) نسمة, خمسة أبناء وست من البنات, هم: أحمد, عبدالعزيز عبدالمجيد, محمد, عبدالله.
التحق البطل/ عبدالمجيد في مدارس المنطقة صغيرا, ثم أكمل تعليمه الثانوي بثانوية الفرقان - عباب قسم علمي - عام 2012م.
عرف بالنشاط والحيوية والأخلاق التي اشتق منها اسمه, فكان ضمن الشباب الذين شاركوا في مظاهرات الحراك الجنوبي تعبيرا عن الموقف الرافض لسياسة المحتل الإقصائية للكوادر الجنوبية والتهميش وضنك العيش رغم صغر سنه.
قبل تخرجه بعام التحق مع الشباب المعتصمين بساحة التحرير في ثورة فبراير 2011م, ومن هناك رفع اسمه في جهاز الأمن ضمن مجموعة من الشباب, الذين سجلوا في الضالع ودربوهم في محافظة الحديد مدة شهرين.
ثم عاد مع زملائه, وتم توزيعهم على محافظاتهم, فجاء توزيعه على مديرية الحصين محافظة الضالع, وبقي اسمه ضمن قوة أمن الحصين, ولم يتحول منها لأنه يرى في الضالع عزيمة الرجال وحماس الشباب.
ظل البطل/ عبدالمجيد يتردد على عمله ومدرسته ونشاطه الجماهيري, إلى أن تفجرت حرب 2015م.
فكان من المشاركين الأوائل من شباب الأزارق في تأمين مديريتهم من أي غزو خارجي قد يمر بها, وحين استتب له الأمر فيها, استعار بندقية جاره, وقرر الالتحاق في تأمين جبهة المسمير. ..
وبعد انتصار الضالع وسقوط مواقع الخزان والقشاع والسوداء, التحق البطل المجيدي جبهة لكمة صلاح والعقلة ليكمل مشواره النضالي بنفسه, ومن يومها عرف *( بحامل الشهداء )* من أرض المعركة مجازفا بحياته حتى تاريخ استشهاده.
ومع انتهاء جبهات الضالع والنخيلة والعند واستتباب الأمور في عدن, دخل عبدالمجيد ضمن قوة مقاتلة في جبهات مأرب ومكث فيها أكثر من شهرين - بين متدرب ومحارب, أي بين شهري أغسطس وأكتوبر 2016م.
عاد المجيدي بعزيمته من مأرب والتحق ضمن جبهة كرش ثم التحق ضمن القوة التي تدربت في ارتيريا ... وعادت إلى كهبوب ضمن قوة هيثم قاسم في تحرير الساحل الغربي, برفقة/ حازم علي مثنى حسن وآخرين.
وكان البطل كذلك ضمن كتيبة بحرية مقرر لها التدريب في جبوتي لتأمين المياه البحرية ومهاجمة جماعة الحوثي في الجزر البحرية وميناء الحديدة, لكن لم يكتب لتلك الدورة النجاح لأسباب تتعلق بأصحاب القرار وقادة المعارك.
عاد الثائر/ عبدالمجيد فيصل من معارك الساحل وكهبوب وأخذ استراحة محارب, ونزولا عند رغبة والديه - خاصة الأم, أمه التي تعاني من ضغط مرتفع وشديد أيقظها وحرم عليها كل عيش سعيد, وكلما مر يوم زاد في الجسم الورم, وارتفع الضغط واشتد الألم.
وباستشهاد البطل/ فرسان محمود عبدالله - أبو الرجال, استاذن المجيدي والديه وعاد إلى صول المعارك - ليلتحق ثانية بكتيبة الفرسان مع رفاقه من أبناء الضالع والأزارق ويافع, التابعة للقائد/ فضل حسن العمري, بقيادة النقيب/ عماد خالد, فكان ضمن القوة التي أخذت بثأرها من أذناب المجوسية الإيرانية في كرش.
ومن يومها حتى تاريخ استشهاده في 2018/7/4م لم يفارق مواقع العز والشرف, وإنما كان منقذا لكل شهيد وفارس, بل عاد والتحق مع قوات المخا الحديدة, ثم عودته إلى جبهة كرش نزولا عند رغبة رفاقه, فكان حريصا على على إنقاذ المجاميع الجديدة التي أتوا بها قبل أيام لتستلم بعض المواقع في المقدمة, شباب من مختلف مناطق الجنوب.
وخلال هذه الفترة ازدادت خبراته الميدانية وفهم لغة المعارك, كان سببا في انتزاع بعض المواقع والحفاظ عليها آخرها موقع ميسرة الشريجة, الذي أربك فيه العدو المهاجم وهو يلقي عليهم القنابل تارة والمعدل تارة أخرى حتى لحظة استشهد فيه مقبلا غير مدبر, ليعود العدو خائبا.
رحم الله شهيدنا وتغمده بواسع رحمته, وأسكنه فسيح جناته, وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم: أ/ صالح القطوي
➖➖➖➖➖➖➖➖➖