حديث الصحافة

الثلاثاء - 03 يوليه 2018 - الساعة 10:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية ـ متابعات


باتت "البيتكوين" أو كما يلقبها بعضهم عملة العصر الرقمي تمثل الشغل الشاغل لعديد من المستثمرين والمستخدمين متجاهلين في الوقت ذاته المخاطر، التي تحفها والمتعلقة بالصعود والانخفاض الشديد في قيمتها إلى جانب صعوبة متابعتها وخطرها المتعلق بأمن المعلومات، ولم تقف المخاطر، التي تحف "البيتكوين" إلى هذا الحد، فخلال عام واحد نمت الهجمات والاختراقات المتعلقة باستخدام موارد المستخدمين المتعاملين وغير المتعاملين في هذه العملة في سبيل تعدينها والحصول على الربح المادي من خلالها، حيث ارتفع عدد المستخدمين الذين تعرضوا لهجمات البرمجيات الخبيثة الخاصة بتعدين العملات الرقمية من 1.9 مليون إلى 2.7 مليون.
وأظهرت الإحصائيات خلال العامين الماضيين أن جهات التعدين التي تقف وراء تلك الهجمات تركز بشكل متزايد على زيادة حضورها في أسواق جديدة، مستفيدة من مستخدمي الإنترنت في هذه الأسواق لزيادة عائداتها.
وأظهرت نتائج الإحصائيات في تقرير شركة كاسبرسكي لاب حول هجمات طلب الفدية وهجمات التعدين الخبيثة في الفترة بين 2016 و2018، أن العوائد المالية التي تحققها جهات تعدين العملات الرقمية قد تكون أكثر استمرارية، وإن كانت أقل مما يكسبه المجرمون الكامنون وراء هجمات طلب الفدية التي قد تعود عليهم بمبالغ كبيرة ولكن ربما لمرة واحدة فقط في إطار المشهد المضطرب لهذه الهجمات، وهو ما بات يحظى بالرواج في أوساط مجتمع الجريمة الإلكترونية.
كما تم الكشف عن تغيير ملحوظ في مشهد التهديدات الإلكترونية، الذي تمثل في انخفاض ملموس في أعداد هجمات طلب الفدية التي استهدفت مستخدمين معينين على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية في العامين 2017 و2018، بنسبة 30 في المائة و22.5 في المائة على التوالي.
ووجد التقرير أن مجرمي الإنترنت يختارون جني المال من عمليات تعدين العملات الرقمية المشفرة، من خلال برمجيات متخصصة في التعدين تنتج وحدة عملة جديدة باستخدام قوة الحوسبة للكمبيوترات والأجهزة المحمولة التي تقع ضحية لهم، وتتم عمليات التعدين الخبيثة هذه على نفقة المستخدمين، من خلال استغلال طاقة أجهزتهم من دون علمهم.
وأظهر التقرير نموا مستقرا في عمليات تعدين العملات الرقمية التي تتم على أجهزة الكمبيوتر، فقد ارتفع العدد الإجمالي للمستخدمين الذين واجهوا هذا النوع من التعدين من 1,899,236 مستخدما في فترة 2016 و2017 ليصل إلى 2,735,611 مستخدما في 2017 و2018.
كما بدأت تبرز عمليات تعدين العملات الرقمية عبر الهواتف الذكية كتهديد ناشئ يشهد نموا في الهجمات الفريدة، حيث بلغ 9.5 في المائة، واستهدف هذا النوع من التعدين، بشكل عام، قرابة خمسة آلاف مستخدم في الفترة بين 2017 و2018، مقارنة بنحو 4500 مستخدم في الفترة بين 2016 و2017، ويتعرض مستخدمو الهواتف المحمولة في الصين والهند لهذا التهديد أكثر من غيرهم من المستخدمين. واعتبرت كاسبرسكي أن الأسباب الكامنة وراء هذه التغيرات في مشهد التهديدات الإلكترونية واضحة، مشيرة إلى أن هجمات طلب الفدية تشكل طريقة صاخبة ومحفوفة بالمخاطر لجني مجرمي الإنترنت المال.
وللحد من خطر الإصابة بهجمات طلب الفدية وعمليات التعدين، تنصح كاسبرسكي المستخدمين بتوخي الحذر مع مرفقات البريد الإلكتروني أو الرسائل الواردة من أشخاص غير معروفين، وعدم فتحها عند الشك فيها، والقيام بعمليات النسخ الاحتياطي للبيانات بشكل منتظم، والمحافظة على تحديث البرمجيات على جميع الأجهزة، سواء كانت أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة الذكية، واستخدام الأدوات التي يمكنها تلقائيا الكشف عن الثغرات الأمنية منعا لاستغلالها وتثبيت الإصلاحات البرمجية. كما يجب أن يحرص الأفراد على استخدام حل أمني موثوق به على الأجهزة الشخصية.
ويذكر أن مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" قد حذرت في وقت سابق من خطر التعامل بالعملات الرقمية، وأوضحت أنها لا تعد عملة معتمدة في المملكة.