حوارات وتحقيقات

الأحد - 01 يوليه 2018 - الساعة 09:55 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية -كتب/محمد ناصر العولقي

لا أستطيع أن أزعم بأن الرئيس هادي قائد سياسي داهية يضاهي في دهائه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح والرئيس علي ناصر محمد أو يتفوق عليهما ولكني أزعم أن الرئيس هادي قائد عسكري محنك لديه تفكير استراتيجي أفضل منهما ..
وفي هذا الصدد يمكن أن أذكر حكاية بقيت محتفظا بها في نفسي منذ فترة وبالتحديد منذ أواخر عام 2013م حينما كنت في صنعاء مشاركا في مؤتمر الحوار الوطني ...
ففي أحد الأيام جمعني لقاء خاص مع شخصية كبيرة من شبوة من المقربين لهادي ودار بيننا حديث حول الوضع العام في البلاد حينها ووضع الجنوبيين في السلطة والجيش بشكل خاص فقلت له : ما الذي في يد فعليا هادي في الجيش والأمن ؟
فقال لي : هيبة القرار الدولي وبعض القادة الجنوبيين والصراع بين مراكز القوى الشمالية تحميه ...
قلت له : لو تحدثنا بصراحة فالقوة العسكرية الضاربة مازالت في يد علي عبدالله صالح ولو أراد أن يخبط البلاد فإنه وبتنسيق بسيط يستطيع أن يفعل وفي ظرف أيام ستجد الجيش والأمن يتحركون بأوامره ويضربون بأوامر عبدربه عرض الحائط .
قال : نعم ... الاحتمال الأكبر أن هذا هو فعلا ما سيحدث
قلت له : والهيكلة كيف ؟
قال : يه ... يه الهيكلة هيكلة لكن الناس هم هم راح قبيلي وجاء قبيلي والسلاح يتكلم بنفس النبرة الأولى .
قلت له : مادام كذا فلماذا لا يبدأ هادي بتفكيك السلاح والتخلص منه ؟
قال : كيف يفككه ويتخلص منه ؟
قلت له : مثلا الصواريخ البعيدة المدى في أيدي علي عبدالله صالح وابنه وهي سيف مسلط على القوات التي تتبع هادي إن وجدت هنا أو هناك كما أنها تهدد الدول المجاورة وعلى الأخص السعودية فلماذا لا يستغل هادي هذا الأمر ويتفق مع السعودية أن تقنع الأمريكان والغرب باتخاذ قرار دولي بتفكيك القوة الصاروخية المكدسة في اليمن والتخلص منها تحت مبرر الوضع غير المستقر في اليمن واحتمال وقوع هذه القوة في يد جهات تهدد أمن واستقرار المنطقة إضافة الى أن اليمن ليس في حاجة إليها طالما وهو تحت الوصاية والرعاية الدولية ويتكفل المجتمع الدولي والأقليم بضمان صيانة حدوده وحمايته من أي اعتداء خارجي وفي الوقت نفسه تقوم السعودية والخليج بتقديم تعويض مالي لليمن كثمن لتلك الصواريخ وبذلك يكون الرئيس هادي قد ضمن خروج جزء من القوة الضاربة التي لا يؤمن ولاءها له وفي الوقت ذاته جلب للبلد أموالا لا يستهان بها ستحل كثيرا من القضايا التنموية والحقوقية الكائنة مثل قضايا تعويض العسكريين والموظفين الجنوبيين وتوظيف الشباب العاطل عن العمل وغيرها .
فرد علي صاحبنا : ههههههه ... وهل تظن أن هذا قد فات على هادي التفكير فيه ؟
قلت : كيف ؟
قال : الرئيس هادي مش غبي ... وهو يعلم أن هناك قوتين موجودة الآن هي التي تهدد سلطته هما : أولا الرئيس صالح وأتباعه في الجيش والأمن والمؤتمر الشعبي وثانيا الحوثة ويعلم أن بين الإثنين تنسيقا ... ولو حصل حاجة في البلاد فالسلطة ستكون في أيديهم والمتضرر الأكبر سيكون السعودية لأن إيران لن تكون بعيدا عن المشهد ولذلك فأول ما سيخطر على بال السعودية هو هذه الصواريخ وسيجعلها هذا متحمسة للتدخل عسكريا لتدميرها والقضاء عليها والوقوف بجانب هادي أما إذا فككها هادي وتخلص منها الآن فإن حماس السعودية للتدخل لن يكون قويا وستفكر كثيرا قبل أن تقوم بذلك وستبحث عن حلول أخرى وهادي الله يعوّض عليه .
وطبعا هذا ما حدث أو على الأقل كان جزءا من حافز التدخل السعودي بتلك السرعة عند تنفيذ سيناريو طرد هادي وشرعيته من البلاد .

الصحفي محمد ناصر العولقي