مقالات وآراء

السبت - 09 يونيو 2018 - الساعة 01:32 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / حواره / صالح شنظور

"الرياضة هي الشيء الذي يجمعنا ويوحدنا بعيدا عن كل السياسات؛ فدوران كرة القدم في الهواء يشبه طيران حمامة السلام في السماء لا تحمل فيها إلا أخلاقا وأحلاما وآمالا "

في بلد أصبح حامل حمامة السلام أو كرة القدم يعيشون في حيز ضيق من الإمكانيات ، فهم بين الطموح والعيش بأجمل اللحظات وبين الأحلام والواقع ومعوقاته وصعوباته التي تجعلهم يستمرون في الحفاظ على دوران الكرة في أرض الملعب وإن لم يكن هناك مستقبل للاعبي كرة القدم في عدن .

اللاعب لكرة القدم وحامي شباك نادي مديرية رصد إبراهيم إسماعيل أحد أبناء مديرية رصد محافظة أبين تلك المحافظة التي يتشرب فيها الأطفال حب الكرة ورياضتها مع حليب الرضاعة ،أراد أن يكون حارسا على المرمى ذلك المكان الذي يعزف عنه الكثير من الشباب إلا أنه أحبه وأراد أن يُعرف به " إبراهيم الحارس " حيث أجرينا معه حورا صغيرا إبتدأنا معه من نقطة انطلاقه في مسيرة لعبه لكرة القدم ،ولماذا الحراسة دون الهجوم ؟
فكان جوابه لنا : جربت أن العب في الهجوم ولكن لم أحس أنه مكاني الحقيقي !!
أعشق الحراسة والدفاع عن المرمى منذ أن كنت صغيرا و عندما ألعب في الهجوم لا أحس بأنه مكاني حيث أنني لا أشعر بمسؤولية كبيرة!!
فكوني حارس للمرمى فأنا أحمل مسؤولية الفوز والخسارة مما يجعلني أهم من الهجوم نفسه فلو لم أدع أي كرة تخترق الشباك ولم يسجل الهجوم أي هدف لصالحنا سنخرج بتعادل وهذا فوز بحد ذاته.

● طموح أم أحلام!!

كان اختياره للحراسة اختيارا نبيلا يليق بلاعب كرة قدم.
فهناك طموح يمتلكه داخله هو الذي دفعه أن يختار هدفا! فعندما سألناه عن هدفه وعن إمكانيات الوصول إليه قال : هدفي .. أن أمثل اليمن بشكل عام في محاضن عالمية ولكن لن استطيع أن أصل لذلك الهدف إلا إذا بدأت بالتسلسل في المنتخبات اليمنية حتى أصل إلى المنتخب الوطني وأكون حارسا رسميا فيه فنحن نمتلك هجوم قوي لكننا لا نعطي اهتماما كبيرا للحارس القوي .

● معوقات في طريق الهدف.
إبراهيم كغيره من لاعبي كرة القدم أو أي شخص لديه هدف في الحياة سيجد معوقات كثيرة ستواجهه في مشواره الطويل للوصول إلى ما يصبوا إليه فإبراهيم يرى المعوقات اختبارا له!
فقال : تواجهني معوقات كثيرة فبعد أن انتقلت للعب في عدن كمحترف مستضاف في بعض الفرق والمنتخبات يتسلط أمامي عائق المال والحالة المعيشة السيئة في اليمن بشكل عام حيث أرى هذا هو المعوق الأساسي أمامي وهناك معوقات أخرى كعدم تقدير لعبك من قبل المنتخبات إلا إذا كانت لك بهم معرفة قوية جدا وهذا سيتعبني كثيرا في بناء علاقات مع المنتخبات ومدراءها

●محمد صلاح شعلة أمل.

محمد صلاح شعلة أمل اجتاحت الأوطان العربية فنجاح محمد صلاح في الظهور على المستوى العالمي كان معجزة بالنسبة للاعبي كرة القدم الذي قعدوا على رصيف اليأس ينتظرون شخص يوقد فيهم الأمل ليعودوا إلى الحياة الكروية فكان محمد صلاح هو الموقد.

إبراهيم يرى نجاح محمد صلاح درسا كان عليه أن يتعلمه وبأن هذا الدرس جعله يقطع شوطا كبيرا في طريقه للوصول إلى ما يصبوا إليه.
فقال : نجاح محمد صلاح درس كبير وخطوة من خطواتي التي جعلتها حتى أصل إلى هدفي فالدرس الذي تعلمته من محمد صلاح كان سيجعلني انقطع عن طريقي الكروية إذا لم اغتنمه! إلا أنه علمني أن أشق طريقي وأن لا التفت للواقع الذي لا يعطينا إلا تثبيطا ويأسا حيث أجد أكره كلمة في قاموس حياتي يرددها لي الناس ومنهم الأصدقاء " ليس لكم مستقبل وستضلون تجرون خلف قطعة كروية قماشية كالمجانين " فمحمد صلاح كان هو الأمل بعد الله ودعائي الدائم إليه.

● سلم نجاح .
للوصول إلى الأهداف الكبيرة يجب علينا أن نضع خططا وسلما للصعود إلى ذلك الهدف ! إبراهيم إسماعيل كغيره من الشباب الذي يسعون دائما لإيجاد أنفسهم حيث يريدون فهو أراد أن يجد نفسه " حارس كرة قدم عالمي " وهذا ليس صعبا مع الطموح الكبير الذي يمتلكه إبراهيم فكانت الخطوات التي أنجزها منذ أن كان صغيرا عندما سألناه بذلك.
قال : بدأت أول خطوة عام 2008م في صنعاء عندما دخلت كحارس في فريق العاصمة في السنينة، والخطوة الثانية بدأت بها عام 2012م في يافع حيث سجلت في فريق 22مايو وبدأت التدريب بشكل كبير على يد صديقي الذي كان يفوقني خبرة وعمرا في الكرة المدرب/ علي الحربي وكنت مجرد حارس احتياطي لمدة سنتين وكنت دائما ما أسعى للوصول للحراسة الأساسية واستمريت في الاحتياط لمدة سنتين وكنت اسعا إلا أن أكون حارسا أساسي، فبدأت بالعب كحارس أساسي في فريق 22مايو عام 2014م هنا بدأت أشعر أن حلمي بدأ يتحقق شيئا فشيئا .

مع التدريب بدأت الموهبة التي بداخلي توصل إلا إدارة نادي يافع
فاختارني الكبتن خالد طيور كحارس أساسي لنادي مديرية رصد والذي يمثلها في المحافظة وكنت اشعر أنني قادر على تحقيق حلمي
وبدأت اللعب في النادي نهاية 2014م .
بدأ الكابتن خالد طيور يضغط عليّ كثيرا في التدريب وهنا بدأت أكبر في طموحي. وحصلت على أفضل حارس داخل المديرية 4 مرات متتالية، وحصلت على أفضل حارس في مديرية لبعوس محافظة لحج وهذا يعتبر إنجاز كبير بالنسبة لي .

أنهينا الحوار مع الحارس الشاب إبراهيم إسماعيل ذو العشرينات من العمر ولكن يبقى مصير العشرات بل المئات من لاعبي كرة القدم الذي يريدون للكرة أن تدور باستمرار ولو على حساب أوقاتهم ومستقبلهم في أيدي وزارة الشباب والرياضة التي تسعى حثيثا للوقوف مع هؤلاء الشباب ولكن كيف الوصول إليها حتى ينجح إبراهيم وغيره ممن يريدون للكرة الدوران دون توقف ليبقى السلام.