مقالات وآراء

الأربعاء - 30 مايو 2018 - الساعة 11:05 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/حاوره _حافظ الشجيفي

المهندس نجيب.محمد احمد مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي السابق بعدن الذي تعرض للإقصاء التعسفي من منصبه هذا لمرتين اذ كانت المرة الاولى في عهد المحافظ الاصلاحي السابق وحيد رشيد وعاد الى منصبه بحكم قضائي صادر عن المحكمة الادارية انذاك فيما كانت المرة الثانية في عهد المحافظ اللاحق عيدروس الزبيدي قبل اقالته هو الاخر من.منصبه ولكنه لم يعد هذه المرة الى منصبه السابق بل ذهب بقرار آخر الى ديوان محافظة عدن.ليعين مسشارا للمحافظة هناك
التقينا به مؤخرا واجرينا معه هذا الحوار حول ملابسات ايقافه ..
واليكم تفاصيل اللقاء :

س ) في البدء هل لك ان توضح لنا وللمتابع الكريم الاسباب الحقيقية التي قام عليها قرار التوقيف الذي اصدره محافظ محافظة عدن السابق عيدروس الزبيدي بحقك على رأس الهيكل التنظيمي لمؤسسة مياه عدن رغم ان ادأ الموسسة لم يتغير عما كان عليه منذ ذلك الحين الا للاسوأ حسب مايتردد في الشارع؟

ج ).لقد  كان هذا القرار ناتج عن عملية تدليس كبيرة  وقع ضحيتها المحافظ نفسه اولا قبل اي شخص آخر من تلك اللجنة التي شكلها في حينه لإصلاح المرافق الحكومية بالمحافظة حيث لم تلتقط الفكرة كما يجب وترتب خطوات الإصلاح الادارية والمهنية المطلوبة لإتخاذ اي قرار بهذا الحجم لكنها وعوضا عن ذلك فقد لجأت إلى الأسلوب اللاموضوعي ذاته الذي اعتاد عليه الناس في البلد للتعامل مع مختلف القضايا فهم لا يجيدون غير الحديث عن الجانب المظلم فقط وان كان ضيقا ومحدودا جدا بالمقارنة مع الجانب  المشرق الذي يتم تجاهله وانكاره عادة حتى وان كان واسعا وعميقا وواضحا وكان يفترض ان يعتمدوا عليه في عملية التقييم او حتى يشيروا اليه مجرد اشارة عابرة وهم يقفون امام هذه الحالة وغيرها لتقييمها.. 
وكما يبدوا فانه لم يكن امام اللجنة سوى خيارين  اثنين لا ثالث لهما وهي تقوم بمهمتها هذه فأما أن تكذب وتدلس لتكسب الولاء وتتسلق على أنقاض ماتهدمه من جهود الاخرين وإما أن تكشف الحقيقة كما هي وتخسر بذلك ما ستجنيه من مكاسب وبالتالي فإن الخيار الثاني لم يمثل لها اي مكسب يستحق ان تتبناه من اجله ..
من هنا استطيع ان اؤكد بان هدف اللجنة لم يكن التقييم العملي المهني الموضوعي المسؤل الذي يستهدف التصحيح  بقدر ماسعت من خلف ذلك  إلى التماهي  مع فكرة التغيير بادوات لا تخدم غاية التغيير او بالاصح لا تخدم عملية الاصلاح لانها اعتقدت بان المحافظ كان حينها يبحث عن التغيير من اجل التغيير فقط وليس من اجل التصحيح والاصلاح الذي كان ينشده المحافظ انذاك... 
لذلك فقد كان التقرير الذي صدر عن هذه اللجنة أشبه بتقارير أمن  الدولة إبان مراحل تاريخية معينة من الحكم في الجنوب  ولم يكن تقرير يقوم على اي معايير مهنية او فنية او ادارية  او علمية على الاطلاق رغم أن أعضاء اللجنة كانوا من كوادر الجامعة في القانون والاقتصاد  وعلوم أخرى ..
وعلى كل حال يبقى هذا التقرير تقرير يدين من كتبه فقط ..واتضح ان العسكري الزبيدي كان اكثر ذكاء وحنكة من لجنة الأكاديميين وقد اكتشف وان متأخرا بأنه قد ارتكب خطاءا كبيرا عندما اعتمد عليها في عملية التقييم حيث اضرت به أكثر مما افادته بقصد منها او بغير قصد مع ان قرار الزبيدي بالاعتماد على الأكاديميين في عملية التقييم كان من ارقى  القرارات  التي يمكن أن يتخذها أي مسؤول حريص على عمل التقييم الإيجابي البناء لأوضاع المحيط الإداري الذي يرأسه  ولكن حساب الحقل اختلف كثيرا عن حساب البيدر ..
العبرة من كل هذا لا تكمن في توقيف شخص ما عن الوظيفة واستبداله بشخص آخر ولكن العبرة التي افادتنا كثيرا بقدر ما انصدمنا بها من كل ماحدث تكمن في أن من يسمون أنفسهم بالمهنيين والاكاديميين والدكاترة الذين تقع عليهم مهمة تربية الاجيال وتعليمهم واعدادهم الاعداد الامثل لإدارة مستقبل البلاد إنما هم في الحقيقة يدمرون المهنة والقيم بل ويساهمون في تدمير الوطن كله ارضا وانسانا ومستقبله ومستقبل اجياله..فعندما يكذب الأكاديمي  أو لا يعرف حتى كيف يكذب فابشر  بنتائج نراها اليوم  محمولة على فوهات الكلاشنكوف والمدافع التي اصبحت هي لسان التخاطب الوحيدة بين جميع الناس..

س) كيف قابلتم هذا القرار .وكيف تعاملتم معه..وهل حدث وان قدمتم للمحافظ ما يؤكد صحة هذا الكلام بالنسبة للجنة التي كلفها بإعداد هذا التقرير الجائر؟
ج) لم يكن الوضع السائد انذاك في المحافظة مناسبا لخوض المعركة..كان الوضع صعبا ومتوترا ومحتقنا بحيث لم يكن يسمح لنا بالمواجهة رغم اننا نمتلك كامل الحق في ذلك فنحن نعمل في مؤسسة من اهم المؤسسات الخدمية في عدن وترتبط مباشرة بالمصالح الحيوية اليومية للناس واي مواجهة من هذا القبيل كانت بلا شك ستوثر وستنعكس على اداء المؤسسة وبالتالي ستضر بالناس ومصالحهم الحيوية وقد تستغلها اطراف اخرى لضرب هذا بهذا لذلك فقد آثرنا الصمت على المواجهة وقمنا بالرد على هذا التقرير في حينه للمحافظ واوضحنا له الحقائق التي كان يجهلها.. 

وبالنسبة لتعاملنا مع القرار فقد تواصلت مع اللجنة وطلبت منها ان تقوم بعملية التسليم والاستلام بيني وبين خلفي في حينه ولم انسى ان اخبرهم في اللجنة بأن هذا  الإجراء غير قانوني وكان بوسعي ان ارفضه لكن  حياة الناس على المحك  ووضع المؤسسة بحاجة الى استقرار  مهما يكن الأمر ..
كما انه لايمكن أن ينجح مدير في إدارة مؤسسة كالمياه  خرجت للتو من حرب دون ميزانية ودون اي ايرادات  والناس لايدفعوا فواتيرهم الشهرية والموظفين يطالبون بمستحقاتهم وتعاني من خراب تقني كبير بفعل الحرب ونخوض في الوقت نفسه معركة المواجهة مع المحافظ وبالتالي فإن كل هذه العوامل  أوصلتنا الى قناعة بأن لاوقت  للمراجعة والمواجهة  في الشق المتعلق بالحق ..فالمياة خدمه لاتقبل التأجيل والمساومة حتى تتم المراجعة ..
الظروف نقلت المؤسسة من وضع قانوني الى النقيض ولازالت حتى اليوم  لكن الوضع العام   مركب هكذا لاهو قانوني ولا هو غير
قانوني.. إحراق المراحل في بلدنا ساري المفعول مثله مثل طرق انضاج الموز  والخضروات  والتي تصبح لاطعم ولارائحة ولا فائدة منها ولكن أمراض فحسب ..

على كل حال أنا لم انقطع في أي وقت عن مساعدة الزملاء الذين خلفونا في المؤسسة وظليت  في تواصل دائم معهم وقمت بمتابعة المنظمات والممولين لمشاريع المؤسسة  مستخدما علاقاتي لإهداف تخدم المؤسسة والمواطن.. قدمت المشورة للقيادات المتعاقبة وحتى اليوم  ولايزال كثير من الزملاء من مختلف المستويات الإدارية يتواصلون معي ويسألونا عن كثير من الامور  ونفيدهم بما نستطيع ..
س )  في وقت لاحق صدر قرارا المحافظ نفسه بتعيينكم في الهيئة الاستشارية له في المحافظة..ماذا عن خلفيات صدور هذا القرار وملابساته..وكيف تعاملتم معه ايضا؟

ج ) قبلت بهذا القرار الذي اصدره الزبيدي بعد أن التمست  باننا والمحافظ كنا الاثنين ضحايا  للجنة التقييم الاكاديمية التي شكلها وبعد أن قام الزبيدي بتوقيفها علما بان هذا القرار كان قد صدر دون علمي ولم يكن بإمكاني رفضه لإعتبارات كثيرة مثلما لم يكن بإمكاني رفض قرار التوقيف الذي اصدره كما اننا اردنا ايضا ان نترك المجال للاخرين لعلهم يقدموا شيئا للمؤسسة لم نستطع نحن ان نقدمه لها..

س ) هل تشعر ان قرار تعيينكم كمستشار للمحافظ صدر بعد ان ادرك المحافظ بان قرار التوقيف الذي صدر بحقكم في وقت سابق لم يكن صائبا؟
ج ) نعم بالفعل..
س ) هل يمكن ان يكون قبولك بقرار التعيين الذي اصدره المحافظ كمستشارا له هو الذي حال دون عودتك الي منصبك السابق في مؤسسة المياه على غرار عودة مدير كهرباء عدن الذي جري تعيينه من قبل الحكومة مرة اخرى قبل اقالة المحافظ السابق لعدن رغم انه كان ممن شملهم قرار التوقيف..كيف تفسر الامر من وجهة.نظرك؟

ج ) طبعا عرضت علينا مسألة العودة لكني كنت قد قررت  العكس ..
العمل في مؤسسة حيوية كمؤسسة المياه  معركة غير عادية مع المواطن والموظف فكيف إذا انتقلت المعركة مع السلطة 
سيكون الانجاز صفر  يعني جهد مضاعف  بنتائج متدنية 
ومالم يجد المدير من يدعمه في موقع خدماتي كهذا وظروف استثنائية جدا  فالاحسن أن يترجل  ..هذه حياة الناس ولا وقت للسجال والصراع  وضياع الوقت دون فائدة سوى جلب المزيد من المآسي للشعب..

س ) مجيب الشعبي مدير عام مؤسسة كهرباء عدن نجيب الشعبي مدير عام  مؤسسة مياه عدن محمد مقبل الشعبي مدير ادارة التحكم في مؤسسة الكهرباء هل ترى ان لهذه الالقاب علاقة بقرار التوقيف الذي شملهم جميعا في وقت واحد؟

ج ) لاشك هناك من كان يتبنى اهداف للسيطرة والناس ينظرون إلى المؤسسات الايرادية على ان فيها مردود شخصي  وهم متمرسين على مثل هذا ..
وهكذا كلا لما هاجر إليه أو يريد الهجرة اليه .. لا يوجد شعبي حتى الان دخل مؤسسة وخرج منها رابحا على المستوى الشخصي ابدا  بل على العكس والتاريخ يشهد على ذلك..

ومحمد مقبل من أفضل العناصر الفنية بشهادة الجميع  من زملاءه وغير زملائه بل وحتى من اعداءه
وكذلك الاستاذ مجيب الشعبي رجل همة وعمل  بشهادة الجميع ولكن 
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ...مع شطب التكملة لهذا البيت لأسباب  تربوية وربما لأعتبارت تتعلق بنبذ منطق العنف
هذا قدر شعب واصحابها ..

ومن القصص المتداولة قديما على اهل وابنا هذه  المنطقة  انهم في مواسم الامطار عندما يرون الغيث  يتساقط في المناطق المجاورة لهم كانوا يدعون الله قائلين يارب أن زاد شيئ لشعب والا فلانريد ..هنا يتجلى كنز القناعة الذي يتميزون به عن غيرهم وليس شيئ أخر ..
شعب فيها المتعلم والقائد والفدائي والرئيس والسياسي وأهلها يمتازون بصفة العلم.والثقافة والنبوغ والتسامح والسلام والزهد..يزهدون وهم قادرون وليس زهد الضعف والخوار .
س )كلمتك الاخيرة لمن توجهها؟
الكلمه الاخيره للأخوة الزملاء في المؤسسة انصحهم بأن يستفيدوا من أخطاء الماضي ولا يكرروها  ووان يحافظوا على مؤسسة خدمية. حيوية عملاقة بهذا الحجم كمؤسسة المياه فهي الأمن والسلام الاجتماعي وهي أس التنمية ومحور الاستقرار..

وبالنسبه للاخوة المواطنين عليهم الالتزام  والوفاء بالعقود..
وبالنسبة للسلطات عليهم دعم المؤسسة وأبعادها عن ميدان السياسة ما امكن  فهذه مؤسسة تخدم الجميع  دون استثناء وعليهم خلق استقرار فيها لكي تنهض وايضا الاستفادة من دروس الماضي والكف عن أي تدخل لا ينسجم وتوجهاتها الخدمية والتنموية ..