حوارات وتحقيقات

الثلاثاء - 01 مايو 2018 - الساعة 09:44 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / كتب : أحمد السيد الردفاني

سيذكر العرب للرئيس عبدربه منصور هادي أنه كان السباق في قطع اليد الايرانية وتدخلاتها في اليمن ، فهو الرئيس الذي اعلنها مدوية قبل سنوات من اليوم ومن قلب صنعاء : (( على ايران ان تكف عن التدخل في شؤون بلادنا )) .
قاوم الرئيس هادي المشروع الايراني بقوة رافضا التماهي معه ، لم يكن مع الرئيس هادي من أدوات قوة فالتركة التي استلمها اقتصاد منهار وجيش يقاتل نفسه ، لكنه آثر الانتصار لعروبة اليمن ولمشروع اليمن الاتحادي الكبير الذي آمن به وغدا لاحقا مشروع اليمنيين ككل بعد ان توافقت عليه المكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار .
وصل الرئيس هادي في العام 2012 الى السلطة في ظروف بالغة التعقيد ، ظروف لا تشجع احدا على تولي مسؤولية او ممارسة سلطة ، لكنه قبل ما كان زاهدا فيه ، وقال : (( هذه يدي ممدودة لكل من يريد اقالة عثرة الوطن )) .. اصدر الرئيس هادي قرارات تاريخية قضت بهيكلة الجيش وبناءه على اسس وطنية لكن المفسدون لم يرق لهم هذا فحاكوا خيوط المؤامرة ودبروا انقلابا اسودا يلفظ اليوم آخر انفاسه .
حمل الرئيس هادي معه منذ تولي السلطة حلم اليمنيين القادم ، حلم الدولة الاتحادية الكبيرة التي تنتهي فيها كل الممارسات السيئة التي رافقت اعلان الوحدة منذ عام 1990 وما تلا حرب صيف 1994 سيئة الصيت ، واجه خذلانا كبيرا لكنه ظل شامخا متمسكا بمشروعه ومدافعا عنه ، حاصر الانقلابيون منزله وتخلى قادة الجيش العائلي عنه وهو يحاصر في الستين ، لكنه لم يتراجع ولم يتماهى مع المشروع الانقلابي ، ظل متمسكا بخياراته السياسية الى ان قيض الله له دول التحالف العربي بقيادة ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود .
استعاد الرئيس هادي شرعيته وصارت الشرعية تسيطر اليوم على ما مجمله 85% من الأراضي اليمنية ، وبات القضاء على الانقلاب أمرا وشيكا ومصيرا حتميا ، يدير الرئيس هادي اليوم معركة من أصعب المعارك التي من الممكن ان يصادفها قادة .. فمن ناحية امامه مليشيات انقلابية ارهابية تسيطر على بعض محافظات البلاد وينبغي الخلاص منها وتخليص البلد من شرها ، ومن ناحية اخرى يضع نصب عينيه المعاناة التي يتجرعها الشعب بسبب الانقلاب ويعمل بكل ما اوتي من قوة على تخفيفها .
لا سبيل اليوم سوى الالتفاف حول شرعية الرئيس هادي ، للخلاص أولا من المليشيات الانقلابية الكهنوتية التي عادت باليمن قرونا الى الوراء ، وللانطلاق صوب المستقبل ، مستقبل اليمن بدون مليشيا ولا جيش عائلي ولا حكم فرد ولا مليشيات كهنوتية ولا ضم ولا الحاق ولا اضطهاد لمكون من مكونات الشعب .
مع الرئيس هادي يرتسم المستقبل الافضل ، مستقبل الوطن الاتحادي الكبير ، مستقبل وطن يتسع لكل أبناءه .
حفظك الله أبا جلال وسدد خطاك