أخبار محلية

الأحد - 04 أكتوبر 2020 - الساعة 11:49 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /تقرير_جعفر عاتق


19 عام تمثل مسيرة عمل طويلة وخدمات عديدة ومتميزة قدمتها الشركة اليمنية للهاتف النقال "سبأفون" في عموم محافظات الجمهورية اليمنية.

بدأت خدمة شركة سبأفون للهاتف النقال في شهر فبراير من العام 2001 وأصبحت تغطي حوالي 95% من إجمالي المساحة الجغرافية لليمن، بحسب مصادر في الشركة.

وتضم شركة سبأفون خمسة شركاء من المستثمرين اليمنيين و العرب.

عنجهية الحوثي
مرت اليمن بظروف خاصة منذ انقلاب مليشيا الحوثي قبل أكثر من خمس سنوات وسيطرتها على مؤسسات الدولة الدستورية واندلاع الحرب المستمرة منذ ذلك الحين إلى الآن، أثبتت خلالها أن قطاع الاتصالات والإنترنت يمثل نصف المعركة أمنيا وعسكريا واقتصاديا.

مارست تلك المليشيا الانقلابية كافة أنواع الانتهاكات ضد رؤوس المال والمستثمرين في مناطق سيطرتها وفي مقدمتها العاصمة صنعاء وكانت شركة سبأفون إحدى الشركات التي عانت من الممارسات الحوثية العنصرية.

وعلى الرغم من الانتهاكات والممارسات العنصرية إلا أن شركة سبأفون واصلت تقديم خدماتها لكافة مستخدميها بكل مهنية واقتدار وتمكنت من الحفاظ على خط التواصل بينها وبين مشتركيها حتى حانت فرصة الخلاص من الكهنوت الحوثي.

وفي خطوة عدها مراقبون للشأن اليمني مفاجئة كبرى أعلنت شركة ”سبأفون“ للهاتف النقال، في منتصف شهر سبتمبر المنصرم، نقل مركزها الرئيس من العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وقالت شركة ”سبأفون“، في بيان لها، إن قرار نقل الشركة إلى عدن جاء تلبية لدعوة الحكومة ومجلس النواب والتحالف العربي، بضرورة نقل شبكات قطاع الاتصالات إلى العاصمة المؤقتة عدن، ومن أجل توفير خدمات الاتصالات لليمنيين في المناطق المحررة، وتأمين استقلالها عن سيطرة وتحكم الميليشيات بصنعاء، ووعدت بالعمل مع وزارة الاتصالات لاستكمال تشغيل بقية الخدمات، وصولا إلى تقنية الجيل الرابع والخامس.

وتطرق بيان الشركة إلى جملة من الصعوبات والعوائق التي واجهتها، نتيجة سيطرة مليشيا الحوثي على مقر الشركة في صنعاء، كاستيلائهم على أصول الشركة وتعيين طاقم إداري جديد تابع لهم، ونهب مقدرات الشركة.

وكان وزير الاتصالات في الحكومة اليمنية لطفي باشريف قال، في وقت سابق، إن هناك خطوات لانطلاق شركتي اتصالات في عدن ونقلها من صنعاء، بشكل يسحب البساط من مليشيا الحوثي وسيطرتها على قطاع الاتصالات، وسيدفع الكثير من الشركات إلى الانتقال من صنعاء خلال الفترة القادمة.

خطوة إيجابية
لاقت خطوة نقل شركة سبأفون إلى العاصمة المؤقتة عدن ترحيبا واسعا في أوساط المواطنين بالمحافظات المحررة، لكون ذلك يعني بداية تحرير مجال الاتصالات من الهيمنة الحوثية والتنصت على المكالمات وسرقة البيانات واستخدامها في أغراض مشبوهة.

واعتبر ناشطون يمنيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقال ”سبأفون“ من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلى عدن، خطوة إيجابية في محاربة انقلاب الحوثيين.

فخلال الأعوام الستة الماضية تمكنت مليشيا الحوثي الانقلابية من إبقاء قطاع الاتصالات والانترنت تحت سيطرتها وسخرتها في عمليات التجسس والتنصت على مكالمات القيادات العسكرية والسياسية المتواجدة في الداخل ورصد تحركاتهم الميدانية والقيام بعمليات اختراق الكتروني وانتحال لشخصياتهم والوصول إلى حساباتهم الشخصية والأسوأ من ذلك استهدافهم عسكريا عقب تحديد مواقعهم.

وإلى جانب ذلك فقد كان قطاع الاتصالات يشكل رافدا كبيرا بالمال للمليشيا الانقلابية لتمويل حربها ضد قوات الشرعية والتحالف، حيث قدر خبراء في مجال الاتصالات إجمالي ما جنته جماعة الحوثي خلال 5 سنوات من شركات الاتصالات اليمنية الحكومية والخاصة بـ 305 مليار و316 مليون ريال يمني.

سبأفون توضح
توضيحا لعملية انتقال شركة سبأفون، قال الناطق الرسمي للشركة عبدالله العواضي في تصريحات صحفية أن النقل إلى عدن خطوة مهمة في إطار تحرير الاتصالات من الهيمنة الحوثية.

وأكد العواضي أن سبب التأخير كل هذا الوقت يعود إلى العراقيل الكبيرة والكثيرة التي وضعتها مليشيا الحوثي عقب اقتحامها للعاصمة صنعاء، ومنعها نقل هذا القطاع المهم والحيوي بالنسبة لها وفرضها رقابة مكثفة ولصيقة لكل ما يدخل ويخرج من معدات وأجهزة وتعيينها مشرفين لمنع الشركة من القيام بعملية النقل.

وأشار العواضي إلى أن قرار النقل كلف الشركة خسائر فادحة من تجميد أرصدة ومصادرتها واجبارها من قبل الحوثيين على التخلي عن أكثر من 70% من المعدات والأنظمة المتواجدة في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية، لافتا إلى أن المليشيا لا تزال تشغل ما استولت عليه من أجهزة لصالحها بشكل غير قانوني ولا أخلاقي.

وأضاف بأن الشركة تعمل للتنسيق مع وزارة الاتصالات ومع الجهات والسلطات الرسمية والمعنية والشركات الدولية لإبلاغهم بالمشغل والمالك الرسمي والقانوني والمركز الرئيسي لها، والتوضيح أن الحوثيين في صنعاء لا يملكون أي شرعية ولا صفة قانونية.

فوائد نقل سبأفون إلى عدن
وأوضح العواضي أن عملية نقل سبأفون تعتبر خطوة مهمة على طريق قلب موازين معركة الاتصالات مع مليشيا الحوثي، وستحرمها من إحدى أهم الأدوات في مجال الاتصالات لأن مستخدمي خط سبأفون في مناطق الشرعية سيكونون غير مكشوفين لأجهزة الحوثي العسكرية والأمنية، مضيفاً أن المليشيا الانقلابية ستفقد جزءا كبيرا من عائدات وإيرادات الاتصالات التي تغذي بها ما تسميه بالمجهود الحربي في حربها ضد اليمنيين.

وقال ناطق شركة سبأفون، إنه قبل نقل الشركة كانت مليشيا الحوثي تستطيع مراقبة تحركات الجيش الوطني والشخصيات الاعتبارية والقيادات العسكرية والمواطنين المؤثرين في المقاومة الشعبية وتستهدفهم بصواريخها مستفيدة من سيطرتها على شبكات الاتصالات الثابت والنقال والدولي والإنترنت في كافة انحاء الجمهورية، مشيرا إلى أن النقل سيؤدي إلى حرمان الحوثي من أهم عنصر رقابي ولوجستي يمكنه من التفوق في المعركة على الأرض.

ونوه إلى أن شركة سبأفون في الوقت الحالي تعمل بشكل مكثف بالتنسيق مع وزارة الاتصال وتقنية المعلومات في عدن على تشغيل كافة الخدمات الأساسية من توصيل الثابت والإنترنت والدولي والربط البيني بين الشبكات الأخرى وتتطلع في المستقبل القريب إلى إطلاق شبكة الجيل الرابع.

المحافظات المحررة المستفيد الأكبر
وأكد الناطق الرسمي لشركة سبأفون للهاتف النقال عبدالله العواضي أن المشتركين في المحافظات المحررة سيكونون المستفيد الأكبر من انتقال الشركة إلى عدن مشيرا إلى ذلك سيوفر خطوط اتصال آمنة ويخلص الجهات الرسمية في التحالف والحكومة الشرعية والجيش الوطني من التنصت والتجسس التي مارستها مليشيا الحوثي خلال السنوات الماضية.

وقال العواضي أن الحكومة والسلطات المحلية ستجني عوائد الضرائب وغيرها مما يعني حصولها على رافد مالي جديد يسهم في تمويل خططها المستقبلية مشيرا إلى أن كافة القوى السياسية أبدت تأييدها لخطوة انتقال شركة سبأفون إلى عدن.

وبانتقال سبأفون إلى العاصمة المؤقتة عدن ستكون مدينة عدن أولى المحافظات اليمنية التي ستجني فوائد ذلك لكونها المنطلق الجديد للشركة وبالتالي سيحصل أهالي مدينة عدن على خدمات متميزة بالإضافة إلى خطوط اتصال آمنة فيما ستحصل المحافظة على حصتها من العوائد والأرباح وفقا للقانون.