حوارات وتحقيقات

الأربعاء - 08 يوليه 2020 - الساعة 01:19 م بتوقيت اليمن ،،،

محسن صالح

الوطن العدنية/كتب/محمد العولقي

أحدثكم في هذه العجالة عن الأخ محسن صالح ..
ليس محسن صالح مدرب منتخب كرة القدم سابقا، و الذي قال ذات مرة : إنه خليط من مصري و يمني و صومالي ..
لكنني أقصد الأخ محسن صالح ابن يافع الشموخ .. رئيس اتحاد الكرة الطائرة ..
يبدو أن رحلاته المكوكية مع اللعبة قد أنهكته، فتسلل العارض الصحي إلى خلايا كابتن الطائرة، الذي يقود اللعبة بحنكة متخطيا كل المطبات الهوائية و الأرضية ..
محسن صالح .. عاشق و لهان .. قاسم الكرة الطائرة مسيرته .. نصفها للعبة التي بنى لها مجدا لاعبا و قياديا .. و نصفها الآخر لقضايا اللعبة و آلية تطوير بطولاتها ..
لم أشعر يوما أن قلب محسن صالح أحمر الهوى و الهوية، رغم تلاليته التي لا ينكرها .. تجرد من كل الأقمصة و الألوان فأصبح قلبه يمزج ألوان الطيف بدرجة واحدة من العشق و الغيرة ..
عرفت محسن صالح يحلق دائما باللعبة بمحركات من فولاذ .. لم تتعرض اللعبة في عهده لأي هبوط اضطراري، رغم ضيق اليد و قلة الحيلة وغياب مقومات اللعبة ..
وعندما يتوعك محسن صالح بعد رحلة طويلة في فضاءات اللعبة يتصاعد شهيقه و زفيره كطائرة تبحث عن هبوط مؤقت للتزود بالوقود ..
يتوعك محسن .. فتتوعك معه اللعبة .. تئن مثلما يئن .. تخفض منسوب ارتفاعها .. مثلما تنخض معنويات عاشقها و محركها محسن صالح ..
طبيعي بعد هذه الرحلات السندبادية للعزيز محسن صالح أن يأخذ قسطا من الراحة .. ربما يرها التقاط أنفاس .. بينما نراها نحن محبيه استراحة محارب يتأهب لتسجيل عودة قوية ..
سنوات طويلة و محسن صالح يسير باللعبة من رحلة إلى أخرى .. لم نسجل عليه حادثة واحدة .. كان و لازال كابتنا رائعا .. يحتفظ بكل ألغاز الإدارة في قلبه .. قلبه الأبيض الذي طالما كان مطارا يستقبل كل جديد و كل مفيد ..
ولأن محسن صالح الأصيل النبيل استسلم أخيرا لفراش التوعك ، فقد وددت مشاكسته مع أنه لم يسأم تكاليف الحياة بعد، ولم يأخذ بجريرة زهير بن أبي سلمى الذي احتفل بحوله الثمانين بقصيدة خلدته مدى الحياة ..
عزيزي محسن لازال بينه وبين تكاليف زهير بن أبي سلمى دربا طويلا من العطاء .. فكل شيء في محسن شباب متجدد من قمة رأسه حتى أخمص قدميه ..
و محسن صالح عاشق غير ضال للكرة الطائرة .. يتنقل في مختلف ملاعبها كنحلة تقطر عسلا صافيا مصفى .. وفوق الكل يعسوب .. في كل مناسبة حاضر بروحه المرحة .. و بعفويته الصادقة .. وبساطته المتناهية .. و حيويته التي طالما كانت عنوان رحلته مع حبية قلبه الجميلة الفاتنة (الكرة الطائرة طبعا .. مش أم الصبيان) .. فاصل من الضحك يا محسن و نعود ..
يهمني في هذا المقام أن تضحك يا أبا أوسان كما عرفتك .. املأ جنبات منزلك البسيط بهجة و سرورا .. دعك من الوعكة .. حلق عاليا في ملكوت الله .. فما أجمل الرحلة عندما تكون خالصة ومن قلب لا يحمل في نياطه ذرة حقد واحدة ..
أعرفك يا محسن .. حليم .. بينك وبين الغضب عداوة .. هادئ الطباع .. بينك وبين الضوضاء قطيعة .. خبير محنك .. بينك وبين التسرع و الارتجال خصومة .. اجتماعي مثالي .. بينك وبين كل من عرفوك و زاملوك عيش و ملح .. ودائما عشرتك حلوة فيها حب وحنان .. ضحكتك غنوة من أغاني الدان ..
عزيزي محسن .. لا تدع طائرتك تهبط في مطار عارضك الصحي .. ظل كما عهدناك محلقا عاليا .. فوق القمة العالية .. حيث وكر النسر فوق الجبل .. ننتظر جديدك .. فمعك يا كابتن الطائرة مش حنقدر نغمض أعيننا .. طهور إن شاء الله أيها الراعي الرسمي لأحلام طائرتنا ..!