حوارات وتحقيقات

الخميس - 04 يونيو 2020 - الساعة 07:56 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/ جمال أبوبكر السقاف


كعادته في حياته اليومية هادئا، لايُحب الصخب والضجيج، ودعنا وغادر حياتنا بهدوء ودون ضجيج.

لايعرفه الكثيرون، لكن خواص طلاب العلم يعرفونه تماما، وطلاب المدارس حوله، فقد كان يقدّس التعليم ويُعظم أهله وحملته، أحبّ علم الحديث حبّاً جماً، لدرجة المتفق عليه، حين يتدارسه معك ينسى نفسه، ويستمتع بالحديث، ويلتذ به، ويغوص في أعماقه ودقائقه، بنشوة لايعرفها إلا من تذوقها.

كان- رحمه الله- شغوفا بالعلم، نشطا في نشره والدعوة إليه، وكان مجاهدا لايأبه أين كان موقعه من ذلك الجهاد؟

وكان كعادة العدنيين خفيف الظل، يستظرف الدعابة ويتبادلها مع زملائه.

عشت معه سنوات كرئيس لمؤسسة الرسالة، فوجدته محباً لتخصصه، رفيقا متواضعا مع زملائه، يألفونه ويألفهم، ويحبونه ويحبهم.

عاش اجتماعيا بطبعه، يتفقد إخوانه ويسأل عنهم، يعود مريضهم، ويزور منقطعهم، ويسأل عن غائبهم.

كان قليل ذات اليد، كعادة طلاب العلم، لكنه كان يملك همة عالية في الاجتهاد لكسب الرزق، خصوصا في مجال التعليم، فدوام بالمؤسسة، وتدريس بالمعهد والمركز، وداعية بالمسجد بريالات معدودة، يذهب جُلها بمواصلاته واتصالاته، ومع ذاك تجده مسرورا؛ لأنه يجد نفسه في الدعوة والعلم.

ماذا عساي أن أقول في مثله، إلا أنه أخجلنا في تواضعه، وودعنا تاركا لنا سيرة عطرة نستقي منها دروساً ماكنّا نستشعرها حال حياته.

رحم الله أخي- هشام فضل النورجي- وغفر له، وتقبله في الصالحين.

جمال أبوبكر السقاف
الخميس:١٤٤١/١٠/١٠هجرية
الموافق: ٢٠٢٠/٦/٤م