أخبار محلية

الثلاثاء - 28 أبريل 2020 - الساعة 01:57 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /خاص


وجه الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي، نصائح للمجلس الانتقالي الجنوبي، لافتاً إلى أن ممارسات المجلس تستنزف قدراته وعلاقته مع دول الجوار، كما تستنزف رصيده الشعبي وثقة الناس فيه.

وقال "البخيتي" في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع "تويتر": "الأعزاء في المجلس الانتقالي الجنوبي فشلت عملياتكم العسكرية للسيطرة على مقاليد الحكم في المحافظات الجنوبية عدة مرات بعد شلال من الدم، إعلاناتكم عن استعادة الدولة مرة وأخرى عن الحكم الذاتي تنتهي بحبر على ورق، بل وإدانات واسعة ورفض داخل الجنوب ومن دول التحالف بما فيها الإمارات".

وأشار إلى أن بيانات المجلس قد تصبح مع مرور الوقت مادةً للتندر والسخرية، كون مصير الشعوب وأرزاق الناس لا يتم التعامل معها باستهتار، مضيفاً: "وما لم تكنوا متأكدين من ان خطواتكم ستحظى بتأييد الغالبية فأجلوها".

واستطرد "البخيتي" قائلاً: "من متابعة بيان دول التحالف وردود الفعل داخل الجنوب حتى على المستوى الشعبي يظهر بوضوح أن هناك رفض واسع لخطواتكم، وهناك أسئلة كثيرة لدى المواطنين: من يضمن ألا تتحول خطواتكم لبذرة لحروب أهلية داخل الجنوب؟، ومن يضمن دعم عربي ودولي لها؟، ومن سيدفع مرتبات الناس وموازنة المؤسسات؟".

وأشار إلى أنه لا أحد ينكر أن الشرعية فاسدة، وأن الرئيس "معتوه ومعاق ذهنياً ويفترض نقله لمصحة عقلية، وأن نائبه علي محسن مجرد لص وأكثر عسكري تعرض لهزائم، وأن الجيش والمؤسسات التي بنوها فاشلة وفاسدة"، لكن طالما هناك اعتراف محلي وإقليمي ودولي بهم، فإنه لا قدرة للمجلس الانتقالي على تغيير ذلك الواقع بتحركات غير مدروسة.

وقال "البخيتي": "نحن مع حق أبناء المحافظات الجنوبية في تقرير مصيرهم حتى لو أدى ذلك للانفصال، لكن يجب الترتيب لذلك حتى لا يتحول لفوضى تؤدي لتفكك الجنوب نفسه، وبالتالي فإن أي خطوات دون التنسيق مع المكونات والقوى الجنوبية الوازنة تعد إعلان لحرب أهلية داخل الجنوب وعليكم الاعتبار مما يحدث في الشمال".

وأشار إلى أن افتراض المجلس الانتقالي أن لديه تفويض شعبي، لا يوجد إلا في مخيلة قادة المجلس، مشيراً إلى أن بيان الكثير من القوى الجنوبية يؤكد ذلك، لافتاً إلى أن إصرار المجلس على الزعم أنهم مخولين باتخاذ القرار وأن البقية لا وزن لهم ولا يستحقوا المشاورة في خطوات تحدد مصير الجنوب، ما هو إلا "بذرة لحرب أهلية جنوبية".

واستطرد "البخيتي" قائلاً: "وباسترجاع خطواتكم السابقة، العسكرية منها والبيانات الأحادية، ثم تراجعكم عنها بفعل ضغوط من الإمارات والتحالف، لكن بعد أن تكون قد سالت الكثير من الدماء وحدث الكثير من الخراب، نستنتج أن قراركم ليس بأيديكم تماماً، وهذا شأن كل القوى السياسية اليمنية، وعليه يجب أن تتواضعوا في خطابكم".

وشدد على ضرورة أن يلاحظ قيادات الانتقالي الفرق بين التفاعل الشعبي مع تحركاتهم الأولى والأخيرة، ليدركوا أن هناك تراجع خطير في شعبيتهم، وأن بياناتهم لم تعد تؤخذ بجدية، وأنهم قد يتحولوا لظاهرة صوتية، وذلك يشكل خطر عليهم كمكون سياسي، ما لم يراجعوا خطواتهم ويتعاملوا بواقعية مع القوى الفاعلة المحلية ومع دول التحالف، حسب قوله.

وأشار إلى أن الخيار المتاح والمنطقي حالياً هو استمرار العمل على تنفيذ اتفاق الرياض، مع كل مساوئ الشرعية، وأن يكون المجلس الانتقالي شريك في التنفيذ، ورقيب على البقية ليفضحوا فسادهم، وأن يقدم المجلس الانتقالي نموذج إيجابي فيما يوكل له من مهام لخدمة الناس، فذلك هو النجاح الحقيقي الذي سيترسخ في وعي الناس.

وخاطب "البخيتي" قادة المجلس الانتقالي بالقول: "تأكدوا أني ناصح لكم وحريص على الجنوب وأبناءه، بغض النظر عن المآل الذي يتربص بالوحدة اليمنية، فاستقرار الجنوب وأمنه يهمنا ومن صميم مصالحنا حتى لو عاد دولة مستقلة، ومن لا يعتبر من التجارب ويعمل مراجعات شجاعة سيتلاشى كما تلاشى الكثير قبله، فلا تضيعوا فرص حقيقية بأوهام زائفة".

واختتم حديثه بالقول: "تذكروا أن هناك خطر يتربص بنا جميعاً، يتمثل في الحوثيين ومن ورائهم إيران، وأن الخطوات الاحادية تخدم مشروعهم في المنطقة العربية، ومن هنا علينا إقناع القوى السياسية اليمنية ودول التحالف بالعمل على ايجاد بديل لهادي وعلي محسن وكل رموز الفساد الذين أهانوا الدولة كمدخل لحل الأزمة".