حوارات وتحقيقات

السبت - 28 مارس 2020 - الساعة 01:23 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/طه الشرعبي


من وراء أبواب الفقر .. قلوبٌ فِي ضِيَافَةِ الحُزنِ .. قلوبٌ أدمَاها الألمُ وأتعبَها النِسْيانُ
تركُنُ تحتَ سطوةِ الفقرِ فيذيقُها أصنافًا مِنَ العذابِ يبللُهم الدمعُ على مشارفِ أبوابٍ صدئةٍ، يستندون على جدارٍ متهالكٍ
و يذوقون الصبرَ مُـرًّا علقَمًا ..!

هُـنا معَ موعدٍ مع أَلمٍ منْ نوعٍ آخرَ، صفحاتٌ امتزجتْ برحيقِ أرواحِهم الموحِشةِ البَاحثةِ عَن الأُنسِ، عن الأمل، عن إحساسٍ يمْنعه كبرياءٌ؛ يُقتَلُ كلَ يومٍ على أعتابِ اللامبالاةِ،
يتلاشى أمامَ القسوة ، ويلفظ أنفاسَه الأخيرةَ.

الفقرُ كلمةٌ مقيتةٌ، كريهةٌ تعافُها النفوسُ،
و تشمئزُّ منها القلوبُ، وهو متفشٍ في هذا العصرِ، عصرُ الثرواتِ الهائلةِ والبؤس المزري ، فبينما نجدُ أُناسًا يعيشونُ في ترفٍ حياتيٍّ، يلعبونَ بالملايين وتقتلهم التخمةُ .

نجدُ آخرين لا يكادونَ يجدونَ لقمةَ العيشِ وإن وجدوها كانتْ بشقِ الأنفُسِ، يفترشون الأرضَ ويلتحفونَ السماءَ، يمزِّقُ أحشاءَهم الجوعُ، ويهدُّهم المرضُ، يتجرعونَ مرارةَ الحاجة، وتغصُ حلوقُهم بذلةِ المسْكَنَةِ.

إن للفقرِ أبناءً كثيرين .. و إن له صوتًا يعلو ويرتفع ُ.. وهناك أذنٌ لا تسمعُ و عينُ لا تبصرُ !
فانظروا خلف الأبوابِ؛ واسمعوا صوتَ الفَقْرِ .