حوارات وتحقيقات

الإثنين - 24 فبراير 2020 - الساعة 06:03 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_جمال شيخ عمير المكعبي

بايجاز سريع ، فمن خلال تشخيصنا للمشهد السياسي السياسي في المحافظات الجنوبية ، يتضح لنا أن الوصول إلى تحقيق أي اتفاق أو توافق جنوبي جنوبي لا ولن يتحقق في المنظور القريب ، وان الحديث عن الوحدة الوطنية الجنوبية الجنوبية ما هو إلا شعار يتم استخدامه من قبيل الاستهلاك الاعلامي والسجال السياسي ليس إلا ، فزيد يريد البلاد حكرا عليه وينكر حق عمرو في مشاركته ، والعكس صحيح ، وكل منهما لن يقبل التعايش مع الآخر مهما غالطا أنفسهما ، وهذا يعني إطالة أمد الخلاف الجنوبي الجنوبي ، واذا ما أراد الجميع تجاوزه علينا أن نتعامل مع الواقع كما هو ، كون علاج الشي يكمن في دقة صواب تشخيصه ، على غرار ما انتهت إليه الحرب الأهلية في لبنان ، حينما وافقت كل الأطراف السياسية اللبنانية على اتفاق الطائف الذي أعاد السلم والأمن والاستقرار السياسي إلى المجتمع اللبناني بعد سنوات من الاقتتال الطائفي والمذهبي الدموي .
فهل نحن في الجنوب أو حتى في اليمن بشكل عام بحاجة إلى طائف جنوبي أو طائف يمني ينظم تقاسم السلطة ومحاصصتها وشكل إدارتها ؟؟؟
في تقديري أن التفكير في الوصول إلى اتفاق طائف جنوبي على غرار اتفاق الطائف اللبناني جديرا بالاهتمام ، فالواقع السياسي الجنوبي كشف وبما لا يدع مجالا لأدنى شك أننا بحاجة إلى محاصصة السلطة بين الجميع ، سيما السلطة المركزية والسلطة في العاصمة عدن ، وعندئذ سيدرك الجميع بأن أحد لن يأخذ أكثر من حصته ، بل إن خلو المجتمع الجنوبي من اي تعدد مذهبي أو طائفي سيجعل من اي محاصصة سياسية حصنا منيعا لوحدته الوطنية ، وهذا سيقود إلى التخلص من حالة الاقتتال ، وبالتالي إشاعة الأمن والاستقرار في البلاد .
رؤية قد تكون مؤلمة بالنسبة للبعض لكنها نتاج لواقع مؤلم .
فتلك هي الحقيقة وان كانت مرة !!!
جمال شيخ عمير المكعبي
٢٤ / ٢ / ٢٠٢٠م