حوارات وتحقيقات

السبت - 14 ديسمبر 2019 - الساعة 12:38 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/أكرم محسن العلوي


محمد صالح الحيدري من مواليد ردفان 1984م، عاش حياة البسطاء مع إخوانه البالغ عددهم عشره (خمسه ذكور وخمس وإناث) كأي طفل بين أحضان والديه ، وبعد أن بلغ من عمره السابعه التحق في مدرسة ( ابن زيدون )
واكمل الثانويه في مدرسة ( النعمان )
الواقعه في مديرية المنصورة حيثما ترعرع، وواصل مشواره الدراسي في هذه المدرسه في المرحلة الأساسية والإعدادية والثانوية.
ثم بدأ يشق طريقه نحو المستقبل والتحق بكلية الهندسة ( ميكانيك )
وأكملها بتقدير مشرف.
ولكن نظرًا لما يمر من ظروف مادية وظروف البلاد التي كانت حجر عثرة أمامه حالت دون مواصلة مشواره التعليمي العالي
ولما يبقى رحمه الله عليه مكتوف الأيدي بعد اكمال دراسته الجامعية بعد الثانويه فاتجه للعمل الحر ليساهم في دعم أسرته الكبيرة لكونهم يعيشون جميعا تحت سقف واحد.
استمر رحمه الله فترة من الزمن بعد الأعمال الخاصة قبل أن يداهم الحوثي عدن والبلاد، فكان من الواقفين في صفوف إخوانه لقتال هذه الشرذمه الباغية المارقة الخارجة عن النظام والقانون وسطر اروع المواقف البطولية في جبهة جعوله .

ولما أظهره من من حسن الموقف في هذه الحرب فقد تم تكليفه بمهمة نائب شؤون شعبه الأفراد بقوات الدعم والإسناد واشتهر في مجال عمله بالأخلاق والاخلاص والجد، وفي خلال هذه الفتره بنى عشه الصغير وتزوج منذ مايقارب سنتين وهو أب لبنت. واستمر في مجال عمله وهو كما يقال (بعد حاله) من بيته إلى عمله إلى المسجد واشتهر بالخلق الحسن والاستقامة والقيم وبالمحافظة على الصلوات والطاعاتولم يعرف عنه قط من سوء. ولكن عندما نعيش في زمن كثرت فيه الفتن والمصائب وانتشار القتل بزمن حذرنا من رسولنا الكريم لما يكثر فيه من الهرج، بحيث تاتي الرياح بما لاتشهي السفن وماكنا نتوقع أن يصل بشِرار الخلق من بعض أهل التكفير والتفجير لتقتل وتسفك دم أهل الصلاح والخيرية وأهل الاستقامة والخلق والدين ولانعلم بأي ذنب قتل لم يعرف رحمه الله عليه إلا بما ذكرناه من الفضائل، وهكذا فمن المستفيد من قتل إخواننا وأبنائنا ورجالنا الخيرين؟ أردوه قتيلا بكل بجاحة وبكل عنجهيه.
تقتلون من ياشرار خلق الله تقتلون من يا من بعتم ضمائركم ودينكم وعرضكم بدرهم بالدينار .
قاتلكم الله وسود الله وجوهكم ياعملاء يامفسلين يا عديمي الإنسانية.
إن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا (محمد) لمحزونون ماذا نقول في حقك ماذا نقول في رثآئك ماذا نقول في مدحك ماذا نقول في الاستقامة التي كنت تحملها ماذا نقول عن أخلاقك ماذا نقول عن نبلك ماذا نقول عن الورع الذي فيك ماذا نقول عن القيم التي فيك عن وعن عن
إنه محمد صالح الحيدري، بأي ذنب قتل وبأي ذنب سفك دمه وبأي ذنب فقدناه؟
إنه آخر الزمان عندما يُقتل الصالحون الأبرار على يد المجرمين الأشرار إنه الزمن الذي حذرنا منه رسولنا الكريم، ففي اغتيال الصالحين نقول اقتربت الساعة، وهي على الأبواب لكن لانعلم بأي وقت تاتي.
فيا ليت شعري لمن سخروا أنفسهم ووجهوا سلاحهم للصالحين الأبرار بماذا تلقون ربكم بماذا تواجهون ربكم بدم مسفوح وذنب عظيم ووجه عبوس ترهقه قترة!
كيف هي قلوبكن التي في صدوركم، أليست تعانق القلق والهم بما ارتكبتموه بحق الصالحين؟
إنكم بلاشك ولاريب تموتون بالدقيقة ألف موته وإنكم معذبون قبل يوم القيامه .
ألم تعلموا أنكم سفكتم دما طاهرا وغيبتم جسدا طاهرا كم سجد لله وكم ركع وكم خشع وكم سبح وكم هلل
فلانخاف عنه أنه مات وإنما خافوا على أنفسكم السيئة التي وجهت سلاحها لخيرة الشباب
خافوا على انفسكم تموتون كل يوم وليلة، فأما (محمد )
فأنه ينعم بروح وريحان بإذن الله ولاخوف عليه.
إنما نقول أن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا محمد لمحزونون.

إنا لله وإنا إليه راجعون.


الصحفي أكرم محسن العلوي